|
|
 Re: الزيارة (Re: عبيد الطيب)
|
أستفذيت ذاكرتي يا ود الطيب
وهاك الحكاية دي
ذكريات مع الديزل
الديزل في السكة حديد أعتقد أنه مصطلح سوداني بحت يطلق على القاطرة التي تجر القطار .. وأعتقد سموه الديزل لأنه أعقب قطار البخار الذي يسير بالفحم الحجري ...
من حسن حظنا أنه جدنا لأمنا خوجلي حاج علي عليه رحمة الله عمل في السكة حديد سائقا لهذا الديزل .. توفرت لنا فرصة نادرا ما تتوفر لغيرنا .أو أنا بالذات وبرفقة أخي وبن خالتي رافع محمد ابراهيم .. كنا نقضي أجازتنا المدرسية ببيت جدنا بحي العمال بكسلا..
كانت الأيام التي نقضيها بحي العمال ونحضر لها من شرق القاش بمدينتنا كسلا تعد من أمتع الأيام .. أولا لأن حي العمال حي حي بمعنى الكلمة .. فيه الأنشطة الرياضية والثقافية و الملاعب وأندية كبيرة مثل مريخ كسلا والهدف .. فضلا عن أنه مجاورا للسواقي الجنوبية ومحطة السكة حديد ..لذلك هو أجمل مكان يمكن أن تقضي به إجازة إذا تعذر السفر ,, بل كثيرا ما فضلته أنا على السفر للخرطوم برفقة الأشقاء . هذا إضافة لوجود الجدين والأصدقاء والأنداد من أبناء الحي..
في تلك الأجازة طلبت منا جدتنا عليها الرحمة بمرافقة جدنا خوجلي للمحطة لأنه على سفر .. وحملنا معه متاعه المعتاد .. فرشة ملفوفة وشنطة ملابس وعمود به وجبة الغداء .أما هو فلبس زيه الرسمي المعهود ..الأبرول الأزرق ولف شال من الصوف في رأسه . وسبحته التي لا تكاد تفارق يده ..
وصلنا المحطة ودخلنا معه الورشة حيث ينتظرنا الديزل .. يبدو هو قرر أن يكافئنا أكثر فقال تعالوا .. بعد أن وضع أغراضه في المنامة .. وهي عربة خاصة بالسواقين والعاملين بالسكة حديدة وهي عبارة عن غرفة متحركة بها أسرة واعتقد مطبخ ومزيره .. بعدها أدخلنا معها في هذا الديزل ..
يا للهول ..
تخيلوا أن هذا الديزل الضخم عبارة عن ماكينة عملاقة لا يوجد بها أي فراغ سوى ممر ضيق على الجانبين يسمح بمرور شخص واحد .. وفي الكبينة الأمامية والخلفية مساحة ضيقة تكفي للسائق ومساعده وقوفا ومقعد عالي للسائق .. كادت الدهشة أن تعقد ألستنا .. و جدنا يحمل مفتاحا ونحن نتبعه .. كل مرة يفتح شئ ويبدأ الصوت يتضخم .. أخيرا بعد المرور على الجانبين وقفنا معه في كابينة القيادة وبدأ الديزل يتحرك حتى خرج بنا من الورشة .. بدأ مرة يتحرك للأمام وتارة للخلف .. وكل مرة نحس بصدمة عنيف تهزنا .. ونحن مستمتعين كأننا في مدينة ملاهي .. بعد عدة مناورات أنزلنا من الديزل لنكتشف أن القطار أصبح طويلا جدا .. كل هذه الهزات والمناورات كانت بسبب قطر عربات البضاعة بلونها البني .. وأخيرا أطلقت صافرة الأذن بالمغادرة .. لوح لنا مودعا .. وتحرك بالقطار .. وقفنا برهة نلوح له حتى بدأ حجم القطار يصغر ثم اختفى في الأفق..
قررنا العودة للبيت .
لكن ابن خالتي كان شقيا رفض العودة .
قال : ما نرجع البيت خلينا نلعب شوية هنا .
لسوء الحظ صادفنا أحد أبناء حي السكة حديد أكثر شقاوة منا . نادانا وقال تعالوا نركب في العربات التي تجرها ( الوردية) و الوردية هي قاطرات البخار التي حل محلها الديزل .فأصبحت وظيفتها داخل المحطات فقط .. تعيد ترتيب العربات وقطرها مع بعض وتجهيزها للسفر أي عربات الركاب .. وفعلا كل ما قطرت الوردية عربة ما جرى الشقي ودخل فيها وتبعناه نحن ..
