|
Re: من أضابير الارشيف .. اخترنا لكم ... (Re: Haytham Ghaly)
|
المداخلة القادمة للزميل بناديها عساه بخير وهي كما يعلق البعض هنا على المداخلات المميزة (شحمانة)
سلام كوفي وكبر
ستنا أبنوسة..نحنا بقينا ناس صباح في البورد وعشان كدا بقينا مقصرين في المتابعة لكثير من البوستات والمداخلات "المغذية" للمعرفة..المقطتف كان مداخلة لي في بوست أنزلته مهيرة تقترح فيه علينا -كمثقفين يجب أن يقوموا بدورهم في التصدي لممارسات الحكم المتسلط - أن نرسل إيميلات إلى البيت الأبيض لحثه على الضغط على الحكومة السودانية وإدانتها على إنتهاكها للحرم الجامعي وإعتدائها على الدكاترة والطلاب
إن الفكرة المحورية لهذا البوست القيم هي أن الديمقراطية وبالتحديد الديمقراطية الليبرالية (بإختصار الديمقراطية تعني ضمان حق المواطنين كافة في الإنتخاب وتكوين التنظيمات السياسية وإختيار نظام الحكم عن طريق الإقتراع السري في إنتخابات دورية متعددة الأحزاب والليبرالية تعني سيادة القانون والحرية في التعبير والرأي والفكر والإبداع) أصبحت مطلبا لا خلاف عليه وسط السودانين الذين أصطلوا بنيران الديكتاتورية والحكم العسكري أكثر من همبريب الديمقراطية
وبينما تبصم ستنا أبنوسة بالعشرة على الديمقراطية الليبرالية كنظام سياسي هو حاليا أحسن نظام توصل إليه البشر وذلك على ذمة فرانسيس فوكوياما وإعتماد عمنا الصادق المهدي إلا أنها تأتي لتعلن بوضوح وبلسان حال ملايين من شبابنا أن الأدوات المتوفرة لممارسة هذه الديمقراطية الليبرالية معطوبة وحالتها لا تسر لأنها (عبارة عن تنظيمات أما طائفية وأما عقائدية وأما قبلية وأما جهوية وأما حركية) تفتقد في حد ذاتها الديمقراطية، والكلام بين القوسين من عندي أنا، تقول أبنوسة ما يلي
ولكن أعتقد أن - وما أعتقده صواب يحتمل الخطأ - العيب في الأحزاب السودانية التي لم تستطع أن تطرح برامج وأفكار تستطيع أن تستقطب هذا المواطن السوداني المهموم بوطنه ولا أعني الشريحة المثقفة فقط، فالعلة يا أصدقائي في الأحزاب التي ظلت صفوية لا تتجاوز عضويتها المسجلة آلاف الأشخاص، وتكتفي بحالة التعاطف التي غالبا ما تكون مرهونة بمصلحة فئوية أو جهوية أو حتى خاصة، فأخي بناديها وجميع الأخوة أعضاء البورد فأنا كمواطنة سودانية ما زلت وحتى هذه اللحظة أبحث عن حزب ديمقراطي وأكرر ديمقراطي يمارس الديمقراطية داخل هياكله يطرح برنامج إنتخابي يحقق أحلام المواطن المقهور، وساعتها سأعلن إنتمائي لهذا الحزب
وفي كل مناقشاتي ومكاتباتي المتبادلة مع الكثير من الشباب وجدت لسان حالهم هو لسان أبنوسة حتى كدت يأسا أن أسلم بأن حالة العزوف الجماعي عن الإنتماء السياسي والإنضواء لحزب من الأحزاب القائمة تمثل إرادة عامة لولا أن هناك الكثير أيضا من الشباب يرفضون ذلك على أساس أن حالة العزوف هذه حالة مصنوعة وأمر حيك بليل ونجح مدبروه في تحقيق مأربهم عن طريق إلهاء الناس بهموم الحياة اليومية وتوسيع التفاوت الأقتصادي وتدجين مؤسسات المجتمع المدني..ولا يفوتني في هذا السياق أن استشهد باحد تجليات خالد عويس العديدة في بوست من بوستاته في هذا البورد التي عزا فيها بتحليل مقنع جدا قيام الإنقاذ بثورة التعليم العالي إلى توفير رافد لقوات الدفاع الشعبي لتحييد عناصر أهم فئة عمرية تمثل الشريحة الأكبر من القوى الفعالة في المجتمع في جميع المجالات..وهو الأمر الذي أشارت إليه "الوثيقة التأسيسة" لحركة حق
إن الجبهة الإسلامية قد خططت بوعي، ونفذت بالفعل، برنامجا متكاملا للحيلولة دون إسقاطها بالوسائل السلمية وحدها وذلك من خلال تصفية النقابات والإتحادات وكافة التنظيمات المهنية والديمقراطية وقمع وتشريد قياداتها، ومن خلال تهميش أجهزة الخدمة العامة ومؤسسات الإنتاج، ومن خلال سعيها المحموم لتحويل المؤسسة العسكرية والقوات النظامية إلى أذرعة أيدلوجية مسلحة لنظامها السياسي، ومن خلال إنشاء أجهزة قمعية جيدة مشبعة بأيدولوجيا العداء للشعب
:وقبل ذلك تورد وثيقة حق ما يلي
إن القوى الإجتماعية التي ظلت تتصدى تاريخيا للأنظمة الدكتاتورية، والتي تبرز في الفترات الحاسمة لتوحد الجماهير وتصعد نضالاتها، وتقودها إلى النصر، وهي التي أصطلح على تسميتها بالقوى الحديثة، قوى مبعثرة، وغير موحدة سياسيا في معظمها، ولذلك سرعان ما تتسرب إنجازاتها من بين أصابعها وتفشل في تحقيق مهام ما بعد التغيير السياسي، ومن ثم تخلو الساحة للقوى التقليدية لتعود وتمارس عجزها وإخفاقاتها من جديد. إن هذه القوى وبكل مكوناتها، تنتبه الآن إلى مسئوليتها الوطنية التاريخية، فتعمد إلى نقاط ضعفها لتعالجها وتتخطاها
ومن الجانب الآخر، فإن عجز القوى التقليدية وإخفاقها، وسياساتها القائمة على الإستعلاء والتجاهل وما صاحبها من أزمات متلاحقة، أدى إلى انفضاض أقسام معتبرة من جماهير المناطق والأقاليم والقوميات المضطهدة عن الأطر السياسية التقليدية وعن الزعامات التاريخة واتجاهها لبناء وتكوين تنظيماتها وفقا لظروف مناطقها وبما يناسب استعداد وقدرات جماهيرها
إن أستشهادي بهاتين الفقرتين من وثيقة حق لا يعني إنتمائي لحق أو الترويج لها ولكن لأني وجدت فيهما ما يعبر لحد ما عن أسباب عزوف السواد الأعظم عن السياسة والإنضواء للتنظيمات القائمة، الأمر الذي يحقق لناس الجبهة هدفهم وهو أن تظل القاعدة الجماهيرية للتنظيمات القائمة المناوئة لها ضيقة ولا تتجاوز حفنة ألوف
لا مناص من القبول بالواقع كما هو يا أبنوسة والعمل على تحسينه من داخله
|
|
|
|
|
|
|
|
|