|
Re: الإمام المهدي و الوهابية (Re: كمال علي الزين)
|
الرجاء قراءة هذا التقرير لمعرفة خرافات محمد أحمد المهدي سمع محمد أحمد المهدي السوداني بما حققته الحركة السنوسية من نجاح فائق ، وانتصار عظيم ، وتوسع كبير في الصحراء الكبرى ، وفي القبائل الليبية ، فرغب بضم هذه الحركة إليه ، فأرسل محمد المهدي في عام 1300هـ رسالة إلى محمد المهدي السنوسي مع أحد أتباعه واسمه « الطاهر إسحق » وهو من أهالي البلاد الواقعة غرب دارفور ، وقد جاء في الرسالة بتاريخ 5 رجب 1300هـ (13 مايو 1883م) :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الوالي الكريم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله مع التسليم وبعد : فمن عبد ربه الفقير إليه محمد المهدي بن عبد الله إلى حبيبه في الله محمد المهدي ابن الولي السنوسي ؛ فيا أيها الحبيب الواقف على سنّة النبي المرشد المرقي العباد إلى مقام التقريب ، قد كنا يا حبيبي ومن معنا من الأعوان ننتظرك لإقامة الدين قبل حصول المهدية للعبد الذليل ، وقد كاتبناك لما سمعنا باستقامتك ودعايتك إلى الله على السنّة النبوية وتأهبك لإحياء الدين بأن نصير إليك ونجتمع معك فلم ترد إلينا المكاتبة وأظن عدم وصولها إليك حتى أني ذاكرت المعنيين فأبوا ذلك لهوان الدين عندهم وتمكن حب الوطن والحياة في قلوبهم وقلة توحيدهم حتى بايعوني الضعفاء على الفرار بالدين وإقامته على ما طلب رب العالمين وقنعت نفوس من بايعنا من الحياة لما يرون للدين من الممات ولا زال المساكين الذين لم يبالوا في الله بما فاتهم من المحبوب يزدادون وفيما عند الله يرغبون حتى هجمت المهدية الكبرى من الله ورسوله على عبده الحقير ، والله هو الفاعل المختار الذي هو على كل شيء قدير ، فامرني رسول الله غ أن أكاتب بها الشرق والغرب من غني أو فقير فصدق بها من أراد الله سعادته وكذب بها الأشقياء ، وصاروا في النكير . مع أن النبي غ قد خلفني بالمهدية مرارًا بالجلوس عل كرسيه وألبسني سيفه بحضرة الخلفاء والأولياء والأقطاب والملائكة المقربين والخضر × . وأعلمت أنه لا ينصر عليّ أحد بعد إتيان سيف النصر إليّ من حضرته غ ولا زال التأييد من الله ورسوله يزداد ، وأنت منا على بال حتى جاءنا الأخبار فيك من النبي غ ، أنك من الوزراء لي ثم لا زلنا ننتظرك حتى أعلمنا النبي الخضر × بأحوالكم وما أنتم عليه ثم حصلت حضرة عظيمة عين فيها النبي غ خلفاء خلفائه من أصحابي فجلس أحد أصحابي على كرسي أبي بكر الصديق ، وأحدهم على كرسي عمر ، وأوقف كرسي عثمان وقال : هذا الكرسي لابن السنوسي إلى أن يأتيكم بقرب أو طول وأجلس أحد أصحابي على كرسي عليّ رضوان الله عليهم أجمعين . ولا زالت روحانيتك تحضر معنا في بعض الحضرات مع أصحابي الذين هم خلفاء رسول الله غ . واعلم وإن كان لا يخفى عليك أن المهدية كعلم الساعة لا يعلمها على الحقيقة إلا الله كما بينه المحققون ، كالسيد أحمد بن إدريس ، فإنه قد قال : ( كتبت في المهدية أربعة عشر نسخة من نسخ أهل الله ) وقال : (سيخرج من جهة لا يعرفونها وعلى حال ينكرونها ) . وكذلك قال محي الدين في بعض تفاسيره إلى غير ذلك من أقوال المحققين ولا سيما وأن المهدية لا تدعي لكثرة أعدائها وقوتهم وعلى أنها لما ظهرت أنا بينهم أظهرهم في أشد الضعف والقلة فلولا أنها من الله تعالى ما مكثنا في الدنيا يومًا واحدًا من شدة قوتهم وضعفنا وهم محتاطون بنا من كل جانب فألقى الله في قلوبهم الرعب ومدهم بالخيبة . وقد أمرنا النبي غ بالهجرة إلى جبل الغرب يقال له : قدير ، يلصق جبل يقال له : ماسة ، فجمعوا جموعهم إلينا مرارًا فقتلهم الله وأحرق جلودهم بالنار . يرى ذلك الخاص والعام علامة لشقاوة من أنكر مهديتي وقد أعلم غ أن من شك في مهديتي كافر وكررها ثلاثًا ومرارًا يقول من أنكر مهديتي ومن خالفني فأبى أمري كافر فمن أراد الله له السعادة صدق بمهديتي ومن جعل الله له شكوكًا وشبهًا تصده عن الإيمان بمهديتي ، فيخذله الله في الدنيا قبل الآخرة إلا من أراد الله تعالى له الهداية بعد . فإذا بلغك جوابي هذا ، إما أن تجاهد في جهاتك إلى مصر وجهاتها أو تهاجر إلينا ) ( انظر : السودان بين يدي كتشنر وغوردن ، إبراهيم فوزي 1/216 ) . وانظر أيضًا : منشورات المهدية (ص70) . وكان رد السنوسي بقوله : ( إنني لم أبلغ منزلة الغبار الذي ثار في أنف فرس عثمان ت في إحدى غزواته مع رسول الله غ ولا جواب عندي على هذا الكتاب ) ثم أمر الرسول بالعودة من حيث جاء ( وأوصى ملك واداي بأن لا يحرك ساكنًا مع المتمهدي بل إذا جاءه محاربًا يحاربه ) ( انظر : الحركة السنوسية ، ص190 ) . ولم يؤمن المهدي السنوسي ولا علماء الحركة السنوسية بمهدية محمد أحمد السوداني وقاوم أتباع الحركة السنوسية في السودان الغربي نفوذ ثورة محمد أحمد السوداني ، ويذكر محمد الطيب الأشهب في ( المهدي السنوسي ، ص58 ) أن سلطان برقو أرسل للمهدي السنوسي يستوضحه ماذا يكون موقفه من التعايشي الذي طلب مؤازرته ، فكان رد المهدي : ( إنه إنما يعني بالدعوة إلى إصلاح الدين سلمًا ولا حربًا بينما تنفر الملة التي يراد إحياؤها نفورًا عظيمًا بل وتشتد ثورتها ضد الدماء التي يهدرها والجرائم التي يرتكبها في السودان ) . وقد قامت الممالك في السودان الغربي ( تشاد ) بمحاربة التعايشي خليفة محمد أحمد السوداني وحدّت من انتشار حركته . إن علماء الحركة السنوسية وعلى رأسهم المهدي السنوسي لم يؤمنوا بمهدية محمد أحمد ، وكذلك رفضوا القول بمهدية المهدي السنوسي واعتبره محمد المهدي السنوسي نوعًا من التخريف ويرجع ذلك إلى علمهم المتين ، واستيعابهم لكتاب الله والسنة التي بينت حقيقة المهدي المنتظر والتزموا بعقيدة أهل السنة والجماعة التي وضحت هذا المعتقد . ......منقول من أعلام وأصنام ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|