|
|
 Re: غامبيا تنسحب من المحكمة الجنائية الدولية (Re: Frankly)
|
محكمة عنصرية
صالح عوض
أحسنت دولة جنوب افريقيا بانسحابها من محكمة الجنايات الدولية بعد الجدل الذي أثاره رفضها توقيف الرئيس السوداني عمر البشير، ما يشكل صفعة للمؤامرة الغربية. وصرح وزير العدل الجنوب إفريقي مايكل ماسوتا، أنه بناء على الإجراءات المعمول بها، فإن بريتوريا "أعلنت خطيا للأمين العام للأمم المتحدة انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية"..
وجديرٌ بالذكر أن جنوب إفريقيا من أوائل الدول الموقعة على معاهدة روما، المؤسِّسة لمحكمة الجنايات الدولية التي تم الاعلان عن تأسيسها في 2003 ومن العجيب المدهش ان قضاتها فتحوا تحقيقات في ثماني دول افريقية من مجموع تسع تحقيقات دولية.. الامر الذي يكشف مجال عمل المحكمة وأيّ فئات من البشر تستهدف.. انها تقوم بملاحقات على أساس عنصري كما اشار الى ذلك الاتحاد الافريقي.
أحسنت دولة جنوب افريقيا عندما نبهت بعملها الشجاع هذا الرأيَ العام العالمي الى اختلال المعايير في محكمة الجنايات الدولية التي -حسب وزير العدل الجنوب افريقي- انها: "تفضل بالتأكيد استهداف قادة في إفريقيا، واستبعاد الباقين الذين عُرفوا بارتكاب فظاعاتٍ مشابهة في أماكن أخرى خارج إفريقيا."
أحسنت دولة جنوب افريقيا وهي تحبط كيد الاستعماريين الذين لم يغادروا وهمهم باستعبادهم للشعوب وملاحقة احرارها ورموز سيادتها.. واحسنت كذلك وهي تفضح اكاذيب الغرب العنصري الذي سلط على شعوب الجنوب سيوفه وقوانينه واكاذيبه فمن لم يقتله الصاروخ والمدفع تلاحقه سجون محكمة لاهاي العنصرية.. فهل تقبل دول العالم ان تكون مسخرة بيد الغربيين فلا تحمي ضيفا ولا تؤمِّن لاجئا ولا تكرم زائرا بل تصبح مطالبة بان تنفذ رغبات الغربيين حتى لو مس ذلك صميم السيادة الوطنية.. هكذا ارادوا من دولة جنوب افريقيا عندما كان الرئيس السوداني في زيارة لها ملتحقا بمؤتمر افريقي كبير.. فرفضت حكومة بريتوريا حينها توقيف الرئيس البشير الذي تلاحقه المحكمة الجنائية لاخضاعه بقبول مبدأ تقسيم السودان الى اكثر من اقليم.
إن دولة جنوب افريقيا تخطو الخطوة الاولى امام دول العالم لاسقاط هذه المحكمة التي وقفت عاجزة امام جرائم الكيان الصهيوني ارتكبها في حق المدنيين العزل من ابناء فلسطين ولبنان ولا يزال في حروب استخدم فيها اليورانيوم والفسفور المنضب.. محكمة تدير ظهرها لاكبر جريمة عرفها التاريخ البشري بطرد مواطنين من بيوتهم وبلدانهم الى الضياع واقامة كيانات عنصرية على ارضهم.. ان مثل هذه المحكمة التي لم تر جرائم بوش وبلير في العراق في قتل اكثر من مليونيْ عراقي وتدمير بلد واعدام قادته وجرائم ساركوزي في ليبيا بانتهاك سيادة البلد وتدميره وتشتيت اهله وقتل زعيمه وجرائم اوباما وهولاند في سوريا حيث تفجير البلد ورعاية الارهاب وجرائم المالكي وعصابات القتل في العراق وغير ذلك كثير.. ان محكمة بمثل هذا التمييز العنصري تفتح الملفات في اوطان الجنوب تاركة للاستعماريين مطلق الفلتان من القانون انما هي محكمة عنصرية انتقائية مشبوهة المقاصد كما هو البند السابع من بنود العقوبات في مجلس الامن.
جاءت الاستجابة من بروندي الدولة الافريقية للاعلان عن انسحابها من المحكمة فيما تتصاعد المطالبات لانسحاب جماعي من المحكمة العنصرية.. وانه رغم كل ما يترتب على ذلك فان افريقيا تقول قولتها انها لن تسلم زعيما من زعمائها للمحكمة الجنائية لانها محكمة تزن بمعايير مختلفة.. وبهذا تسجل القارة السوداء انصع المواقف بياضا واشراقا.
اجل لابد ان يدرك قادة الغرب ان العالم ليس قطعانا من العبيد وان الاطر التي يصنعها لتقييدهم لم تعد صالحة وان الشعوب ستطوح بها.. تولانا الله برحمته.
عن بوابة الشروق
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست