ما هو دور المخابرات المصرية في اصابة فسائل النخيل الأماراتية؟

Quote: «سموم الجنوب».. مخطط خليجى أمريكى لضرب مصر بـ«الخرطوم» محمد الشماع 2017-01-20 12:50:52 دعم خليجى برعاية أمريكية لاستخدام الخرطوم كورقة مهمة فى مفاوضات سد النهضة لم يكن الحضور القوى للسعودية فى أثيوبيا محض صدفة، أو حتى على سبيل مُكايدة مصر، بل هو حضور يستتبعه فتح سوق جديدة للاستثمار، فى دول القارة السمراء، الغنية بالموارد المعدنية والثروات البشرية والحيوانية والزراعية. دعم خليجى برعاية أمريكية لاستخدام الخرطوم كورقة مهمة فى مفاوضات سد النهضة واشنطن بدأت رفع العقوبات الاقتصادية تدريجيًا عن الخرطوم بموافقة ترامب لقاءات بين قادة الرياض والخرطوم تكشف عن صفقات سياسية مدفوعة ربما تكون السودان كلمة السر فى الوقت المقبل، ففى الأيام الماضية أعلن الرئيس أوباما رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ثم أشار لاحقًا إلى تطورات إيجابية فى عدد من المجالات أجرتها حكومة البشير خلال الأشهر الأخيرة، ومنها التراجع الملحوظ فى الأنشطة العسكرية، وهو الإجراء الذى توّج بتعهد بالإبقاء على وقف القتال بين الشمال والجنوب، وإلى جهود لتحسين عمل المنظمات الإنسانية فى البلاد، وفقًا لرسالته إلى الكونجرس، التى تطرق فيها كذلك إلى تعاون الخرطوم مع واشنطن فى التعامل مع النزاعات الإقليمية والتهديد الإرهابى. ولكن.. ماذا عن ترامب الذى عادة ما تكون آراؤه معاكسة لأوباما؟ وزير الخارجية السودانى إبراهيم غندور، أجاب عن ذلك بتصريح مثير، حين قال إن "قرار أوباما جاء بالتوافق مع ترامب"، ربما هى المرة الأولى التى يتفق فيها الطرفان. مصادر سودانية أكدت لبعض الصحف أن مسؤولين أمنيين سودانيين التقوا مع نظرائهم الأمريكان لمناقشة خريطة طريق لرفع العقوبات، كانت من بين بنودها تعاون الخرطوم فى مجال مكافحة الإرهاب بالمنطقة ككل وليس فى السودان فقط، حيث أثير أن هناك زيارة ميدانية قام بها عناصر أمنية من الدولتين إلى حدود السودان مع ليبيا، ربما هذا ما طمأن ترامب. إذا كان الأمر كذلك، فما دورُ الخليج؟ ببساطة شديدة، من يقرأ جيدا تصريحات البشير الأخيرة، يتأكد أن قرارات الحظر رفعت بوساطة خليجية، وتحديدا سعودية وإماراتية، للعائد الاستثمارى الكبير الذى قد يعود على الرياض ومنطقة الخليج بشكل عام، بعد رفع الحظر الاقتصادى، المفروض على الخرطوم منذ 20 عامًا. المسؤولون السودانيون كشفوا مؤخرا عن دور سعودى وإماراتى فى رفع بعض العقوبات عن السودان، ومارست دورها بالتواصل مع الإدارة الأمريكية. الملك سلمان حرص على تهنئة الرئيس السودانى عمر البشير، وكذلك وجّه ولى ولى العهد محمد بن سلمان "لبذل مزيد من الجهود من أجل الرفع الكلى للعقوبات عن السودان". كما قال وزير الدولة بالرئاسة السودانية الفريق طه عثمان الحسين، إن "الدور السعودى المتعاظم فى رفع العقوبات عن السودان كان وراء الانفراج الذى تحقق، ولولاه لما تحقق ذلك". وقال الحسين فى تصريحات صحفية "إن الجهود السعودية بدأت باستدعائه عاجلًا إلى الرياض، بطلب من ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان قبل عامين"، الذى أبلغه بما أسفرت عنه لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين، وبخاصة وزير الخارجية جون كيرى، مشيرًا إلى أن الجانب الأمريكى شدد على الخرطوم الالتزام بـ3 نقاط، لرفع الحظر الاقتصادى عنها، وهى "وقف الدعم لجيش الرب وزعيمه جوزيف كونى، ووقف دعم الحركات المتمردة ضد حكومة جنوب السودان، وعلى رأسها نائب الرئيس الأسبق رياك مشار، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية لمناطق الحرب فى جنوب كردفان والنيل الأزرق". أمر آخر يكشف حقيقة هذا الدعم، هو أن السودان دعم السياسة السعودية فى المنطقة وتبنى موقفها، واشترك فى عملية عاصفة الحزم التى قادتها المملكة ضد ميليشيات الحوثى فى اليمن، كذلك المواقف التى اتخذها السودان ضد إيران تضامنًا مع السعودية بعد مهاجمة سفارتها فى طهران فى يناير 2016، ومن ثم، فإن ما تتلقاه السودان من دعم يراه البعض مكافأة على جهودها، حيث كانت الرياض قد وعدت السودان بمساعدات مادية، أبرزها بقيمة 5 مليارات دولار. ويقول محللون إن الرفع الجزئى لهذا الحصار سوف ينعش الاقتصاد السودانى بشكل كبير، ويفتح مجالات للاستثمار فيها، كما يحاول الخليجيون الاستفادة من هذا الأمر، وزيادة الاستثمارات فى السودان كنوع من المكافأة لنظام البشير، حيث بلغت قيمة الاستثمارات السعودية 13 مليار دولار فى نحو 590 مشروعًا. دول الخليج بدورها تدرك مدى التأثير السياسى السودانى على القارة والتى تستغلها طهران، وبدت دول مجلس التعاون وعلى رأسها السعودية، أكثر اندفاعاً لضم السودان للحضن الخليجى، عبر فتح الباب لها بمشاركات فعلية بالقرار العربى المعاصر، الذى يأتى وسط أزمات حادة فى المنطقة، ليستكمل وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، استعادة العلاقات المتأصلة مع الخرطوم بزيارة رسمية فى فبراير الماضى، لم يسبق أن قام بها وزير خارجية سعودى منذ سنوات من فتور العلاقات. وقتها أشاد الجبير بالعلاقات السودانية السعودية ووصفها بالمتميزة والتاريخية، متطرقاً إلى أوجه التعاون المختلفة بين الدولتين، مثمناً "مواقف السودان ومساندته للمملكة". ولكن.. من أين يأتى الخطر؟ بالتأكيد قد يأتى الخطر من استخدام السودان كورقة مهمة وفاعلة فى مفاوضات سد النهضة، فضلا عن أنها قد تكون سوقا بديلة للاستثمارات الخليجية بدلا من مصر، وهو أمر غاية فى الأهمية.