08:42 PM March, 13 2017 سودانيز اون لاين محمد عبد الله الحسين-الدوحة مكتبتى رابط مختصراين أنت يا عم مِدْسو؟عليك سلام الله يا عم مِدْسو إن كنت في الأحياء أم من الأموات.-ياسو - ياسو( أهلا باليونانية)لا أدري هل أنت حي تُرزق؟ و لا زلت تقف أمام موقدك الصغير مرتديا(الكاب) اليوناني التقليدي ؟أم فارقت هذه الدنيا الفانية؟ منذ ان فارقتك قبل اكثر من ثلاثين عاما ما أفتأ اسائل نفسي هذا السؤال.بالرغم من أنني مدرك بأنك غالباً ستكون قد فارقت هذه الدنيا سنواتك التي قاربت السبعين عاما في ذلك الوقت من أوائل الثمانينيات.تُرى هل اسلمت الروح و انت تمارس مهنتك ببيع سندوتشات الكفتة بالبقدونس على رصيف ذلك الشارع الطويل في عروس المتوسط؟ أم جدت بأنفاسك و أنت تحتضن وسادتك الخالية في زمهرير ليلة شتائية غامضة؟ترى هل مرت بخيالك في تلك الليلة ذكرياتك الصبية في شوارع اثينا التي تركتها و أنت صبي يافع؟ أم هل مر بخيالك ذكريات شريكة عمرك الراحلة و أنت تتخيلها مستبشرة بلقائك بعد ان رحلت و تركتك وحدك تكفك دمعاتك كلما تذكرتها. و متى كنت لا تتذكرها يا عم مِدْسو ؟ تُرى كم مرة رأيتك تخفي دمعاتك السخينة خجلا من أرى ضعفك. و لكني اراها تفيض رغماً عنك و تسيل في زاوية العين و حينها لا تُجدي المداراة. فتنسال ادمعك رغما عنك و أنا أرى التماعتهما و هما تتلألآن بالدموع و تلمعان في ضوء السيارات المسرعة في ذلكم الشارع الطويل.و كنت أنا الشاب اليافع المتطلع للمعرفة و العلم أقف أمامك يا مدسو وأنا ارتجف لبرد لم نتعوده في بلادنا .أقف و البرد يلسعني ممنياً نفسي بوجبة دافئة و جيبي خالي كفؤاد أم موسى . أذكر ذلك و تلكم الأيام الجميلة من أيام الدراسة في تلك المدينة المتوسطية الرائعة....يتبع.....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة