عندما فشلت حكومة حزبي الأمة والاتحادي في 1988 بصفتهم الحزبين القويين في السودان آنذاك، فشلا في قيادة البلاد إلى بر الأمان.
عندما فشلت الطائفية، اهتبل المتأسلمون الفرصة لإنقاذ الوضع تزلفاً بفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه قد آن أوان تغيير المنكر باليد، وما كان المنكر في ذلك الوقت إلا هاتين الطائفتين الفاشلتين في حكم السودان يومها..
فجاء انقلاب المنافقين الذين أكلوا الدنيا بالدين والذين أطلقوا على أنفسهم إسلاميين: المؤتمر الوطني.. بصفتهم الحزب الأقوى الثاني في 1989 في السودان آنذاك بالطبع، وفشلوا في حكم السودان وقيادته إلى بر الأمان كذلك كسابقيهم ..
فاحترقت أربعة أحزاب شمالية حتى الآن [الأمة – الاتحادي – الشيوعي – المؤتمر] وهوت من أعلى سدة الحكم إلى الأبد وسقط في فشل لن تقوم لهذه الأحزاب قائمة بعد زوال نظام البشير، بل إن هذه الأحزاب قد أسهمت في مضاعفة مشكلات السودان وقادته إلى درك سحيق وعلى الأخص حزب المؤتمر الوطني الذي له نصيب الأسد في هذا التدهور والانحطاط باسم الدين كذلك بشهادة المتأسلمين أنفسهم... حتى أقبل بعضهم على بعض يتلاومون، وما علموا أن (الاقتلاع) من أرض السودان قادم كما تنبأ النبي السوداني الكذاب..
الآن الثورة قادمة قادمة وطوفان الهامش قريب القدوم إلى مساكن الظالمين في الخرطوم..ليجرف هذا الطوفان أمامه كل تلك الأحزاب الشمالية الفاشلة ليطرح بديلاً جديداً على (أهل السودان) إن شاء لهم الاختيار .. وليفرض واقعاً جديداً وبديلاً قوياً بذل من أجل التغيير الدماء والأشلاء وكان هو العامل الأقوى في تحريك بركة الخرطوم الآسنة ... لتتهيأ هذه البركة إلى تجديد مياهها من الطوفان القادم لا محالة بل وإجبارها على تقديم التنازلات على طاولة التفاوض وفي ميدان القتال ..
إن هذا العامل القوي هو بلا أدنى شك هو البديل القادم لشغل فراغ السلطة بعد زوال الفرعون .. ولما لا وقد انتزع هذا البديل القادم من الجنوب إلى الشمال انتزع من الفرعون ثروته التي عليها يعول ثروة النفط التي تسبب غيابها فيما يحدث الآن من فقر وجوع ومرض واضطرابات واعتصامات ما كان لها أن تحدث إلا بعد فقدان ثروة النفط الجنوبي ووانتزاعه عنوة على يد هذا البديل القادم بقوة من الجنوب إلى الشمال: إلى قصر غردون حاكماً لا محكوماً.
إذن ما البديل؟
ولكل من يسأل عن البديل لنظام البشير منتهي الصلاحية نقول أن البديل هو الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ فكما حكمت جنوب السودان ستحكم شمال السودان، ولن يقف في وجه هذا البديل أحد.
إنه هو الآن .. البديل المتوفر: الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الأقوى الآن الذي تفاوضه حكومة المؤتمر الوطني الآن. لماذا تفاوضه إذا لم تكن الحركة هي الحزب الأقوى الآن؟
لقد انتزعت الحركة أرضها التي أقامت عليها دولتها في جنوب السودان (دولة نفطية) تركت شمال السودان في صدمة لن يفيق منها أبداً عاماً بعد عام حتى تأتي ذات الحركة لتقيم دولتها في الشمال ...بغض النظر عن نجاحها أو فشلها في الجنوب. الآن الحركة الشعبية لتحرير السودان هي الحزب الثاني الأقوى بعد المؤتمر الوطني الضعيف الفاشل ..
الحركة الشعبية الآن هي البديل الواقعي..ستأتي مدعومة محلياً وشعبياً من أغلبية السودانيين وإقليمياً ودولياً من (المجتمع الدولي) والهدف المنشود هو السودان الجديد، تلك الخطة التي لن تتزحزح عنها الحركة قيد أنملة حتى تصبح واقعاً يعيشه كل السودانيين.. بديلاً لا محالة أنه قادم..
نريد للحركة أن تأتي لتحكم السودان حتى تتمايز الصفوف (المدغمسة) اليوم تحت صيحات التكبير التهليل والإدعاء المزعوم للدين والوصاية عليه من اخوان الشياطين .. فما كان الله ليذر السودانيين على ما هم عليه اليوم حتى يميز الخبيث من الطيب... بديلاً لا محالة يفرض نفسه.. في سودان ما بعد البشير ...ليحيي من حيا عن بينة ويهلك من هلك عن بينة.. فلا مكان للمنافقين بعدها أبداً.. ولكفر صريح خير من نفاق مستتر إن كنتم تعلمون.
العنوان
الكاتب
Date
يا هؤلاء ما البديل؟لكل من يسأل عن البديل لنظام البشيرمنتهي الصلاحية:البديل هو؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سيف الدين بابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست