محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 00:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-12-2017, 02:53 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! (Re: امير بوب)

    الأخ أمير أيوب
    تحيِّاتي مُجددًا

    في الحقيقة أنا لا تستهويني المُحاولات التَّجدديَّة في عصرنة القرآن أو غيره من الكُتب التُّراثيَّة، فأنا شخصيًا أنظر إلى القرآن باعتباره مُنتجًا بشريًا تاريخيًا، تمامًا كغيره من النُّصوص التَّاريخيَّة. القرآن مكتوب بلغة بسيطة تُعبّر تمامًا عن مُجتمع القرن السَّادس، وما يفعله شحرور أو غيره ما هو إلَّا تكلُّفات لا داعي ولا مُبرر لها إلَّا الإيمان، والإيمان مسألة "شخصيَّة" فكيف لشخص ينطلق في منهجه على قضيَّة شخصيَّة أن نُطلق على مشروعه أنَّه عقلاني أو موضوعي؟

    من واقع مُتابعتي الشَّخصيَّة، فإنَّ شحرور لم يجد من العلماء والنُّقاد اهتمامًا بقدر ما وجده شخصٌ مثل عدنان إبراهيم مثلًا. ورغم ذلك أقول لكَ: إنَّ الاعتماد على فكرة اهتمام النَّاس به، ومحور حديثهم للاستدلال على صحَّة ما يقول، أو صحَّة ادعاءته، فهذا لا يُمكن القبول به، فمحمَّد نفسه مكث في مكَّة ثلاثة عشر عامًا، ولم يلق اهتمامًا من أحد، ولم يكن محور اهتمام المكيين، ولا القبائل العربيَّة. لماذا؟ لأنَّه كان يُردد كلامًا عرفه النَّاس في زمانه؛ إذ كان يتكلَّم عن التَّوحيد، والمساواة بين النَّاس (أمام الله)، وما إلى ذلك من الأفكار التي سارت بها ركائب الأحناف وغيرهم من قبله.

    لقد انشغل النَّاس فترة بكتاب "أبي آدم" للدكتور عبد الصَّبور شاهين، وقد أحدث الكتاب مُنذ صدوره ضجَّة كبيرة جدًا، وتمت استضافتُه في أكثر من برنامج تلفزيوني، وأُجريت معه حوارات صحافيَّة، وكتب النَّاس عنه: سلبًا وإيجابًا، فهل هذا يعني أنَّه كلامه صحيح مثلًا؟ أبدًا، ولكن فقط الأفكار الجديدة والغريبة بطبيعتها تُحدث ضجَّةً وتُثير جدلًا. وهذا ما فعلته رواية "آيات شيطانيَّة لسلمان رُشدي، دون أن يعني ذلك أيَّ شيءٍ سوى أنَّ ما جاء في الكتاب صادمٌ ومُثيرٌ للجدل.

    حسنًا، دعنا من كل ذلك ولندخل في صُلب الموضوع.
    تقول إنَّ شحرور يُفرّق بين (الفُلك) و (السفينة)، وأنَّه يرى أنَّ الفلك هو هيكل السَّفينة المُستدير قبل نزولها في الماء، وأنَّ السفينة هي بعد نزول الفلك في الماء، وهذا لعمري تكلُّف ما بعده تكلُّف وهي كقول أحدنا: "المرءُ هو الشَّخص قبل ارتداء ملابسه، والشَّخص هو المرء بعد ارتداء ملابسه." (!) يا عزيزي هذه الشُّروح التَّوصيفيَّة لا علاقة لها بأصل الألفاظ أبدًا، فهنالك فارقٌ بين (الفَلَك) و (الفُلْك)، فالفَلَك هو الشَّيء المُستدير، وهو ما جاءت منه تسمية النُّجوم والكواكب عطفًا على استدارتها، أمَّا الفُلْك فهي السَّفينة.

    وحتَّى إذا كُنَّا سنأخذ بفهم شحرور المُتكلّف هذا؛ فإنَّ الفُلك (بحسب النَّص القرآني نفسه) ليس هو الشَّكل الهندسي للسفينة "قبل" نزولها للماء، فالقرآن يقول: {وترى الفُلْكَ فيه مواخر} أي تشق البحر وتمخر فيه، أي حالة الفلك "بعد" نزول البحر، فشق الفُلك للبحر لا يُحوَّل الفُلك إلى سفينة، وكذلك جاء في القرآن: {والفُلك التي تجري في البحر} أي يصف الفُلك "حال" نزولها البحر، وكونها فيه، وليس "قبل" كما يقول شحرور. ثم إنَّ الآيتان اللتان استشهدتُ لك بهما تتكلَّمان عن نفس القصَّة (أي نفس السياق)، ولا مُبرر أبدًا أن يستخدم القرآن كلمتين مُختلفتي المعنى في نفس السياق. لا يُوجد مُبررٌ أبدًا. وكأن أقول لك مرَّةً: "كنتُ أنتظر أحمدًا فلما جاء ذهبنا معًا إلى المسرح." ثم أُعيد عليك سرد نفس القصَّة بنفس الأحداث ولكن بألفاظ مُختلفة فأقول: "انتظرتُ أحمدًا حتَّى إذا أتى، انطلقنا معًا إلى المسرح." فتعتقد أنَّني أقصد معنىً آخر، وتفترض أنَّ "جاء" شيءٌ آخر غير "أتى" هذا تكلُّف ما بعده تكلّف!

    ودعكَ من قولي الذي قد لا تعد به كثيرًا، ولنقرأ ما يقوله معجم اللُّغة العربيَّة:
    الفَلَك استدارة السَّماء. الزَّجاج في قوله تعالى: {كُلٌ في فَلَكٍ يسبحون} لكل واحد منها فَلَك. والفَلَك: قطعٌ من الأرض تستدير وترتفع عمَّا حولها (..) والفُلْكُ بالضَّم السَّفينة. (لسان العرب. ج5 ص3464-3465) وجاء في السفينة: هي الفُلْك لأنَّها تسفن وجه الماء أي تُقشّره."(لسان العرب. ج3 ص2031) فلا فرق بينهما أبدًا، ومُحاولات خلق تفريق (بالعافية) هي مُحاولات مُتكلّفة جدًا، فسياق الآيات نفسها لا يحتمل الفكرة التي يقول عنها شحرور "عرض المستوى الإنتاجي ومراحل التَّصنيع والأدوات المُستخدمة في الصُّنع." سياق الآيات يا عزيزي كانت تحكي قصَّة نوح (الخُرافيَّة أصلًا) والسياق هنا لا يحتمل الإيضاحات التي لا تخدم السياق أبدًا.

    إضافةً إلى أنَّ الرُّجوع إلى الأصل اللُّغوي للكلمة يُساعد على معرفة مصدر الكلمة، ولكنه لا يتدخَّل في تحديد الكلمات "المُشتقّة" من الأصل، ولهذا فإنَّنا نجد فروقًا كبيرةً بين فعلي: "اضطجع" و "ضاجع" رغم اشتقاقهما من أصل لغوي واحد (ضَجَعَ).

    الأمر الأخير. فإنَّ التَّرادف أصلٌ في اللُّغة، ولا أعلم لماذا يُصر شحرور (والشَّحروريون) على إلزامنا وألزام أنفسهم بنفي التَّرادف عن القرآن، وكأنَّه أمرٌ مُعيب، أو مُسيء، وبات الأمر وكأنَّها عقيدةٌ راسخة لا يجب المساس بها.

    أمَّا عن موضوع (الكتاب) و (القرآن) فالأمر سيانٌ يا عزيزي، ولنقل إنَّ (الكتاب) يحتوي العبادات والشَّعائر والعبادات والأوامر والنَّواهي وأنَّ (القرآن) يحتوي على آيات الخلق والكون وما إلى ذلك، رغم أنَّ هذا تفريق لا مُبرر له، فروشيتة الطَّبيب نُسمّيها "روشتة طبيَّة" رغم احتوائها على أشياء (من أصلها) لا علاقة لها بالطب ولا بكلام الطَّبيب، كالتاريخ، واسم المُستشفى، وعنوانها، وأرقام الهواتف، وشعار المُستشفى ... إلخ. كل هذه الأجزاء في الحقيقة هي التي تُكوّن الرُّوشيتة الطبيبَّة، فلو أنَّ طبيبًا كتب لك رُوشيتة طبيَّة على ورقة بيضاء، فإنَّ أي صيدلي لن يعتمدها لك، ولن يصرف لك الدَّواء. ولكن على أيَّة حال:

    قلتُ لكَ إنَّ القرآن يذكر أمرًا شديد الوضوح، يتعلَّق بالاستعاذة بالله من الشيطان عند قراءة القرآن، وبحسب فهم شحرور فإنَّ الاستعاذة واجبةٌ فقط عند قراءة الآيات الكونيَّة وآيات الخلق، وليس عند قراءة الآيات التي تحتوي الأوامر والنَّواهي والأحكام والشَّعائر ووو إلخ. فهل هذا كلام منطقي ومعقول برأيك؟ أم أنَّ الأصح هو أنَّ الاستعاذة تكون عند قراءة أيَّة سورةٍ والابتداء من أيَّة آية؟

    ثم إنَّ القرآن نفسه لا يُفرّق بين القرآن وبين الكتاب، فنجد يقول: {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} وكذلك يقول: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ} فالتَّفريق هو من باب لزوم ما لا يلزم. وأُريد أن أعرف، ما هي الفائدة العصريَّة التي تعود على المُسلمين وعلى العالم بهذا التَّفريق؟ لنفترض أنَّ القرآن شيء آخر غير الكتاب؛ فما الذي قد يفعله هذا الاكتشاف مما قد يُنتج لنا معرفة مُفيدة، وثوريَّة في الفِكر الإنساني أو الإسلامي؟ لا شيء على الإطلاق. ثم إذا قلنا إنَّ القرآن هو فقط جزءٌ من الكتاب، وهو الجزء المُتعلق بالكون والخلق وما إلى ذلك، فكيف نقرأ مثل هذه الآيات:
    1- {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ} ما هو مناط الإنذار في آيات الخلق والكون وقوانين الفيزياء؟
    2- {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ} ما علاقة القرآن (آيات الكون والخلق) بموضوع الجهاد والذي هو من الفرائض كما ذكر القرآن {كُتب عليكم القتال وهو كره لكم}؟
    3- {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} ما علاقة "المُؤمنين" بآيات الخلق والكون؟ ألستَ تقول إنَّ القرآن للنَّاس والكتاب فقط هو للمُتقين والمُؤمنين؟ وما علاقة "العمل الصَّالح" أو حتى غير الصَّالح بآيات الكون والخلق؟
    4- {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} كيف يُمكننا فهم هذه الآية؛ لاسيما مع قراءتنا لآية {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس} فهل القرآن للناس أم للمؤمنين؟

    أمَّا بخصوص الانتقادات التي وُجهت لشحرور، فليس صحيحًا أبدًا أنَّ غالبيتهم كانوا من السَّلفيين. إنَّ طرح محمَّد شحرور يرفضه الكثيرون ومنهم الدكتور عدنان إبراهيم نفسه. والحقيقة لا أعرف فهمكَ أو معاييركَ للسَّلفيَّة والسَّلفيين، فهل كل من قال بالأحاديث والمرويات تعتبره سلفيًا مثلًا؟ كثيرٌ ممن ألفوا في انتقاد أفكار محمَّد شحرور لا علاقة لهم بالسَّلفيَّة ولا بالسَّلفيين.

