البوست الحصري لبرنامج أغاني وأغاني 2017 في نسختة الثانية عشر

Quote: / ضد التيار / د. أنس العاقب معقباً حول “أغاني وأغاني” * عزيزي هيثم كابو.. تحية وسلاما دعني أشكرك مرتين: أولاً: على ابتدارك الحديث عن برنامج (أغاني وأغاني) وما كان منه طوال مسيرة استشرفت عقدها الثاني منذ انطلاق نسخته الأولى عام 2006.. جدير بالذكر وبحسب معلوماتي أن البرنامج بدأ بفكرة عامة تدور حول انتقاء بعض الأغنيات لتشكل ملامح تاريخ وتطور حركة الغناء منذ أربعينيات القرن الماضي ولم يكن يخطر ببال إدارة فضائية النيل الأزرق أنها ستشهد ببرنامج (أغاني وأغاني) انقلابين أحدهما يمهد لانقلاب كبير بتبديل تقليدية البرمجة الخجولة قصيرة العمر، ولكي يعبر البرنامج بعد نجاح حلقاته الأولى كان لابد وبالضرورة اختفاء مقدمة حلقات البرنامج المذيعة السيدة نسرين سوركتي التي وجدت نفسها أمام الضيف المحوري وهو شاعر وكاتب وممثل معاصر لمسيرة الحركة الغنائية والموسيقية، مشارك ومراقب، فلم تستطع مقدمة البرنامج مجاراة الأستاذ السر قدور الذي ألقى وجوده الطاغي ظلالا على مقدمة البرنامج بل أخذ الأستاذ (وكلنا شهود) يلقي بسخرياته على مداخلاتها وأفكارها. وأخيراً وعندما تبينت شخصية ضيف البرنامج بكل ثراء معلوماته وطلاقة حديثه وأسلوبه المغالي في المرح والاعتداد بالنفس، أوكلت له بكل أريحية وثقة مهمة تقديم البرنامج، أما نسرين سوركتي فهي إما أبعدت أو آثرت الابتعاد بعد حلقات النسخة الأولى في شهر رمضان من عام 2006. * وددت بهذه المقدمه التأكيد على أن الفكرة التي طرحها الأستاذ الشفيع عبد العزيز وجدت قبولاً متحفظاً لأنها اقتحمت فكرة بث الغناء بكثافة في شهر الصيام واختيار زمن ما بعد الإفطار ميقاتاً يومياً للبث، ثم إن قناة النيل الأزرق لم يكن لها منافس حقيقي سوى القناة القومية وقناة الخرطوم وكلتاهما تنقصهما إما الخوف والتردد أو ضيق ذات اليد وضحالة الأفق، وفوق ما وجده البرنامج من قبول عام ومشاهدة مقدرة في أوساط المغتربين في قارات الدنيا يتأكد أن بقرة البرنامج قد استوت على عودها فصارت تدر حليبا متدفقا بالإعلانات، وقليلا قليلا تحول برنامج (أغاني وأغاني) إلى مؤسسة راسخة لا تهتز لها شعرة ولا تخيفها كلمات النقد، كما صار للبرنامج كتاب ومؤيدون بفضل (اللوبي) الذي خلقته دائرة الإنتاج والتنفيذ بكاملها وشبكة المستقدمين مباشرة للبرنامج.. ولا أريد أن أتعرض لتصاعد تكلفة الإنتاج الكلية مقارنة بمدخلات الإعلانات والرعايات.. * لقد حافظ برنامج (أغاني وأغاني) على مستواه الذي استقر عليه منذ نجاح حلقاته الأولى ولم تستطع إدارة قناة النيل الأزرق أن تطور فكرة البرنامج من ناحيتي الإعداد واختيار الأغاني والمغنين علی نسق يراعي بالأساس تنوع التراث والغناء السوداني بكل أشكاله وأنماطه وليس فقط التركيز الجائر على غناء مدينة أم درمان وإذاعتها بل هناك مدن سودانية كثيرة قدمت غناء جميلاً لا يقل عن غناء أم درمان والعاصمة القومية، هذا بخلاف غناء المديح النبوي والحقيبة والغناء الشعبي والجاز السوداني وفولكلور فسيفساء القبائل والإثنيات والأعراق؛ وفوق ذلك لم يتسع فكر البرنامج لإتاحة الفرصة لأغنية جديدة تعرض لأول مرة ليتسابق جمهور المشاهدين بترشيح الأغنية الفائزة في نهاية شهر رمضان. * من وجهة النظر الفنية البحتة أتساءل: كيف يتم ترشيح واختيار المغنين والمغنيات؟ وعلى أي أسس؟ وبأي معايير؟ وينطبق ذلك أيضاً على الأغنيات.. ثم لماذا التركيز على الأغنيات الخفيفة المسموعة؟ وكيف توزع متناسبة مع أصوات من سيغنيها؟ فقد ثبت إخفاق عدد غير قليل من المغنيات ليس في حفظ الكلمات واللحن ولكن في الخروج كثيراً عن اللحن بالتغيير المفضي للنشاز والتمويه اللحني بل والتشويه.. وأستغرب ألا يقرأ ذوو الشأن في قناة النيل الأزرق التعليقات والمداخلات التي تعج بها الصحف وتضج بها الأسافير حول برنامج (أغاني وأغاني)؟ على الأقل ليتعرفوا على مردود البرنامج وهو أحد أساسيات الرسالة الإعلامية التي ركزت على أن البرنامج لم يعد يقدم جديداً سوى التكرار والاجترار، وأزيد عليها إن المشاهد على درجة عالية من الذكاء بحيث لم يعد يقبل مزاجية الاختيار وإرجاع من ثبت فشلهم أو لم يكونوا بالمستوى المطلوب. * يا أستاذنا الكبير السر أحمد قدور؛ أتمنى عليك أن يتحول وجودك إلى طاقة معرفية تزخم البرنامج بثقافتك العالية وأن تتجمل حلقاتك بالملحة والطرفة كما أنك تعلم يا سيدي أن لكل برنامج مقدمة استهلالية (إنترو) نرجوك أتحف مشاهديك بتنوع الاستهلالات وبما نكن لك من تقدير وتوقير هل تراني أتجاوز حدود الأدب إذا همست لك (إن الغناء والقهقهات لا تشبهانك يا سيدي الفاضل أستاذنا السر أحمد قدور)؟. * والكلام عن (أغاني وأغاني) كثير ولعلي أجد لاحقاً فرصة أخرى.. وشكراً أخي الأستاذ هيثم كابو مستضافاً في عمودك (ضد التيار) بارك الله فيك. د. أنس العاقب * شکراً نبیلاً عزیزي الموسیقار الدکتور أنس العاقب علی هذا التعقیب الضافي. نفس أخير * لکل شيء مقطع من جنسه حتی الحديد سطا عليه المبرد هیثم کابو