خطاب النبرة الحادة واستخدام كلمة عنصرية .. الواقع يفرضه فرضاً لن يجد له أحد منكم فكاكاً .. فالعنصرية والكلمات العنصرية هي التي تقف وراء حروب السودان كما النار بالعودين تزكى. .. ولكننا نتوارى عن الحديث عنها رغم أنها جذر مشكلة السودان ...فالكثيرون عنها عمى .. لا يريدون أحداً أن يذكرهم بها ... فالنكران هو الطابع الغالب عند الإجابة عن سؤالها.
لن يتألم الشماليون – إلا من رحم – لأهل غرب السودن أو لأهل جنوب السودان أو شرقه... إلا من رحم.. فهم السادة وغيرهم عبيد.. حتى وإن كانوا مسلمين مثلهم .. والإسلام يسوي بين بني البشر بغض النظر عن القبيلة والعرق ... فما ضرهم إن تمت إبادتهم جميعاً؟!
فقاعدة العنصرية والاستعلاء العرقي هي القاعدة التي ظلت تحكم السودان منذ أول يوم بعد خروج الإنجليز من السودان واستخلاف الشماليين في عرش السلطة وكنز الثروة انطلاقاً من الخرطوم.. فكان للشماليين القدح المعلى في السلطة والثروة وحتى الآن.. وإن تجملوا وتزينوا بآخرين من أطراف السودان الأخرى ..فسيظل الشماليون هم المسيطرون على الحكم والمال ....وسواهم من أهل الغرب والشرق والجنوب ما هم إلا زينة لتجميل وجه السلطة من اتقاد نار الثورات بأشد مما هي عليه اليوم ...هذا واقع يمشي على قدمين في أرض السودان ومنذ سنوات طوال ...ولكن قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ.
الحكومة هي الشماليون .. الشماليون هم الحكومة .. لا حياة لإحدهما من دون الآخر ...بل هو صحيح.. إلا إن كانت عين الرضا عن كل عيب كليلة.
وما أشبه ما يحدث في سوريا الحلبية بما يحدث في دارفور الغرابية ... ذلك أن ما يدعم النظامين هما روسيا والصين وإيران تسليحاً وتدريباً وتوريداً للسلاح والمعدات التي تقتل المسلمين في غرب السودان وفي غير غرب السودان.. والفارق هو (اللون) .. فالأسود يحمل عبء لونه حيثما حلّ وارتحل... ولو أن أهل غرب السودان كانوا بنفس (لون) أهل سوريا لعظمت مصيبة أهل دارفور المسلمين في أعيننا أجمعين...
إننا لم نغادر مربع القبلية قيد أنملة ... فما زالت القبيلة هي التي تحكم وتسيطر وتوزع الثروة وتستولي على الأراضي وتقود الجيش والعسكر وهي التي تقتل وهي التي تغتصب وهي التي تفعل وتفعل ... لم نغادر مربع القبلية أبداً... لمن يمعن النظر بإنصاف... بل إن جذر البلاء وأس الحروب التي تدور اليوم في أرض السودان هي القبلية والعنصرية التي ركلت الإسلام بعيداً كرابط بيننا في السودان ... يمكنه أن يجمع الناس وينظمهم في حبله المتين ... ولكن القبلية صارت دين جديد ... والعرق الآن صار أقوى من الدين..
لن يفوق السودان من حروبه ويتوقف نزيف الدماء إلا بسيطرة عرق واحد على السلطة والثروة .. فإما يستمر الشماليون في هذه السيطرة كما هم الآن .. وهذا من أول المستحيلات ...أو يأتي (عرق) آخر يحمل السلاح الآن ويبذل الدماء والأنفس ليسيطر ... سنة جارية لن تتبدل...
فيا أيها الشماليون: وطنوا أنفسكم على هذه الحقيقة، قبل أن تبحثوا عن وطن آخر تتوطنون فيه... وعندها لن تجدوا وطناً إلا وأنتم فيه من عداد السود العبيد... لأنكم هكذا في كل العالم تُعدون... رغم الوهم الذي فيه تعيشون.. وما أنتم بالإسلام معتزون ومفتخرون.. وعن الافتخار بجنس الطين أنتم تفكرون... وعلى صالح الأعمال أنتم من المتقون ..فمن أبطأ به عمله لن يسرع به نسبه .. وإن كان من ولد فاطمة..[أبي الإسلام لا أب لي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم].. فهل أنتم موقنون؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة