|
Re: الغام والغام (Re: ابراهيم عبد الوهاب)
|
هبه الشديدة كانت هبه قنبلة تسير على رجلين ، لا فهي عبارة عن فرسه ، لا هي عبارة عن فرطاقة ، (شديدة) كما كان يحلو على شباب الحي بوصفها لها ، بها كل مقومات الجمال ، من قسمات وطول وجسم ، لدرجة كانت تجعل عم صبحي السبعيني يترنح كلما اتت مسرعة امامه ، وكان الشباب من العاطلين يسحبون انفسهم من تحت اغطيتهم في الصباح الباكر سحبا وجرجرة ارجلهم لالقاء نظره واحد لهبه وهي ذاهبة للجامعة ، بل كثيرا ما كانوا يتطوعون لتوصيلها للمحطة او للجامعة ، وكانت هبه تعرف ما لها من امكانيات قاتله ، ولم تكن تستغل هذه الامكانيات لجلب مصالح لها ، كانت تعتبر جميع شباب الحي اخوة لها ، وكانت ايضا زكية بعكس الفتيات في الحي كانت تعرف كيف تكسب الشباب وكيفية صدهم عن (مشاغلتها) وذلك بالقاء السلام عليهم ، كان القاء السلام ينزل عليهم بردا وسلاما ويجعل السنتهم تخرص وتجعل اعينهم تنزل للارض ، ولكن بعد كل هذا كانت مصدر الهام لهم . وفي ذات صباح استقيظ اهل الحي على كتابات على جدران بيوتهم وفيها عبارة (احبك يا هبه ) وعبارة (انا بموت فيكي ياهبه) ، في اغلب جدران بيوت الحي ، لا تذهب الى شارع الا وتجد هذه العبارة تزين الجدران ، وحتى على جدران المدراس في الحي ، غضب اهل الحي ليس على عبارات الحب فقط ولكن لان هذا المهوس قد شوه زينه هذه الجدران ، وغضب الشباب ايضا على هذا المهوس ليس لاتساخ الجدران ولكن لتجراء هذا المهوس وكتابته لهذه العبارات التى تحمل لوعات الحب ، فقرروا عمل كمين لهذا الشخص وتلقينه دراسا وكذلك لان كل شاب في قرارة نفسه كان يريد الظفر بها ، وكلهم كانوا لا يتجرون على مصارحة هبه خوفا وخجلا بمكنونات انفسهم . واختفت هذه العبارة لمدة من الزمن وكف المهوس على الكتابة ويئس الشباب من المراقبة وقرروا رفع الكمين ، وفي ليلة حالكة الظلام ظهر شاب في الظلام وبداء في الكتابة على الجدران (احبك يا هبه ) وفجاة ظهر الشباب بالحي وتم القاء القبض عليه وعند النظر الى وجه الشاب اكتشفوا بان الشاب هو انا . نعم هو انا وكنت مهوسا بها لدرجة جعلتني ان ارسم وجها على الجدران وارصفة الطرقات ، لم اجعل جدار واحد والا وان كتبت فيها هذه العبارات ، استحلفتهم بالله الا يخبروا احداً بانني الفاعل وخاصة هبه هبه الان في السويد زوجة لطبيب مرموق ولها ما لها من الاطفال ، ومازالت في نفس جمالها الاخاذ وكلما تاتي الى السودان في الاجازات وعندما التقى بها تاتيني الرغبة في اكتب على الجدران (احبك يا هبه)
|
|
|
|
|
|
|
|
|