من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغتراب

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 06:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-16-2016, 02:29 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� (Re: ابو جهينة)

    في شمال البلاد ، حيث مسقط رأسي الذي لم أتشرف بزيارته إلا بعد أن ترسّختْ في ذهني قناعة بأن أتبرا هي موطني و مسقط رأسي .
    ثم توغلتُ في أرض الشمال العريق ، كمعلم في مدارس منطقة حلفا و أرض ( السكّوت ) ودنقلا ثم أتبرا و الدامر ثم إلى حلفا الجديدة.
    عام 1978م كنت قد صممت على ارتياد معهد الموسيقى لتنمية موهبة تلازمني منذ الصغر ، و هي موهبة العزف على آلة العود ، فجلست لاختباراته و لم أنتظر حتى النتيجة. عدت إلى حلفا الجديدة ، عدت إلى حميمية أهلها الذين تحس و كأنهم لا زالوا ضيوفاً على أرض البطانة.
    و من ( حلفا الجديدة ) إلى عتامير نجد بلا أي تخطيط مسبق ، هو بلا شك نقلة نوعية تمتد إلى كل مناحي الحياة. بل هي كالصفعة على حين غرة.
    فأنا أبن طينتي متشبثٌ بها أعمق ما يكون التشبث ، تنغرس روحي في أماكن و بلدات لها عبقها حتى و أنا أقبع في ذلك الزمان في ( دنفر كلورادو ) أو محاولاً تعلم التزلج في ( آسبن بكلورادو ) ، أقارن أعمدة ( التليفريك ) التي تنقل المتزلجين و المتزلجات ما بين الجبال التي تكسوها الثلوج ، أقارنها بأعمدة مصنع أسمنت أتبرا الواقع على طريق ( أتبرا و الدامر ) التي تنقل صخور الجرانيت من الضفة الغربية إلى المصنع بنفس مبكانيكية ( التليفريك ).. و شتان بين المنقولين هنا و هناك.
    الغربة في الخليج تعطيك نوعاً من الركون إلى اتخاذ قرار بالعودة في أي وقت تشاء ، و أرتال المقيمين بها يعطونك نوعاً من إلفة رغم القلق البادي على الوجوه من انفصام داخلي سببه تغيير أنماط الحياة و التقيد بقوانين لم يألفوها ، و الساعة البايولوجية تعمل باستمرار وِفْقاً لما كانت عليه في ( حي أمبكول ) بأتبرا أو في ( بري اللاماب ) بالخرطوم ، بنفس تروسها وعقاربها و روزنامتها المغموسة بتوابل البلد و مياهه.
    و لكن في الغرب الأقصى ، يتملكك إحساس بانسلاخ غريب فتنتابك حالة من تقريب الرؤى قسراً بين حشود الاندهاش اليومي و في كل لحظة ، و تكون في حالة مقارنة كل شيء بكل شيء هناك في مراتع البلد.
    ثم جاءت المرحلة الأخرى من الهجرة .. إلى أوروبا الغربية بمدنها الساحرة ( باريس . لندن . فيينا . جنيف. مدريد. البندقية. أثينا. روما ، لوس أنجلوس .. آخن . ) ..
    فكان الانبهار بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ..
    و تلاشت رويدا رويدا مرارة الاغتراب .. و بقيتْ فقط أجراس الحنين تقرع في الذاكرة ..
    و استمرأت السفر ، و التنقل من فندق إلى آخر .. أتحقق من دروس الجغرافيا و التاريخ التي تسكن قاع ذاكرتي ..
    أذكر عندما وقفت لأول مرة في ( البيكاديللي ) أحدق في متحدث يتجمع حوله خليط من البشر من كل أركان المعمورة ، تذكرتُ أستاذي ( كمبلاوي ) عندما كان يقول لزميلنا الذي كان يكره حصة الإنجليزي كراهة الموت :
    يا حسين إنت حقو يودوك البيكاديللي ، غصبا عنك كنت حتجينا لاوي لسانك.
    كنا نظن أن البيكاديللي مدرسة صارمة لتعليم اللغة الإنجليزية.
    وقفت متسمرا أمام الشقراوات و العيون الزرقاء. أقارن هذه بمارلين مونرو و تلك بصوفيا لورين.
    أعود كل شتاء إلى السودان .. أطفئ عطش الشوق و أنا أتحرق للعودة لكى أنهل المزيد من ذلك الترف الحضاري. أدمنت مكتبات لندن و مقاهي الشانزليزيه و بحيرة جنيف و أحببت الاتكاء على الجندول في البندقية و ارتبطت بعُري المودة مع شواطيء Costa Del Sol في ماربيا على شواطئ الأندلس الإسبانية.
                  

العنوان الكاتب Date
من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغتراب ابو جهينة10-16-16, 02:26 PM
  Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� ابو جهينة10-16-16, 02:28 PM
    Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� ابو جهينة10-16-16, 02:29 PM
      Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� ابو جهينة10-16-16, 02:30 PM
        Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� ابو جهينة10-16-16, 02:35 PM
          Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� ابو جهينة10-16-16, 02:36 PM
            Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� ابو جهينة10-16-16, 02:37 PM
    Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� Basamat Alsheikh10-16-16, 02:37 PM
    Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� Basamat Alsheikh10-16-16, 02:38 PM
      Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� ابو جهينة10-16-16, 02:42 PM
        Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� ابو جهينة10-16-16, 02:42 PM
          Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� الهادي الشغيل10-16-16, 03:10 PM
            Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� حيدر حسن ميرغني10-16-16, 03:45 PM
              Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� Basamat Alsheikh10-16-16, 06:01 PM
              Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� ابو جهينة10-17-16, 01:58 PM
            Re: من عطبرة وإليها : نواقيس تدق في عالم الإغت� ابو جهينة10-17-16, 02:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de