|
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين (Re: وليد زمبركس)
|
عودة لك Abuzar Omer
عفوا لتجزئة الرّد علي اسئلتك في عدد من المداخلات ، السبب هو أنّي خشيت اذا حصرت كل الردود في مداخلة واحدة سوف تكون طويلة تصعب متابعتها .
اما عن مخاوفك التي أبديتها بخصوص ضياع الجهد و تسلل الاحباط او معالجات النظام للسيناريوهات المماثلة ، فأري أنّها مخاوف لا يمكن أن نقول بأن حديثي عن العصيان الجزئي هو البيئة الملائمة التي يمكن أن تنمو فيها تلك المخاوف دون سواها من البيئات ، فتلك مخاوف واردة الحدوث مع كل التصوّرات بما فيها العصيان المدني او الاضراب عن العمل او التظاهر ضد الحكومة او حتي حمل السلاح في وجه اجهزة و جيش و انصار النظام ، لذا فإن توجيهها لتكون واردة فقط عندما اتحدث انا عن عصيان جزئي - فذلك سوف لن يلغي آثارها علي الخيارات الاخري بما فيها العصيان المدني و الذي للامانة أري أنّ تكراره لمرة او مرّات قادمة و بصورته الكلية تلك سيجعله مورد احباط كبير جدا اذا تمّ فشله غير المستبعد ( لاشكال آليات المدي القصير التي تحدثت عنها ) و عند فشله سيكون اكبر مدعاة للاحباط و سيحس الكثيرون بأنّ جهودهم في العمل و الترتيب له قد ضاعت هدر و ذلك قد يدفعهم للحكم عليه بأنّه أداة فاشلة ، علمًا بأن الذي يكون قد فشل حينها الاستخدام الخاطئ للعصيان المدني بصورته الكلية و ليس العصيان المدني كأداة ( و الذي ينقسم لكلي ينجح في المدي القريب ، و جزئي اكثر حظًا في النجاح في المدي البعيد ) . هذا جاتب و الجانب الآخر هو أنّ المعارضون السودانيون لو كانوا يقيمون للجهد وزنًا كبيرًا بهذا القدر يضعه في مثل هذه الدرجة العالية من الحساسية - لحاسبوا انفسهم علي ٢٧ سنة اهدر فيها جهدهم و طاقتهم حكم الحركة الاسلامية و البشير ، و لكن يبدو لي أنّ الامر ليس بمثل تلك الحساسية التي احتواها السؤال ، اما الاحباط فهو قائم و لو كان الاحباط سيوقف الشعب السوداني عن التفكير في النضال لاحبطه فشل خطّة ( مائة يوم لاسقاط النظام ) و التي رفعت شعارها بعض احزاب قوي الاجماع الوطني في فترة سابقة قاربت للعامين ، فايهما أدعي للاحباط ، فشل خطة اسقاط النظام في مائة يوم ام ما جاء بهذا البوست ؟ اما عن سيناريوهات النظام فإن كنت تعني بها محاولاته قمع القائمين بالعصيان المدني - فتلك مسألة يجب أن يضعها في الاعتبار المنادون بالعصيان المدني اولًا ، لأنّ ما اتحدّث عنه هنا سيصعب علي الحكومة معه ملاحقة الناس ، اذ كيف لجهاز الامن أن يعتقل جمهور الناس و ربّات المنازل لأنّهم اختاروا يوم الخميس ليكون يومًا لمقاطعة المكاتب الحكومية اعلانًا لحالة عصيان جزئي يستهدف لفت انظار العالم حول قضايا الصراع في السودان ؟ كما أنّه كيف لجهاز الامن ان يعتقل المواطنون لأنهم رفضوا شراء الصحف التي تدعم النظام ؟ اذن سيناريوهات النظام التي اشرت اليها انت عند اختبارها نجدها تعمل بصورة افضل مع العصيانات الكلية و ليست الجزئية خصوصًا اذا استصحبنا معنا النماذج التي عرضتها لك و بنيت عليها جزء كبير من مادة هذا البوست .
هناك جزئيات اخري جاءت في اسئلتك كالضرب علي الحديد و السؤال عن اذا كان بالامكان ازالة النظام من غير مواجهة و الخوف من عمليات تغيير الجلد ، فتلك قضايا اري أنّ البوست ليس معنيًا بها و باثارتها و كأنّك قرّرت ان تضع لي الكثير من مشاكل السودان السياسية العالقة لأقدّم بشأنها اقتراحات و حلول في هذا البوست .
بصراحة لقد حاولت جاهدًا الاجابة علي كل الاسئلة لكن بعضها ارهقني لأني وجدت نفسي و كأني مطالب بايجاد حلول لكل قضايا السودان السياسية العالقة ، فتلك مسألة انا لا أدّعيها بأي حال ، فارجو ان تقبل منّي هذه الاجابات المختصرة لأن الحوار بهذه الطريقة يبتعد بي عن موضوع البوست الاصلي و الذي لا اود الخروج عنه .
عندما أقرأ الضرب علي الحديد و هو ساخن احس بأن البشير و اسرته في المطار الآن و هم علي وشك الهروب لأن الثورة السودانية ستقضي عليهم ان لم يهربوا ، لقد حدث و أن دخل خليل ابراهيم باسلحته الي امدرمان و مات في تلك المعركة اعداد كبيرة من انصار النظام ، فهل اللحظة الحالية من تاريخ السودان تمثّل اكثر سخونة من تلك اللحظات ؟ كما أنّ جنود الحركة الشعبية قد دخلوا مدينة كسلا في مرّة سابقة و قد هدّدوا كل شرق السودان ، كما انه تمّت عدّة محاولات انقلابية بالخرطوم في مرّات سابقة كثيرة ، و مع ذلك لا زال النظام كما هو ممسك بكل مفاصل الدولة . كل تلك الاحداث لم توصف بأنّها جعلت حديد الانقاذ ساخن يجب الطرق عليه ، فكيف يمكن وصف العصيان المدني الاخير بأنه جعل منها ذلك الحديد الساخن الجاهز للطرق بقوة عليه ؟
الامر باعتقادي بسيط و هو اختلاف في طريقة تفكير كل واحد منّا فأنت تري أن نتائج الاعمال يجب أن تكون آنية . عصيان مدني و عليه الانقاذ تصير حديد ساخن او ان الشعب حديد ساخن يجب الطرق عليه لاستكمال حلقات الثورة ، و انا اري ان الحلول تكون استراتيجية باختيار الأدوات الصحيحة في اللحظة المناسبة ثم انتظار الوقت الكافي لجني ثمار تلك الاعمال . المواجهات مع النظام تتعدّد بتعدّد المعارك و الميادين ، فمثلًا لا يمكن ان ندعو القوي المسلحة لحسم معركة في انتخابات نقابة المحامين او الاطباء ، كما أنّه لا يمكن ان نطلب من اهل جبال النوبة ان يتقدّموا بعريضة احتجاج لقائد الانتنوف التي تقصف اهلهم في كل مكان . اذن تلك قضايا شائكة و بصراحة لا اري أن الحديث عنها يصلح في هذا المكان . اما عن روبرت غابرييل موغابي فهو ليس الاسوأ في المنطقة خصوصًا و انه كان اول رئيس تم انتخابه ليرأس حكومة بلاده ، اما كونه صار دكتاتور و قاد الاقتصاد الزيمبابوي الي هذا الحال فلا علاقة لذلك بنظام البشير . و ان كان الانتهازيون في كل مكان .
اعرف أنّي قد قصّرت في تقديم اضاءة حول الاسئلة المطروحة و اعتذر لك عن ذلك لأن الامر غير مقصود ، فقط الاسئلة كانت كثيرة و لا تسير علي وتيرة واحدة و كأنّي بفتح هذا البوست قد صرت مطالبًا بتقديم حلولًا جذرية لكل مشاكل السودان السياسية و في هذا البوست بالتحديد .
اكرر شكري لك كثيرا علي فتح أبواب متعددة للحوار في هذا البوست . كن بخير .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين العصيان المدني و المقاطعة الجزئية آراء و مقارنات | وليد زمبركس | 12-02-16, 01:11 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 01:29 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 02:14 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 03:02 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | محمد البشرى الخضر | 12-02-16, 03:26 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 05:00 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 04:36 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | محمد على طه الملك | 12-02-16, 06:05 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 07:03 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 06:29 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | Abuzar Omer | 12-02-16, 03:36 PM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | عبدالحفيظ ابوسن | 12-02-16, 05:19 PM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-03-16, 06:02 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-03-16, 03:14 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-03-16, 03:58 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-03-16, 05:14 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | محمد عبد الله الحسين | 12-03-16, 06:12 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-04-16, 06:38 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | محمد حيدر المشرف | 12-03-16, 07:07 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | محمد عبد الله الحسين | 12-03-16, 07:27 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | مني عمسيب | 12-04-16, 09:33 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | Abuzar Omer | 12-04-16, 05:57 PM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-08-16, 04:56 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-09-16, 04:38 AM |
|
|
|