    ومن ناحية أنَّه يضع هذه الكُتب في موقعه الشَّخصي، فهذا صحيح، ولكن موقعه الشَّخصي أيضًا يقول: "من هذا المنطلق يؤمن الدكتور محمد شحرور بأن عليه التفرغ للنظر في مواضيع التنزيل الحكيم التي لا تنضب ولا تنتهي دون إضاعة الوقت في الرد على كل من يخالفه الرأي" أي أنَّ الدكتور شحرور لا يرد على الانتقادات التي تُقدّم إليه، ومن بين من كتبوا في انتقاده دكاترةٌ مُتخصصون إمَّا في علوم الدين، أو علوم اللُّغة أو في مجال الأديان المُقارنة، أفلم يكن من بين كل هذه الكتابات ما يستحق الرَّد؟ إضافةً إلى ذلك فهو لا يُناقش أفكاره في برامج حواريَّة، ولا يقبل المُناظرات، وما سُجّل له لا يتجاوز أصابع اليدين على الأكثر. فهو يخاف من مواجهة ومُناقشة أفكاره، ويتحجّج فقط بأنَّه يُريد التَّفرغ لتدبر القرآن والمُضي في مشروعه.

    أمَّا جُملتكَ هذه: "ويمضي مُبتسمًا في مشروعه" فقد شعرت منها بما يُشبه التَّغزل بمحمد شحرور، ويبدو أنَّك بلغتَ مبلغ "الإفتتان" بهذا الرَّجل، وهو من حقك طبعًا، ولكن أعتقد أنَّ مُناقش شخص يعيش في حالة هُيام فكري قد لا تكون مُجديةً أبدًا؛ إذ تطغى عليكَ عاطفتكَ فلا تعود تُفرّق بين الصَّواب والخطأ، لأنَّ كلام "المحبوب" لديكَ مقبولٌ وإن أخطأ، لأنَّك لن تكون قادرًا على رؤية خطئه. ولا عجب إذن؛ وأنتَ في هذه الحالة من الهُيام الفكري أن تصف الدراسات المنهجيَّة والأكاديميَّة بأنَّها "فطيرة". لا يا عزيزي، هي ليست فطيرة؛ بل هي كذلك لأنَّها تمس محبوبكَ وتنال من قدره.

    أمَّا عني؛ فقد أوضحتُ موقفي من الإسلام والسَّلفيَّة والمُسلمين الجدد أكثر من مرَّة، ولكن لا بأس من الإعادة مرَّة أخيرة: أنا بالتَّأكيد مع الفِكر الحر؛ بل ومع حريَّة الاعتقاد والإيمان بأي شيءٍ حتى إن كنتُ أراه تافهًا وسخيفًا، ولكن موقفي هذا لا يعني الموافقة والتَّأيد على كل الأفكار من باب "حريَّة الفِكر" فحرية الفِكر كما أفهمها لا تعني أبدًا عدم النَّقد. النَّقد لا يتعارض يا عزيزي مع الإيمان بمبدأ حرية الفِكر. أنتَ حر في أن تُفكر وتعتقد بما تشاء، واحترامي ليس لأفكاركَ التي تُنتجها أو تعتنقها (فبعض الأفكار سخيفة وغير صحيحة) ولكن احترامي لحريتكَ أنتَ كإنسان حُر أن تعتقد بما تشاء. أنا لا أُطالب بإعدام محمَّد شحرور مثلًا حتَّى تستغرب من موقفي النَّاقد، فهذا الموقف هو ضد أفكاره، وليس ضده هو، ولكن من الخطأ أن تفترض أنَّ حريَّة الفِكر قد تعني ألَّا ننتقد أو حتَّى ألَّا نسخر من بعض الأفكار، التي نراها سخيفة وغير مُترابطة.

