|
Re: المصريون «طبقيون».. و«يموتوا فى الفشخرة: ه (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
هل المصريون أصبحوا أكثر إسرافاً من ذى قبل؟ وهل نحن أكثر إسرافاً من شعوب أخرى؟ - - الإسراف ليس جديداً على المصريين، لكنه فيما مضى كان مقصوراً على الشرائح العليا فقط، قبل ثورة 1952مثلاً كان الإسراف مقصوراً على طبقة البرجوازية الضيقة التى لم تتجاوز 4%، وربما كان الخديو إسماعيل هو أشهر مسرف فى تاريخنا الحديث، أما الاستهلاك فى السنوات الأخيرة فلم يعد مقصوراً على طبقة بعينها بل صار نمطاً واتجاهاً عامّاً عند كل الطبقات، فمن لديه القدرة ينفق بسفه ومن ليست لديه القدرة يظل يحلم طوال
الوقت بالرغبة فى الإنفاق، وتمحورت أحلام الناس حول الثراء، وليس من قبيل الصدفة أن كثيراً من الناس يفضلون قضاء أوقاتهم داخل مراكز التسوق إما ليشتروا أو ليتفرجوا على الفتارين ويحلمون! والتركيز الكثيف على حلم الثراء جعل الناس يحترمون أى ثرى حتى إذا كان لِصاً! *. هل المصريون شعب طبقى؟ -المصريون طبقيون جداً، فهناك تقسيم هرمى للناس، وكل شخص يحاول تصنيف نفسه بالقياس إلى الآخرين: هل هو أعلى أم أدنى منهم. وهناك طريقة مختلفة لمعاملة الأعلى والأدنى، لاحظ أن «الضباط الأحرار» حرصوا بعد نجاح ثورة 1952 على الزواج من بنات الطبقة البرجوازية، فأحد أبناء عبدالناصر مثلاً تزوج من فتاة بدراوية (نسبة إلى أسرة بدراوى الأرستقراطية) وناسب السادات عائلة «مرعى»، وهذا يعنى إعجاباً من الطبقة الحاكمة الجديدة بالبرجوازية القديمة، ويعنى أيضاً أن البرجوازية كانت انتهازية تسعى لتأمين مصالحها فى ظل ظروف متغيرة. *. لماذا لم تظهر عندنا تيارات وجماعات تحتج على ثقافة الاستهلاك المفرط كما حدث فى الغرب؟ - لأننا نحب «الفشخرة» وتطلعاتنا هرمية، فالريفى يقلد سكان المدن، والطبقة المتوسطة تقلد الطبقة البرجوازية. هذا الهوس أسميه أحياناً «العبط الطبقى»، فنحن الدولة الوحيدة التى شيدت فى الثلاثين سنة الماضية حوالى 22 مدينة جديدة بدون بنية تحتية تخدمها: أحياء للأثرياء فى أطراف القاهرة دون أن نعبِّد لها طرقاً ونوفر لها خطوط مواصلات اعتقاداً منهم أن المواصلات مطلب للطبقات الدنيا وليست لهم، لكن لم يسألوا أنفسهم كيف سيصل الخدم إليهم، ولم يسألوا أنفسهم أن إهمال الطرق له ضحايا بالآلاف، وهذا يعنى أن «العبط الطبقى» أعماهم عن مصالحهم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|