نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: في شيل حال البلد * (Re: معاوية الزبير)
|
سلام ود الزبير وإن شاء الله ما يجيك شر
ده كلمات خرجت بغير هدى في آخر زيارة لي.. رأيت أن أشترك بها في مناحة البلد الذي كان....
حرقةْ الباكي لا عويله.. في زمان العودةِ للخرطوم..!
حين تتطلع من النافذة وإنت تحلق في سماء الخرطوم بعد طول غياب تنتابك مشاعر شتى.. شئٌ من الخوف والرهبة لما إنت مقبل عليه.. فالسودان لم يعد هو ذاك السودان.. كما كان.. أرض لقيا وتلاقح بين زنج ومستعربة..! غابة تنضح بالحياة.. وصحراءٌ قاحلة..!
وحين تطأ قدماك أرض المطار وتكتحل عيناك برؤية من تأنس لهم.. تنتشي فرحاً..! فما زال السودان هو ذات السودان..! وإن إقتطع من خاصرته..!. لكنها..! رؤيةٌ زائفةٌ.. ومظهرٌ خادعٌ..
يقولون بأن ثلث أهل السودان القديم قد هجروه.. هجروه أم هجروا لدولة جديدة وعهد جديد.. غير أن شوارع الخرطوم.. مازالت تنوء بما يثقل خطاها.. إحقاً غادر ثلث سكانها.. فلما إذن.. لا نجد فيها موضعٍ لقدم جديد..! عرباتٍ فارهة تجوب ربوعها..! وأثمال منهكةٌ.. تبحث عما تقتات به في أزقتها..! تباين مريع ينذر بشر مستطير في مخيلتنا.. وهو قادمٌ.. . قادمٌ لا محالة..!
تتراءى لك الخرطوم سابحةً في دماء أبناءها.. لكن هل هي الخرطوم التي كانت..! لا..! بل هي السودان.. فقد أفرغ الجوع والمرض بوادينا وقرانا.. ليجتمع شملنا في هذه التي تمثلت سوداناً.. مكتمل الملامح..!. وطنٌ الكل يجأر فيه بالشكوى.. من يود أن يسد رمقه.. ومن يتطلع لصبح جميل..
فما الذي حدث..!.
أهي تلك المظلة الدينيةٌ.. الإسلاميةٌ.. الزائفةٌ.. المخادعةٌ..! أفسادها ونتنُ روائحها.. من غطى سماء الخرطوم..! يا لها من مدينةٍ فقدت رونق أمسياتها..! البعض يتهامسون ويتضاحكون فيما بين سولدير.. لذيذ.. أوزون وفنادق تترصع على جوانبها النجوم.. وآخرون.. لا حول لهم سوى فتات أغنياء الدين.. الدين الذي ما عاد ملجأً للفقراء منا..
وإن كان الأمر كذا.. وكفى..! لإستدعينا إكتوبر في طريقنا.. أو تشبثنا بأهداب إبريل الذي فجع الطاغية..!. لكن مصيبة السودان أكبر.. والهم الذي إجتاح جوانحنا أبلغ..! كانت الخرطوم تستظل بألوان شتى.. يفترش شواطئ نيلها جمعٌ يتدثر بعباءة الميرغني.. ويطل على مدخل غزاتها من يتمشدق بقبة المهدي.. ويحرك ربوع أوتارها من أخذ العلم والوعي الراشدي.. هبطتُ في ديار شعبٍ ألجم العالمين يميناً ويساراً.. حين نظف الدار من أعتى الطغاة.. أسطوة نوفمبرية كانت.. أم مايوية..
جلتُ في شوراع وقد خلت من هياكل كانت معابر لنا.. لإستقلال مجتزأ..! هياكل تناطحت.. لترمى بنا في مذبلة.. دعوها زوراً وبهتاناً إنقاذٌ لنا..! تجلت في شوارع الخرطوم معاني جديدة.. مسالك فريدة.. بعضها تنشأ من هوامش الوطن المغبونة في أصولها.. وأكثرهم من عند شبابٍ زهد في هياكل شاخت قبل أن يشيخ ملوكها..
كان علىّ.. البحث لا عن من صاغ مأساتنا.. ولكن عن من عنى فتح مسارب ضوء في ليلنا الطويل..
فكانت هناك كاودا..! جمعُ هياكل يراد لها أن تكون في هيكل أوحدٍ..!! وكأنا بهم يزرعون في غير أرض السودان الذي كان..
وكانت هناك قرفنا..! شبابٌ ضجرٌ.. رافضٌ للظلم من حولنا.. لكن دون ملاذٍ آمن يقودنا له..!
وكان هناك شباب من أجل التغيير..! برؤى أوضح وجهود مبعثرة.. ولن يستقيم عود جمعٍ.. يقتطف من ذات اليمين.. وذات اليسار والعالم من حولنا إلى إنهيار بائنٍ..
وكان هناك أيضاً التغيير الآن..! القادم من رحم معاناة شباب السودان في ظل مأساة الإنقاذ.. لم تتضح ملامح رؤاهم رغماً عن إغترافهم من ذات النبع.. الملعون سراً وعلانية..!
وهناك كتائب مقاومة..! في طور الإنشاء.. إستقبلت مثل غيري.. مستوجبات تنشوءهم..!
الوجوه ذاتها التي إعتدنا عليها في بث الوعي وسط جموعنا..! أتفرقت بهم السبل..! أم .. لم تعد الدار ملاذاً آمناً..!! أغابت أم غيبت سيرة عطرت سماء بلادنا..!.
يتوسد راشدٌ الثرى..! ويجول من حمل الراية بعده.. مكذباً لما سمع ورأى..!
فهل بناء الدار أبدى..!! أم الغوص في صراعٍ عنوانه الوطن أولاً..! ومضمونه هيامٌ في بحور من الشك والتخوين..!.
فيا صفوة!! تعلقت في رقابكم .. مصير بلد للزوال..!. هل من جلسة .. تعود بنا لماضٍ كان عشقٌ لنا..!. أم نستل أنصال دون كيشوت..! ونحاربَ طواحين للهوا..!
إلا يستوجب هذا الذي يخيم على الخرطوم "السودان الآن"..! ذرف الدمع وبزل الدم والإنكفاء راجعاً..!. إلى ظلمات من الأسافير.. حتى نغطي عوراتنا..!.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في شيل حال البلد * | معاوية الزبير | 01-31-17, 12:28 PM |
Re: في شيل حال البلد * | عبدالحفيظ ابوسن | 01-31-17, 01:02 PM |
Re: في شيل حال البلد * | Haytham Ghaly | 01-31-17, 01:45 PM |
Re: في شيل حال البلد * | Elawad Ahmed | 01-31-17, 01:22 PM |
Re: في شيل حال البلد * | معاوية الزبير | 01-31-17, 01:57 PM |
Re: في شيل حال البلد * | عبدالحفيظ ابوسن | 01-31-17, 02:18 PM |
Re: في شيل حال البلد * | أحمد الشايقي | 01-31-17, 02:32 PM |
Re: في شيل حال البلد * | معاوية الزبير | 01-31-17, 02:52 PM |
Re: في شيل حال البلد * | عبدالحفيظ ابوسن | 01-31-17, 03:05 PM |
Re: في شيل حال البلد * | معاوية الزبير | 01-31-17, 05:24 PM |
Re: في شيل حال البلد * | عمر أبوعاقلة | 01-31-17, 05:59 PM |
Re: في شيل حال البلد * | معاوية الزبير | 02-01-17, 03:10 AM |
Re: في شيل حال البلد * | ابراهيم حموده | 02-02-17, 05:02 PM |
Re: في شيل حال البلد * | معاوية الزبير | 02-03-17, 03:02 PM |
Re: في شيل حال البلد * | ابراهيم حموده | 02-03-17, 07:35 PM |
Re: في شيل حال البلد * | محمد على طه الملك | 02-03-17, 08:45 PM |
Re: في شيل حال البلد * | معاوية الزبير | 02-04-17, 05:51 AM |
Re: في شيل حال البلد * | معاوية الزبير | 02-04-17, 06:03 AM |
|
|
|