    وأخيرًا، فيما يخص تعليق الدكتور شحرور فيما يتعلَّق بموضوع اللغة وفهم اللغة وما إلى ذلك. فأعتقد أنَّ الدكتور شحرور (وكثيرٌ من دعاة عصرنة النَّص القرآني) يخلطون بين مفهوم "اللُّغة" وبين مفهوم "النَّص"، فالنَّص شيءٌ واللٌّغة شيءٌ آخر. اللُّغة كائن حي، يتطوَّر ويتسع ويتمدد ويتغيّر، ولكن النَّص (أي نص) ثابت. وإذا أردنا أن نفهم النَّص القرآني يجب أن نعرف اللغة التي كانت مُستخدمة في زمن التَّنزيل، وهذا الأمر بديهي جدًا، فمن الطَّبيعي عندما نجد نصًا تراثيًا أو تاريخيًا أن نلجأ أولًا لمعرفة اللُّغة المُستخدمة في هذا النَّص حتى نفهم النَّص. فمثلًا عندما نجد جُملة مثل: "كانت السيدة تملك مكواة كبيرة." فإنَّنا قد نفهم النَّص على نحوٍ مُختلفٍ عمَّا إذا عرفنا أنَّ كاتب النَّص خليجي مثلًا، لأنَّ كلمة "مكواة" لها معنىً مُختلف، وبالتأكيد فعندما تقرأ نصًا خليجيًا، لن تجد أفضل من الخليجيين ليُفسّروه لك، أما أن تعتمد على معارفك اللُّغوية الخاصة لتُحاول تفسير القرآن، فإنَّ ذلك سوف ينتج عنه نصٌ آخر مُخالف لما يقصده الكاتب الخليجي. وهكذا فإنَّنا لا يجب أن نتغافل عن حقيقة صارخة جدًا، وهي أنَّ القرآن في أساسه نص تُراثي يعود إلى القرن السَّادس الميلادي، فمُحاولات قراءته بفهم القرن الحادي والعشرين هي مُغالطةٌ صارخةٌ جدًا، ومُنافية للعقل والمنطق والبداهة.

    مُلاحظة: لا أعرف لماذا دائمًا نُطالب بإعادة القراءة ومُحاولة القراءة دون أحكامٍ مُسبقة، وما هو المقصود أصلًا بالقراءة دون أحكامٍ مُسبقة. فهل صدقًا قرأتَ أنتَ أحد الكُتب التي تناولت نقدًا لمحمَّد شحرور أم اكتفيتَ بمُتابعة ردوده على بعضها وكوَّنتَ فكرتكَ عنها مما قاله هو؟ وإن كنتَ قرأت كتابات المُنتقدين هذه، فهل قرأتها دون حُكم مُسبق أيضًا؟ هل ستقبل نُصحي إن قلتُ لك: عزيزي أمير أيوب، أعد قراءة الانتقادات التي كُتب عن "مشروع" شحرور الفكري بهدوءٍ وبعيدًا عن الانطباعيَّة والأحكام المُسبقة؟ وبالمُناسبة تعليقه على كتاب الصيداوي مُضحكٌ جدًا (بالنسبة إليَّ) وفقط للمعلوميَّة فيوسف الصيداوي لُغوي له وزنه وقدره، فاللغة هي مجال تخصصه، وليس كشحرور.

    تحياتي لك
                  

العنوان الكاتب Date
محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-10-17, 05:53 PM
  Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-10-17, 05:56 PM
    Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! Amin Eltaib02-10-17, 06:06 PM
    Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-10-17, 06:16 PM
      Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-10-17, 06:26 PM
        Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-10-17, 06:40 PM
          Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-10-17, 06:56 PM
            Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-10-17, 07:49 PM
              Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-10-17, 07:52 PM
                Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-11-17, 02:07 AM
                  Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-11-17, 02:21 AM
                    Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-11-17, 11:02 AM
  Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! نهال كرار02-11-17, 01:37 PM
    Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-11-17, 07:11 PM
      Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! هشام آدم02-11-17, 09:00 PM
      Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-11-17, 09:04 PM
        Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-11-17, 11:35 PM
          Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! امير بوب02-12-17, 00:15 AM
            Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! هشام آدم02-12-17, 02:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de