في رحيل البروفيسور عبدالماجد بوب أسهم كثيراً في مجاله ، وفي مجال الوعي . كتب كثيراً ، وتلك خاصية تندُر لدى كثير من علمائنا . وهذا يُحسب له . قدم دراسات واسعة ودقيقة المراجع في مجاله وفي العمل العام . امتاز بالتحليل ، وهي قدرة تضاءلت كثيراً عن أهل الشأن العام . له خلاف مع مؤسسات القمع . استن لها قلمه ، وكل وقته ،نزع من وقته الخاص للعمل العام . كان مرجعاً غنياً استندنا عليه في كثير من الدراسات التي أقمنا ، والدروب المختبئة وراء الأكمة . اعتدنا في السودان ، على أن أصحاب العلم لا يُحتفى بهم ، والذين قدّموا لوطنهم ، يواجههم العامة بالعقوق ، والنسيان . وتلك خصلة يتعين علينا تجاوزها . اختلف مع كثيرين ، ولكنه صاحب مبدأ . لا تُغلبه الأهواء . كان هوى نفسه أن يكون شجرة ظليلة لمن لا يجد ظلا. نم مثل كل أبطالنا سيدي . الأرض رخيصة ، لن تغتني إلا بأحمالها من النفوس التي وُلدت تعٌف عن المثالب ، فيك الخير مُستبطن . وما قدم البروفيسور ، يظل لواء خفاقاً في مسالك المعرفة.
إنا لله وإنا إليه راجعون
*
من الصعب أن نسلُك سلوك أهلنا ، ونقيم المحافل وننثر الرماد على الرءوس و نحتفل به حين غادر إلى الغيبة الكُبرى . نتركه حياً يواجه صقيع الكراهية بلا ذنب ، سوى أنه أحب خدمة أهله البُسطاء . نعمت سيدي ، ونعُمت بك أرض الوطن . من عذب سلسبيل الفراديس ، شرِبت . ومن أثداء وارفة المحبة تغذيت . هنيئاً لنا بك ، موجود بجسدك ، أم بروحك الحنونة تُرفرف هُنا وهُناك . تمجدت سيدي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة