|
Re: رَجْعُ الصَّدَى (Re: Mohamed Yousif)
|
(2)
انتصار
وددت أن ازيل مسحة الحزن من وجهك النضير، ولكن ترددت خوفا من ابدل روعة المنظر. كأنما الحزن معتصم في جفنيك خشيت أن اشير اليه فيشعل ذكريات تزيل البسمة من فمك. ودع ابتسامتك الوضاء تُظل مسحة الحزن لتصبح وجنتاك باقة نرجس، يتعلق الندى بهما وكأنه حبات لؤول تعلقت بالوجنتين بلا لمس.
ودع صوتك الدافئ، يسري إلى الفؤاد لكي يرده الى جنة الخلد.
فأنت المنتصرة أبداً علَي أميرة فأمرى.
يبين لي وجهك بين تقلباتى كالقمر بين السحاب. مرسلا ضوءَهُ كخيوط من حرير تشعل في قلبى ومضات من السرور.
تهت فى بحور وجهك ولمحة الحزن، وكدت أغرق فى بحور المسك.
بوجودك يتجسم النخيل على ضفاف النيل. والساقية تئن لتروى ظمأ الحقول.
أتى المساء والليل أطبق وأنت طريحة الفراش، فى البلد الغريب. وبين العيون الأجنبية يملؤك الحنين الى ارض الحبيب.
في البلد الغريب جاء أهل لك لم يهزمهم الزمان وسنون الاغتراب. وفى البلد الغريب بقي الحنين مع السنين.
أتوا من كل فج عميق، أتوا لتخفيف الألم اللعين. أتوا بنيلهم ونخيلهم، وحنينهم، وعدت كالقمر الطالع من بين الغمام، وغمرتك روعة الابتسام. فعاد إليك لون الرُطب النقي ورقة الطفل عند الفطام. وزال الغمام فأصبحت كبدر التمام.
والتأم الجرح وهدأت القلوب وعمت البهجة وعم السرور. وجاءت "حمدالله على السلامة من كل فج عميق.
سلمت وترعاك عين الله يا انتصار، ودمت فى أحلا ساعات انتصار.
بعد حين تشدين الرحال الى ارض الحنان، وتبقى الذكريات ما بقي الزمان.
سلمت وترعاك عين الله يا انتصار، ودمت فى أحلا ساعات انتصار.
|
|
|
|
|
|