|
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ (Re: عبد الوهاب السناري)
|
هل أشرك آدم؟ إذا افترضنا أن آدم وحواء كانا أول زوجين خلقهما المولى، عز وجل، فكيف يمكننا تصور أنهما أشركا بربهما؟ وكيف يستقيم هذا الرأي مع ما ورد في الآية 189 من سورة الأعراف من أن النفس الواحدة التي خلق الله تعالى منها زوجها، ثم خلق منهما جميع الناس، كانت أنثى وليست ذكراً: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191): سورة الأعراف: (7). قال المفسرون عن سبب نزول هذه الآيات أنه كان لا يعيش لآدم وحواء ولدٌ، فجاءهما إبليس وأخبرهما أنه لن يعيش لهما طفل إلا إذا أسمياه: "عبد الحرث"، وكان إسم إبليس فـي السماء: "الـحرث"، بدلاً من تسميته: "عبد الله" أو: "عُبـيد الله" أونـحو ذلك. قاوم آدم وحواء في بادئ الأمر، ولكن عندما تكرر موت أطفالهما، رضخا لأمره وسميا طفلهما: "عبد الحرث"، فعاش، فنزل فيهما قوله تعالى: "فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ". إستند هذا التفسير على العديد من الروايات التي نُسِبت لإبن عباس، رضي الله عنهما، ولسمرة بن جندب، ولكن لم تثبت صحة أي منها. قال رواد المفسرين بلا إستثناء، أن النفس الواحدة التي خُلِق منها جميع الناس تشير إلى آدم، عليه السلام، وقالوا أن الزوج الذي خُلِق من تلك النفس الواحدة كانت حواء. ولكن، إذا تأملنا في الآيتين السالفتين، لتبين لنا أن معناهما الظاهر يدل على أن الله تعالى خلق النفس أولاً، ثم جعل منها زوجها ليسكن اليها؛ وأنه لما تغشى الزوجُ تلك النفس، أي جامعها، حملت النفسُ حملاً خفيفاً في بادئ الأمر. وبعدما كبر ذلك الحمل وثقل عليها وعد الزوجان ربهما أن يشكراه إذا أتاهما إبناً صالحاً. لكنه لما رزقهما الإبن الصالح، جعلاه شريكاً له. فورد فيهما قوله تعالى: "فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ"، وقوله تعالى: "أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ"، للتأكيد على شجب المولى، جل شأنه، لذلك الشرك وتعاليه عن الجرم الذي إقترفاه. وعليه، فلا يمكن تفسير هذا النص إستناداً على قصة الهيكل الطيني إلا على أساس أن النفس الأنثى خُلِقت قبل الزوج الذكر. وقد فشل المفسرون أيضاً في إيجاد أسباب مقنعة لتبرير وصف هذين الزوجين بالشرك. وبدلاً من تفسير الآيات السالفة بناءً على معناها الظاهر، عمد جلهم على تفسيرها تفسيراً يتسق مع الرأي السائد بينهم، والذي يؤكد أن آدم كان أول من خُلِق من الناس. فقال بعضهم، أن الشرك الذي وُصِف به آدم وحواء لم يكن شرك عبادة لإبليس. ووصفوه بشرك الطاعة، أو شرك في الأسماء، لأنهما سميا إبنهما: "عبد الحرث"، بدلاً من: "عبد الله" أو: "عبد الرحمن"، أو غيره من أسماء الله تعالى. وقال بعضهم، أن الحديث في الجزء المتعلق بالشرك لم يكن عن آدم وحواء، لأن الحديث عن آدم وحواء إنتهى، على حد قولهم، عند قوله تعالى: "جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا". وقالوا، ربما كان الخطاب موجهاً لجميع المشركين، أو إلى مشركي العرب من عبدة الأوثان، أو إلى القريشيين من آل قصي، الذين كانوا في عهد رسول الله (ص). لكن الشرك أيها القارئ الكريم هو الشرك، ولم يميز القرآن الكريم بين شرك الأسماء وبين شرك الأفعال. ولابد أن يكون هذان الزوجان زوجين غير آدم وحواء، لبراءتهما من الشرك. فلا يمكن بأية حال من الأحوال أن يشرك آدم، عليه السلام، بعدما تلقى من ربه كلمات فتاب عليه وهداه، بعدما أكل من الشجرة المحرمة: فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37): سورة البقرة (2). ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122): سورة طه (20). وهل يمكن أن يخطر ببال أي مسلم أن يشرك آدم، عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو الذي إصطفاه الله تعالى على العالمين: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33): سورة آل عمران (3). وهل يعقل أن يشرك آدم، عليه السلام، وهو الذي علمه الله، جل شأنه، الأسماء كلها: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31): سورة البقرة (2). وهل يمكن لآدم أن يشرك بربه بعدما أسجد المولى، جل شأنه، له ملائكته: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29): سورة الحجر (15). فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72): سورة ص (38). أَلمْ يتب آدم وحواء ويطلبا المغفرة من الله، عز وجل، بعدما أكلا من الشجرة المحرمة: قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23): سورة الأعراف (7). وهل يمكن أن يخطر ببال مسلم أن يشرك آدم بربه، خاصة إذا علمنا أن الشرك أعظم جرم يرتكبه الإنسان، وهو ما وصفه الله تعالى بأنه يحبط كل أعمال الإنسان: ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (88): سورة الأنعام (6). مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17): سورة التوبة (9). وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65): سورة الزمر (39). فقد قال سبحانه وتعالى أنه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48): سورة النساء (4). إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116): سورة النساء (4). وقد قالها بصريح العبارة في كتابه العزيز أنه بريء من المشركين: وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3): سورة التوبة (9). كما ذكر، جل شأنه، أنه حرم الجنة على المشركين، وأن مأواهم نار جهنم خالدين فيها: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72): سورة المائدة (5). وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (6): سورة الفتح (48). إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6): سورة البينة (98). لابد إذاً لكل من دقق في الآيات 189 - 192 من سورة الأعراف من الإستنتاج أن آدم وحواء ليس هما النفس الواحدة وزوجها الذي خُلق منها كما تشير إلى ذلك روايات الحديث لسببين رئيسيين. أول هذه الأسباب أن روايات الحديث تقر بأن آدم كان أول من خُلِق من الناس، بينما ورد في هذه النصوص أن تلك النفس كانت أنثى وليس ذكر. أما السبب الثاني فهو إشارة النصوص إلى شرك هذين الزوجين بينما برأ القرآن الكريم آدم وحواء من الشرك. كما أنه ليس في قوله تعالى: "خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ" دلالةٌ على أن هذه النفس الواحدة وزوجها كانا أول من خُلِق من الناس، بل دلالة على إنحدار جميع الناس منهما. وهذا بالضرورة يدل أن ذريات بقية الأنفس الأخرى التي عاصرت أو سبقت تلك النفس الأولى وزوجها قد إنقرضت. ليست الآيات 189 – 192 من سورة الأعراف هي النصوص الوحيدة التي تلصق تهمة الشرك بآدم وحواء إذا فُسرت على أساس أن آدم وحواء هما أول زوجين خُلِقا وعلى أساس أن بني آدم كما وردت في القرآن الكريم تشير إلى ذريته عبر الأجيال. فقد تكرر إلصاق تهمة الشرك بهما أيضا في تفسير الآيات التالية: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174): سورة الأعراف (7). المعنى الظاهر لهذه الآيات أن الله تعالى أخرج من ظهور بني آدم ذريتهم، وأشهدهم على أنفسهم بأنه ربهم، كي لا يقولوا عندما يسألهم يوم القيامة، أنهم كانوا غالفين عن توحيده، أو كي لا يقولوا إذا أراد أن يهلكهم بشركهم، أنهم لا يد لهم في ذلك الشرك، لأنهم وجدوا عليه آباءهم فإتبعوهم. وقد أثارت هذه الآيات الثلاث جدلاً كبيراً بين المفسرين حول ما إحتوته من مواضيع خلافية. فقد ورد صراحةً فيها أن الذرية أُخِذت من ظهور بني آدم، بينما ورد في الحديث أنها أُخِذَت من ظهر آدم، عليه السلام. فالقصة المشتقة من روايات الحديث مفادها أن المولى، عز وجل، أخرج هذه الذرية يوم أخذ منهم الميثاق بنعمان (عرفة) بمسحه على ظهر آدم، لتخرج منه كل ذرية ذرأها، أو كل نسمة هو خالقها إلـى يوم القـيامة، وهم في حالة الذر، أي قبل أن يوجدوا على حيز الوجود في عالمنا هذا، فنثرهم بين يديه كالدر، ثم أخذ مواثـيقهم وأنطقهم فتكلـموا، وأشهدهم علـى أنفسهم، ثم أعادهم إلى صلب آدم. وبينما سكت جل رواد التفسير عن التطرق لهذا الخلاف، إلا أن الرازي والقرطبي قررا الخوض فيه. فقد آثر الرازي عدم ترجيح أحد هذين المصدرين على الآخر، حرصاً منه، على حد قوله، على صون الآية والخبر عن الطعن بقدر الإمكان. أما القرطبي، والذي وصف الآية بالمشكلة، فقد حاول التوفيق بين ما ورد في القرآن الكريم، وبين ما ورد في الحديث الصحيح عنها، بترجيحه أن الذرية أُخِذت من ظهر آدم. وأنه لم يرد في القرآن الكريم ذكرٌ لآدم، لأن المعلوم أنهم كلّهم بَنُوه، وأنهم أُخرجوا يوم الميثاق من ظهره، فأُستعيض عن ذكره بقوله تعالى: "مِن بَنِي آدَمَ". ولكن، لا يمكن أن يكون أَخْذ الذرية من ظهور بني آدم مرادفاً لأخذها من ظهر آدم. فإذا علمنا أن أخذ الذرية من الظهر يعني إبرازها إلى حيز الوجود، فإن أخذ الذرية من ظهر آدم يعني أنها أُخذت قبل ظهورها إلى حيز الوجود، أي في عالم الذر، مما يشير أن ذلك الأخذ إما كان معجزة، أو أنه كان ضرباً من ضروب المجاز. أما أخذ الذرية من ظهور بني آدم، فيعني أن ذلك الأخذ كان أخذاً حقيقياً من أناس حقيقيين. لكن لم يميز المفسرون بين المعني القرآني لبني آدم وذرية آدم، إذ لا خلاف بينهم حتى هذا اليوم أن: "بني آدم" تدل على جميع الناس من ذرية آدم. وبالمقابل، فإن: "بني آدم"، تشير في القرآن الكريم فقط إلى الرعيل الأول من ذرية آدم، بينما تشير: "ذرية آدم" إلى جميع الناس الذين ينتمون لآدم من ماضي الزمان وحاضره. وقد أسعفنا هذا التمييز من قبل من تحديد هوية من أُمروا بالهبوط مع آدم وحواء، وتصحيح ما وصفه البعض بمعجزة إنزال الثياب على ذرية آدم: "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا". وهو نفس التمييز الذي سوف يسعفنا في تفسير العديد من النصوص الأخرى، ولذا لزمنا الوقوف قليلاً عند المعنى القرآني لهما قبل مواصلة تفسيرنا. وردت "إبن" ومشتقاتها في القرآن الكريم فقط للدلالة على الأبناء المباشرين، كما هو الحال في الأمثلة التالية: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23): سورة النساء (4). يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87): سورة يوسف (12). وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72): سورة النحل (16). وبالمقابل، لم تشر أي آية في القرآن الكريم صراحةً أن: "إبن" ومشتقاتها تدل على الذرية من الأبناء والأحفاد إلا عند الإشارة إلى: "بني إسرائيل". ولكن القرآن الكريم لم يترك هذا الإستثناء دون توضيح، حيث عَرَّف: "بني إسرائيل" بأنهم ذرية من حُمِلوا مع نوح في السفينة: وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3): سورة الإسراء (17). وبالمقابل فإن: "ذرية" ومشتقاتها وردت في القرآن الكريم فقط للدلالة على الأبناء المتسلسلين جيلاً بعد جيل. كما أنه لا يوجد نص صريح تقتصر فيه الذرية على الجيل الأول من الأبناء، كما هو الحال في النصوص التالية: إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34): سورة آل عمران (3). وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84): سورة الأنعام (6). أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58): سورة مريم (19). وردت: "ابْنَيْ آدَمَ" في القرآن الكريم مرة واحدة حيث رجح فيها غالبية المفسرين أنها تشير إلى إثنين من بنيه من صلبه مباشرةً: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27): سورة المائدة (5). ولكن لم يفطن المفسرون أن: "بني آدم" تشير أيضاً لأبنائه المباشرين، بينما تشير: "ذرية آدم" إلى أبنائه المتسلسلين جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم على لسان إبليس: قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً (62): سورة الإسراء (17). ولو أنهم فعلوا ذلك لما واجهوا المعضلات التي تتسم بها تفاسيرهم للنصوص التي وردت فيها: "بني آدم" كما سنرى لاحقاً. ولنعد الآن لمواصلة تفسيرنا للآيات 172 – 174 من سورة الأعراف، على أساس أن المعني القرآني لبني آدم يدل فقط على بنيه من صلبه مباشرةً، وليس إلى ذريته عبر الأجيال لنرى كيف يستقيم معنى هذه النصوص. لقد جمع الله تعالى ذرية أبناء آدم المباشرين: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" وسألهم: "أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ"، فكان ردهم: "بَلَى شَهِدْنَا". فقال لهم: "لقد أشهدتكم أني ربكم، لكي لا تقولوا يوم القيامة أنكم كنتم غافلين عن أمر الربوبية هذا: "أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ"، أو كي لا تبرروا شرككم، إذا هممتُ أن أهلككم به في الحياة الدنيا، بأنكم وجدتم آباءكم عليه: "أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ"، فسرتم على خطاهم". وإذا سألنا عن أسباب مخاطبته تعالى لحفدة آدم لكانت الإجابة أنه أراد أن يذَّكرهم بشرك آبائهم ويحثهم على التراجع عنه: "وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ". ولو وقف المفسرون قليلاً عند: "وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" لتبين لهم أن المشار إليهم في النصوص السابقة هم بنو آدم المباشرين وليس ذريته عبر الأجيال. وقد بينتُ في القسم الأخير من الباب الثاني: "من هبط مع آدم وحواء من جنتهما" أنه لو أشارت الآية الكريمة إلى ذرية آدم عبر الأجيال، والذين ما زال بعضهم يعيش حتى هذا اليوم، لقال: "لعلكم ترجعون". بعد التأكد من هوية بني آدم المشار إليهم في الآيات السالفة، لابد لنا أيضاً من وقفة لتعريف آبائهم الذين وصفهم القرآن الكريم بالشرك: "أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ". وأود أن أطمئن القارئ الكريم، أن آدم وحواء ليس هما الآباء المشار إليهم. وليس السبب الوحيد في ذلك أن القرآن الكريم برأهما من الشرك، بل لأن الإشارة إليهما في موضع آخر من القرآن الكريم وردت في صيغة المثنى: يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (28): سورة الأعراف (7). فقد وصفتْ الآية 27 آدم وحواء بأبوي بني آدم: "كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ"، وهو التعبير الأمثل للإشارة إليهما، لكونهما مثنى. كما أن الآية الآية التي تلتها أشارت إلى آباء بني آدم: "وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا". فهل آدم وحواء هما أبوي بني آدم وآباؤهم في نفس الوقت؟ وما على من يؤمن بذلك إلا أن يجد تفسيراً منطقياً لهذا الخلط، خاصةً إذا علمنا أن القرآن الكريم ميز تميزاً جلياً بين الأب والأبوين والآباء. فقد وردت: "آباء" ومشتقاتها على صيغة الجمع 62 مرة في القرآن الكريم، ولم تشر ولو في مرة واحدة إلى الأبوين، سواء أن كانا الأب والأم أو الأبوين المتسلسلين. بينما وردت: "أبوين" ومشتقاتها في القرآن الكريم 7 مرات، للإشارة فقط للأب والأم أو للمثنى من الآباء المتسلسلين، نقتطف منها: وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6): سورة يوسف (12). فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (99): سورة يوسف (12). وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80): سورة الكهف (18). فإذا علمنا أن بني آدم المشار إليهم في الآيات 27 و 28 و 172 من سورة الأعراف، كانوا أبناء آدم وحواء المباشرين، وإذا وصف القرآن الكريم آدم وحواء بأنهم أبوي بني آدم، فلابد أن يكون من وُصِفوا بآباء بني آدم، في الآية 28 وفي الآية 173 من سورة الأعراف، سابقين لعصر آدم وحواء، لأن الأشارة إلى هؤلاء الآباء وردت على لسان بني آدم المباشرين، ولأن القرآن الكريم وصف هؤلاء الآباء بالشرك الذي بُرئ منه آدم وحواء. فهل ورد في القرآن الكريم ما يدل على هوية آباء بني آدم من قبل عهد آدم وحواء الذين أشركوا؟
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-03-17, 08:12 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-03-17, 08:13 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-03-17, 08:14 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-03-17, 08:15 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-03-17, 08:17 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-03-17, 08:18 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-03-17, 08:19 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | طه جعفر | 01-03-17, 10:05 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | Dr. Ahmed Amin | 01-03-17, 10:18 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-04-17, 08:32 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | اميرة السيد | 01-03-17, 10:23 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | طلعت الطيب | 01-04-17, 02:28 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | سيف النصر محي الدين | 01-04-17, 03:34 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | Saifaldin Fadlala | 01-04-17, 04:55 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-04-17, 08:54 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-04-17, 08:49 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-04-17, 08:38 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-04-17, 08:36 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-04-17, 08:29 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | منتصر عبد الباسط | 01-04-17, 12:21 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | منتصر عبد الباسط | 01-04-17, 12:38 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-04-17, 03:51 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-04-17, 05:02 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | محمد عثمان الحاج | 01-04-17, 06:19 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-04-17, 07:40 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | هشام آدم | 01-04-17, 07:49 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | سيف النصر محي الدين | 01-04-17, 11:18 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | أبوبكر عباس | 01-04-17, 11:28 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | سيف النصر محي الدين | 01-04-17, 11:49 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | أبوبكر عباس | 01-05-17, 00:05 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | سيف النصر محي الدين | 01-05-17, 00:16 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | أبوبكر عباس | 01-05-17, 00:22 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-05-17, 03:46 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | هشام آدم | 01-05-17, 10:16 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | اساسي | 01-05-17, 10:45 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | هشام آدم | 01-05-17, 11:00 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-05-17, 12:07 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | Munir | 01-05-17, 11:57 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | أبوبكر عباس | 01-06-17, 00:05 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | Mohamed Adam | 01-06-17, 02:10 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-06-17, 08:32 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | هشام آدم | 01-06-17, 03:12 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | Osman M Salih | 01-06-17, 04:09 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | هشام آدم | 01-06-17, 05:27 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-06-17, 07:54 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علي دفع الله | 01-06-17, 09:09 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | هشام آدم | 01-06-17, 09:10 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-06-17, 09:19 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | منتصر عبد الباسط | 01-06-17, 10:05 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | منتصر عبد الباسط | 01-06-17, 10:21 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-07-17, 02:01 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-07-17, 02:21 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | osama elkhawad | 01-07-17, 08:27 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | منتصر عبد الباسط | 01-07-17, 01:16 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | منتصر عبد الباسط | 01-07-17, 01:57 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-07-17, 01:38 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-07-17, 01:50 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-07-17, 02:02 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-07-17, 02:32 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-08-17, 07:41 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | اساسي | 01-08-17, 08:09 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-08-17, 08:41 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | اساسي | 01-08-17, 10:14 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | محمد الحسن حمدنالله | 01-07-17, 11:12 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-08-17, 06:38 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | منتصر عبد الباسط | 01-08-17, 01:04 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-08-17, 03:44 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-08-17, 01:43 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-08-17, 02:30 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | طلعت الطيب | 01-08-17, 03:09 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-08-17, 03:10 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-08-17, 03:39 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-08-17, 06:27 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-08-17, 04:21 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-08-17, 08:16 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-08-17, 08:39 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-08-17, 08:49 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | طلعت الطيب | 01-08-17, 08:50 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | طلعت الطيب | 01-08-17, 11:06 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | طلعت الطيب | 01-08-17, 11:13 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | طلعت الطيب | 01-08-17, 11:24 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-09-17, 00:57 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | منتصر عبد الباسط | 01-08-17, 11:41 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | طلعت الطيب | 01-09-17, 00:15 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | أبوبكر عباس | 01-09-17, 00:27 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | طلعت الطيب | 01-09-17, 01:18 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-09-17, 01:34 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-09-17, 02:14 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-09-17, 01:22 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | طلعت الطيب | 01-09-17, 01:36 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | علاء سيداحمد | 01-09-17, 03:25 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | هشام آدم | 01-10-17, 09:12 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | منتصر عبد الباسط | 01-10-17, 10:10 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | منتصر عبد الباسط | 01-10-17, 10:24 PM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | Osman M Salih | 01-11-17, 04:21 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-11-17, 05:34 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-11-17, 04:36 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | Osman M Salih | 01-11-17, 04:55 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | عبد الوهاب السناري | 01-11-17, 05:14 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | Osman M Salih | 01-11-17, 05:37 AM |
Re: من هو آدم، عليه السلام؟ | Osman M Salih | 01-11-17, 06:37 AM |
|
|
|