|
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال (Re: Abdalla Gaafar)
|
إلي صديقي أحمد الملك
(في قراءة: رواية الخريف يأتي مع صفاء)
صديقي احمد الملك منذ الخريف وأنا أسير إبحارك جنوباً إلي الشمال ... ضد قوانين الجغرافيا وخرائط الأمكنة تملك مفاتيح الدخول إلي العقول والقلوب فتورثنا مقدرات العودة إلي الميلاد وطفولة الرؤيا فنعود أجمل طلعة واقوم سليقة … قوة من سحرٍ وفتنة ... فلا نملك من امرنا إلا أن نري أنفسنا في مرآة ذاكرة الكاتب الراوي كيف ما تشكلنا اللغة … السابعة مساء هنا .. ورغم أنها بداية الصيف بهلسنكي إلا أن السماء لا زالت تبكي جليداً .. قرأتك ضد بكاء السماء وعبرت بك من كل أشكال الحزن إلي الدفء الذي احتاجه جدا! ياصديقي أخذتني كعادتك إلي حيث يهوي القلب أن يكون .. لعنة الحنين إلي الجذور وفجيعة الرحيل منها طوعا وقسرا رحلت خلف الكلمات التي أهديتني كان الإبحار عكس عقارب الزمان والمكان .. أقصي الشمال ... القلب والناس ... والوقت قبل الكارثة!! ... أو قل العام قبل القحط ... أو العام الرماد .. أو العام قبل أن يصرخ الذي كان يعانق نشوة الخمر وضوء القمر: الازهري قلبوه؟ ذاكرة هرمة وذكريات بقيت بمرآياها بفعل الارتباط الطبيعي بلحظات الطلق والميلاد (ميلاد كل الأشياء) يالله .. منتصف الثمانينات دندنة البنية (أظنها قائد الأسطول) صوت سمية حسن وهي تتلمس الدرب إلي قلوب العاشقين وقلبها .. كان الحزن مزهراً وكان الخوف من القادم من رحم الغيب اكبرما يكون .. كان احمد يحكي عن عن محمود : (رجل ضبطته كلاب الأمن يخبأ فكراً ليل البيعة للسفهاء) .. كان حزنه المحمودي لا زال نديا .. تخثر الحرف جرّاء سؤاله: من بايع منكم هذا الرجس الشيطاني إماماً فأجابه ذات الجار الذي كان يعاقر الخمر وضوء القمر : لست أنا! لكني اعرف رجلا من فرط تدينه وبقدر الطول بلحيته طالت لله طوابق منزله دارا داراً .. وما كان يدري انها نبوءة القمر بكارثة ستأتي .......... كان الغناء بصوتٍ منخفضٍ ممكناً لحظتها وكانت الرؤيا رغم هجير الشمس (طشاشا)... ذهبنا إلي ما ظنناه النصر وغادر أحمد إلي وجع الحقيقة أو الهزيمة .. فكان العام قبل الكارثة! آه ....... أما زلت يا صديقي تنتظر القمر في لحظات اكتماله كوجه الحبيبة بدرا؟ أما زلت تراه؟ هل تصدق؟ هنا ابحث عن ظلامٍ يشرخ ثوبه ضوء القمر هي الآن الثامنة ليلا والشمس لا زالت في كبد السماء يا صديقي أما زلت تعشقه بذات القلب؟. إذن هي جرثومة العشق القديم .. لا زلت تحملها بدمك فتصطفيك حمي الحنين في لحظات طلق اللغة ومخاض النزيف لتكتب عنا ولنا .. عن زمان كان هناك .. وكنت أنت وأنا والقمر والناس .. ضد جغرافيا المكان يأخذك ضوء القمر إلى ذاكرتك فتلقي كل أسلحة الهروب لتغني بنصف عودة وقلب... ياصديقي سعد الدين والطيبة كالأرض أمه يمثلان صراع البقاء ومقدرة التكيف من أجل البقاء علي مسرح الحياة .. رسمها الطيب صالح في قمة الحضور الباهر لوحة في الموسم وهو يصف جده: أنه كشجيرات السيّال سميكة اللحى تقهر الموت لأنها لا تسرف في الحياة! هل تصدق يا صديقي؟ هي ذات النتيجة التي توصلت إليها من خلال البحث في فسيولوجيا أشجار الهشاب لخمس أعوام حسوما .... مقدر التأقلم والتكيف من أجل البقاء ياصديقي سعد الدين وأمه ... مثل آلاف الساكنين بالقلوب و القرى يومها، كانت بطاقتهما بيضاء ونقية جدا .. آلاف الأمهات وملايين القلوب الطيبة ..
اللوحة يا صديقي بهية الملامح، أنيقة اللون، عميقة المعنى وكثيرة الحزن أيضاً... ياصديقي تلك كانت محاولة المغتربين لإحداث تغيير بمجتمعات لا تقبل التغيير ... فكان أن ذهب الكل الى غربة الجسد والروح ... فامتلأت القرى بأجهزة التسجيل وساعات اليد والحائط والملابس الجميلة .. حتى صار غناء البنات ...(شل شل كب لي جالون).... ظن الجميع حينها أنها أمنيات ستأتي بعد فراق قصير.. فطال الفراق حد الفجيعة فحملت النساء قلوبهن علي أكف الوجع فصار الغناء .. تعال لي وتعال .. وما كان من الممكن عودة الغائب لحظتها ... فغاب احمد كالآخرين عميقاً في الرحيل وكان يعاقر الخمر حتى يبتسم القمر! ... تري أين هم الآن .. سعيدة .. حاج النور... حاج الطيب .. الصادق ... السر النضام ... عبد الله .. أنت .. أنا ... والجار الجميل؟ قلوبهم علي لسانهم ... جمعهم الصدق وفرقتهم تباين طريقة نظرتهم إلي الحياة ... وكما ذهب سعد الدين إلي نهاية المطاف .. ذهب احمد وذهبت الكهرباء إلي رحيل طوووووييييييييييييييييل وكانت الكارثة بعدها حين فوجئ ذات الجار الجميل بأن بيت الله قد زربوه بسياج من نفاقٍ وغبن غني وقلبه تجاه رب البيت وكان القمر بدرا سرقوا باسمك كل شيء كل شيءٍ كل شيءٍ كل شيء وأصيب لاحقاً بداء الصمت ... فكانت الهزيمة .. اسمها سعيدة!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ الكِتَابَة | Abdalla Gaafar | 11-02-16, 05:55 PM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-02-16, 06:10 PM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Hamid Elsawi | 11-02-16, 07:19 PM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-03-16, 09:11 AM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-03-16, 09:12 AM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-03-16, 09:45 AM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-03-16, 06:06 PM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-03-16, 06:09 PM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Hamid Elsawi | 11-03-16, 07:39 PM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-03-16, 08:52 PM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Hamid Elsawi | 11-03-16, 09:38 PM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-04-16, 07:58 AM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-04-16, 08:01 AM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-04-16, 08:04 AM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | جمال ود القوز | 11-04-16, 08:06 AM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-05-16, 12:25 PM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-05-16, 12:33 PM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-06-16, 06:48 AM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | بله محمد الفاضل | 11-06-16, 08:10 AM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Abdalla Gaafar | 11-07-16, 08:24 AM |
Re: حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ ال | Adam D.El-Asha | 11-08-16, 01:02 AM |
|
|
|