بالرغم من عدم توافقي مع الذين يدعون لذهاب النظام في هذا التوقيت... إلا أن لدعوات التي أطلقها الناشطين الشباب حول الكثير من الأوضاع التي تشهدها البلاد ...يجب أن يدفع بالنظام إلى النظر إلى هذه الدعوات من زاويه مختلفه...وأن يتعامل معها بالجديه التي يتطلبها الموقف....التصريحات التي أطلقها المسئولين في النظام ووصف فئة الشباب هذه بالخيانه والعماله لجهات أجنبيه هي في تقديري تصريحات مستهلكه ولا تمثل حقيقة توجهات هؤلاء الشباب...فمن المعلوم أن هذه الدعوات إنطلقت من داخل السودان ولم يتجاوز مطلقوها نقاط اتفتيش الحدوديه لأي جهة من جهات السودان..بل عكفوا على العمل بصورة ممنهجه وحشدوا حولهم بعضآ من الشباب....ولكن غياب الرؤيه لما سيتبع هذه الدعوات هو الإختبار الحقيقي لهذه الجهود الشبابيه.
لكن .....المشهد في الجانب الحكومي يحتاج لوقفه حقيقيه من النظام....الإعتماد على الخطاب الثوري في معالجة مثل هذه القضايا لن يفعل شيئآ غير صب المزيد من الزيت على لهب الخلاف والإختلاف....التعالي في الرد على مثل هذه الدعوات سيبني سياجآ من العزله السياسيه للنظام...وهو أكثر ما يثير مخاوفي...فبوجود هذه العزله ستنقطع كل وسائل التواصل بين النظام والقوى السياسيه الأخرى وسيمتد السياج ليشمل هؤلاء الشباب .....أعتقد أن على النظام أن يدفع بعضويته من الشباب للجلوس مع هؤلاء الشباب وفتح قنوات إتصال معهم والعمل بصورة جادة على إيجاد حلول دائمة لمشاكلهم ....وعلى النظام أن يعلم أن هذا الجيل هو جيل النظام نفسه..أي أنه نشأ وترعرع في كنفه .....بغض النظر عن توجهاته السياسيه..........فقد كان هذا الجيل حاضرآ وشاهدآ على الحراك السياسي الذي ينتظم العديد من الجامعات والكليات السودانيه.....لذا هو ملم ومدرك لآلية العمل السياسي الطلابي الذي يرفد المسرح السياسي بممثليه.......الإلتفاف حول مطالب هؤلاء الشباب ومحاولة إتباع ذات الإسلوب الذي إتخذه النظام مع معارضة الفنادق لن يجدي نفعآ...فهؤلاء عباره عن شباب يحملون على يمناهم صك التخرج من الجامعات وعلى اليد الأخرى ينقشون على لوحات الكيبورد للتغريد تعبيرآ عن شعورهم باليأس...بمعنى آخر أنه ليس لديهم مايخسرونه ...لذا فسوف يطلقون دعوه خلف دعوه وبمرور الوقت ربما يتم تشكيل رأي عام حقيقي سوف يستند إلى دعم جماهيري الشئ الذي سيؤدي إلى المواجهه مع النظام ....مآلات تلك المواجهه ستكون وخيمه على السودان....ولكن ...........حتى إن لم يكتب لهذه الدعوات النجاح فإن على النظام أن يجلس القرفصاء مع هذه الفئة المتطلعه إلى مستقبل مشرق رغم غسق الأفق السياسي الذي يحيط بالمشهد ككل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة