لم يتبنى الحزب الشيوعي السوداني الدعوة للعصيان المدني في نوفمبر وديسمبر 2016 .. وإنما كان أحد الداعمين لهذا العصيان ضمن فعاليات سياسية وعسكرية كثيرة. فالعصيان, إذن, لم يولد من رحم الحزب الشيوعي, ويكون من الكذب الصريح نسبته لهذا الحزب .. وهو الأمر الذي لم يقل به الحزب الشيوعي وإنما قال به المكارثيون الجدد في تماهٍ واضح مع الدعاية الإنقاذية السوداء والتي خرجت من مطبخ جهاز الأمن فتلقفها المتلقفون, وهؤلاء هم المكارثيون الجدد.
والمكارثية إرهابٌ في جوهرها .. إرهابً ممارس من الدولة أو الأفراد .. وهي بالضرورة مفارقة للحس السليم بالعدالة وتتسم بالغوغائية المفرطه, وكل ذلك معلوم بالضرورة .... فما الجديد في النسخة السودانية؟!
الجديد في إعتقادي هو إستخدامها في الضد من حراك جماهيري ثوري ملهم كالعصيان المدني في مقابل ملاحقة أفراد بعينهم .. وهو الامر الذي يجعلها نسخة أكثر بذاءة بالتأكيد..
أن يطلق جهاز أمن الديكتاتور هذه الدعاية السوداء في الضد من الحراك الجماهيري الملهم, فذلك مفهوم جدا ... بيد أن تبنيه من بعض المثقفين مسألة مخذية جدا وغير كريمة وبمثابة لطخة سوداء كبيرة في ثوب تأريخهم الشخصي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة