|
مشهد قديم بزاوية منفرجة قليلا للوراء ..
|
التقته صدفة في ذاك الممر الذي يربط ما بين المكتبة وشعبة طب المجتمع, ويسير محازيا كلية طب الاسنان فى طريقه للكافتيريا ومن ثم يفضى لباحة كلية الطب .. كان جالساً قبالة شعبة طب المجتمع وقد إنخرط هو وهند الامين وبحميمةه ظاهرة ساءتها كثيرا فى نقاشٍ أخذ منه كثيراً من الاهتمام. حتى أنه لم ينتبه لوقوفها قريباً منه, وقد نال منها التوتر والتردد كثيراً ما بين التوجه اليه وبين مواصلة طريقها نحو كلية الصيدلة..
فى الواقع ِكانت هند غريمتها ومحط كثير من غيرتها على منعم .. تختبئ خلف وسامة ملامحها والرقة البادية على محياها الكثير من الصلابة والعناد الثوري والإندفاع. هذا غير ما حبتها الطبيعة من صوت له جرس موسيقي أخاذ. ولطالما تغنت به فى جلسات سمرهم والليالي الثقافية بالجامعة فكانت مثار اعجاب الجميع , الأمر الذي قادها لتكون واحدة من مجموعة كورال الحزب الشيوعي. إلا ان علاقتها ومنعم كانت شديدة الخصوصية حتى انها كانت سبباً فى كثير من الخلافات بينها ومنعم ..
حزمت سلمى أمر ترددها .. ترقرق صوتها واكتسى نداوة تحسها طرية فى حلقها كلما هتفت بأسمه فى عشقٍ وفى وجدٍ موغلٍ فى الحنين والشوق والخشوع كشقذاك ..
- منعم ازيك ..
تماما وكما يشتهيها منعم ..
يتحدثُ كثيراً عندما تحييه بها عما يدعوه باحترافية المعنى حد الفصام مع اللغة .. يُطربها جداً نسجهُ لعلاقاتٍ تدعوها بالمريبةِ ما بين صوتها والدعاش .. غير أنها توقن تماما من إبتلال حبال صوتها كلما ناغمته بالنداءات سرا وجهرا ..
- يااا سلمى
قفز اليها محتضناً إياها بقوة. صدرهُ يضاغطُ نهدها الأيسر فى يسرٍ فادح .. يلفها بساعدٍ واحد وقد أحنى قامته نحوها بشئ من الميلان الخفيف للجزء العلوى من جسدها, وارتكن بذقنه على كتفها ..أرتقت بجيدها قليلاً أعلى من كتفه الأيمن كي تزيد من حيز الحميمية والحوار الجسدي بينهما .. تلامس خداهما كأجملِ صدفةٍ متعمدة مع سابق الاصرار .. كان يتمتم بالأشواق في فرحٍ طفولٍي اليف .. همس بأذنها بيتا من الشعر للكتيابي "يا ليتني أستطيعُ أنظر نور وجهك في لحيظات العناق"
هنيهة وأصابها شيئا من الارتباك وهى تطالع تلك الابتسامه المهزومه لهند الامين تجاهد على البقاء .. انفلتت من حصار النشوة والنداءات السريه للجسد.. حيت هندا والتى بدورها احتضنتها بشئ من الاليه ثم وقفت تتمتم بكلمات عازها الترابط قبل أن تنسل مبتعدة ..
عندها التقت عيناها ومنعم ... تدين سلمى لتلك الحوارات ما بين عينيها وعيني منعم بالكثيرٍ من التفاصيل التي ما أنزل العشق بها من سلطان .. كان يخامرها حال إستبداده بسطوةِ عينيهِ عليها شيئا من خدر الروح .. وكثيراً ما تزداد وطأته نهايات الأسبوع, غير اربعاء كانت أجمل, هذا وقطعا أن كان ذاك بشمبات .. وأجمل ما يكون ذاك أمسيات الخميس لا الجمعة ..
كان شديد الإحتفاء بأماسي الخميس ,غير أن طقس إحتفاءه بتلك الأمسيات الفارهة كما يدعوها, يبدأ عند منتصف الإسبوع بالتنسيق الدقيق مع "بابكر" لما يدعوانه ب"الاجراءا"ت .. وتعني ترتيب متعلقات ( القعدة ) من عشاءٍ وخمر وأصدقاء. ثم يوزعان المهام بصرامة وإهتمام بأدق التفاصيل. إلا أن جلب الخمور الجيدة كان دوما من نصيب النذير, وذلك لعلاقاته المريبة ( بستات العرقى ) ذوات الصيت الذائع ..
يعنيني من ذلك كله تمضية عصر ذاك اليوم مع منعم وحتى العاشرة مساء بمباني كلية الزراعة بشمبات. ثم المبيت هناك بداخلية البنات ضيفة على "ساره" و"نضال" وبقية الصديقات هناك .. وكثيرا ما كثرت تنهدات "نضال" لنا: - يا ربي هسع بابكر عامل كيف ؟.. ولاحقا حرمت عليه الخمر تماما بعد عامين من زواجهما
(عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 03-02-2017, 07:39 PM)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مشهد قديم بزاوية منفرجة قليلا للوراء .. | محمد حيدر المشرف | 03-02-17, 07:25 PM |
Re: مشهد قديم بزاوية منفرجة قليلا للوراء .. | sadig mirghani | 03-02-17, 08:39 PM |
Re: مشهد قديم بزاوية منفرجة قليلا للوراء .. | Hamid Elsawi | 03-02-17, 08:48 PM |
Re: مشهد قديم بزاوية منفرجة قليلا للوراء .. | محمد حيدر المشرف | 03-03-17, 02:27 AM |
Re: مشهد قديم بزاوية منفرجة قليلا للوراء .. | محمد حيدر المشرف | 03-03-17, 02:43 AM |
Re: مشهد قديم بزاوية منفرجة قليلا للوراء .. | يحي قباني | 03-03-17, 03:28 AM |
Re: مشهد قديم بزاوية منفرجة قليلا للوراء .. | Munir | 03-03-17, 03:59 AM |
Re: مشهد قديم بزاوية منفرجة قليلا للوراء .. | sadig mirghani | 03-03-17, 08:36 AM |
Re: مشهد قديم بزاوية منفرجة قليلا للوراء .. | عبدالحفيظ ابوسن | 03-03-17, 08:53 AM |
Re: مشهد قديم بزاوية منفرجة قليلا للوراء .. | معاوية الزبير | 03-03-17, 10:35 AM |
|
|
|