إغتصابٌ مُتكَرِرٌ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 01:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-11-2016, 10:10 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إغتصابٌ مُتكَرِرٌ

    09:10 PM December, 11 2016

    سودانيز اون لاين
    طه جعفر-تورنتو..اونتاريو..كندا
    مكتبتى
    رابط مختصر


    (1)

    كان في زيِّه الرسمي؛ بنطلون التيل ذو اللون الأخضر الضارب نحو زرقة سرّية، ينتعل البوت العسكري المصنوع من الجلد السميك الأسود بعنق قصير. في قميصه جيبان مستطيلان بأعلي القميص و الجيبان مغلقان بتصميم مثلث متجه للأسفل عليه زرارة ، زينت كتفيه أزبليطتان سوداوان، ككل رجال الشرطة في ذلك الزمن كان في وسطه حزام أسود من التيل السميك و بالحزام أطر قماشية اسطوانية لطلقات البندقية أب عشرة، تتدلي فوهة المسدس من جيبه المثبت علي الحزام، المسدس علي يمينه، يتعلق الحزام علي حمالات ثلاث عريضة تمسكها زاير سوداء علي بنطال التيل ذي اللون الأخضر الضارب نحو زرقة سرّية، للحزام قفل معدني في شكل خطّاف. كانت حوالي الثانية صباحاً، الظلام كثيف والمدينة نائمة في برد شتائي خفيف. كان بمركز الشرطة عندما سمعها تنتهره بصراخ مكتوم. الصراح مكتوم و منخنق، لكنه سمعها. لا أدري كيف سمعها، لكنه سمعها. هبّ واقفاً ترك دفتر الأحوال مفتوحاً و مسطراً، دفع الغضب عند قيامه كرسي الخيزران وراءه فوقع مصدراً قرقعة خشبية.غادر المكتب و ترك بابه مفتوحاً لم يهتم لصحو زميله الممد علي عنقريب عارٍ في الصالة أمام مكتب الضابط المناوب، غادر بخطوات واسعة و لاحِقَة. ناداه العسكري: يا جنابك إن شاء الله خير. فرد بكلمة واحدة و قال: دقيقة.
    جاء به، كان ممسكاً بالمقبوض عليه بيده اليسري و من مكان قريب من إبطه الأيمن، يجره جرّاً، كان المقبوض عليه حافياً تفوح من فمه رائحة الفجل، البصل الأخضر و المريسة النائمة. تسارعت انفاسهما و لم يتكلما. فتح الطبلة الكبيرة التي تغلق باب الحراسة الحديدي المكونة من أعمدة و عوارض من الحديد الصلب ثم دفعه من مكان في أعلي ظهره بين كتفيه، دفعه بكلتا يديه، تدحرج المقبوض عليه في عتمة و عفونة الحراسة المظلمة، أزكمت أنفه رائحة البول و البراز الساكنة في جو الحراسة مع عفونة الأجساد المتعبة بالحبس ،ازدادت عفونة الحراسة بالنسبة له عندما إنضافت إليها عفونة روح زميله الشرطي المقبوض عليه. الحراسات ثمانية أربعة من أي جانب علي ممر يمتد نحو اليسار من مكتب الضابط المناوب، أربع حراسات ملتصقة بجسد مبني مركز الشرطة و أربعة تقابلها من جهة اليسار. عرف العساكر بالمركز أن المقبوض هو زميلهم و لم يتكلموا لأن من ألقي القبض عليه زميلهم أيضاً و هو بينهم نبي أو أعلي نموذج للخلق الكريم يمكن أن يصادفونه في حياتهم.
    في الصباح و قليلاً قبل الثامنة جاء وكيل النيابة و مدير الشرطة بالمدينة لمراجعة دفتر الأحوال و الكلام مع الموقوفين تمهيداً لبداية إجراءات التقاضي أو إطلاق السراح، في فناء المركز محاميان يتضاحكان بمودة، جميعهم يعرفون الصول، عرف مدير الشرطة المقبوض عليه و سأل الصول قائلاً: لماذا هو في الحبس؟
    ردّ الصول قائلاً: بإمكانك يا سعادتك أن تسأله. قال ذلك بغضبٍ و نوعٍ من إنقباض الروح.
    إندهش مدير الشرطة و ربما قد منَعَتْه من إنتهار الصول أشياء كثيرة ذات صلة بالمدينة و تاريخها و علاقة أسرة مدير الشرطة و أسرة الصول و ربما حسن سيرة الصول التي ملأت آفاق الشرطة و زينت جبينها بالشرف. بالفعل سأل مدير الشرطة المقبوض عليه عبر باب الحراسة فلم يجب. عاد مدير الشرطة لمكتب الضابط المناوب و راجع مدير الشرطة دفتر الأحوال للمرة الثانيةبتمهلٍ ليتأكد من أنه لم يتجاوز البيانات عن المقبوض عليه، لم يجد مدير الشرطة سطراً واحداً عن الحادثة التي إثْرِها حُبِس المقبوض عليه.
    نادَي مديرُ الشرطة الصولَ ثم قال بنوع من الهمس: الراجل زميل و رجل شرطة معروف لدي الجميع موش ممكن يكون في الحراسة، و بالمركز وكيل النيابة، محامون و مواطنون، دي فضيحة لينا كلنا.
    إتفقا علي نقل المقبوض عليه لحراسات الجيش في التلال إلي الغرب من المدينة . تمّ ذلك بالسرية و الحزْم التي تتطلبانها الحالة. لا يعرف الرواي ماذا دار بين مدير الشرطة و الصول عن أسباب الحجز فلقد كان الحديث بينهما بصوت منخفض و بلغة مجهولة و ربما كان نوعاً من التخاطر أو التواصل السري بين روحين تفصلهما حواجز مهنية و تربطهما صلات و علاقات إنسانية و تاريخ كامل لمدينة تسكنها الأسرار مع الناس.
                  

العنوان الكاتب Date
إغتصابٌ مُتكَرِرٌ طه جعفر12-11-16, 10:10 PM
  Re: إغتصابٌ مُتكَرِرٌ طه جعفر12-11-16, 10:12 PM
    Re: إغتصابٌ مُتكَرِرٌ طه جعفر12-11-16, 10:13 PM
      Re: إغتصابٌ مُتكَرِرٌ طه جعفر12-16-16, 03:36 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de