نحن لا ندري أن هنالك عيون كانت تراقبنا ..
بوليس السكة حديد وما أدراك ما بوليس السكة حديد .
السكة حديد كانت دولة قائمة بذاتها لها شرطة خاصة لا أدري أن كانت تتبع لوزارة الداخلية ام لأدارة السكة حديد .. لكن أعرف أن مهمتهم وسلطتهم لا تتجاوز قطبان السكة حديد والقطارات والمحطات وبيوتها .
تحرك علينا العساكر وقبضونا ونحن نقف على أبواب أحدى العربات .. أبن السكة حديد لم يروه لأنه دخل واختبأ داخل أحدى قمرات الركاب وقفلها عليه .. لم يروه ولم نراه نحن .
حاولوا يحققوا معنا وبقدر ما ضغطوا علينا ليعرفوا نسبنا لأي عائلة من حي العمال ننتمي .. أصرينا دون أتفاق ألا نأتي باسم جدنا ..لأننا نعلم أي عقاب سنناله اليوم سيكون صفر على الشمال مقابل ما نتوقع أنت نتلقاه من جدنا .. فهو رغم طيبته وحبه لأحفاده لكنه كان صعب المراس .. يمكن لو عرف بهذا الموقف لحرم علينا عبور كبري القاش للأبد .. أخيرا قرر العساكر أن يجلدونا ويطلقوا صراحنا .. أخذنا جلدتنا .. وعدنا للبيت ننتلاوم .. كل واحد يقول للثاني أنت السبب .
- أنا أقول له أنا قلت لك من أول نعود للبيت وأنت مصر على الشقاوة .
- وهو يقول أنا أقول لك أجري أجري أنت العسكري قال لك وقف وقفت طوالي .
- طيب أنت ما جريت مالك .
المهم مضت الأيام وبقت هذه الذكرى محفورة في الرأس ..
رحم الله جدنا خوجلي حاج علي .
ورحم الله السكة حديد.
ورد الله غربة أخونا رافع محمد أبراهيم .
أقول غربته رغم أني مغترب مثله لأنه آخر مرة تفارقنا بمحطة الخرطوم بحري للسكة حديد هو متجها الى الشمال ومنها الى مصر ومنها الى ليبيا عام تسعة وثمانون وأنا توجهت الى جامعة الجزيرة . وحتى الآن لم يرجع للسودان ولم نتقابل بعدها ,,
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| الزيارة | درديري كباشي | 09-19-16, 05:09 PM |
| Re: الزيارة | جلالدونا | 09-19-16, 05:17 PM |
| Re: الزيارة | عمر التاج | 09-19-16, 07:31 PM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-20-16, 06:23 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-20-16, 06:22 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-20-16, 06:24 AM |
| Re: الزيارة | ادريس خليفة علم الهدي | 09-20-16, 07:28 AM |
| Re: الزيارة | جلالدونا | 09-20-16, 07:32 AM |
| Re: الزيارة | علي دفع الله | 09-20-16, 07:43 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-20-16, 08:07 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-20-16, 08:06 AM |
| Re: الزيارة | عمر أبوعاقلة | 09-20-16, 08:14 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-20-16, 09:02 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-20-16, 10:26 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-20-16, 04:47 PM |
| Re: الزيارة | ناذر محمد الخليفة | 09-20-16, 07:51 PM |
 Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-21-16, 05:45 AM |
| Re: الزيارة | ادريس خليفة علم الهدي | 09-21-16, 06:51 AM |
| Re: الزيارة | Shueib Medani | 09-21-16, 08:04 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-21-16, 09:22 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-21-16, 09:34 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-21-16, 02:51 PM |
| Re: الزيارة | عمر التاج | 09-21-16, 09:12 PM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-24-16, 07:19 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-25-16, 03:53 PM |
| Re: الزيارة | Osman Musa | 09-25-16, 07:42 PM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-26-16, 09:23 AM |
| Re: الزيارة | عبيد الطيب | 09-27-16, 09:18 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-27-16, 10:13 AM |
| Re: الزيارة | عبيد الطيب | 09-27-16, 11:02 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-28-16, 10:07 AM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 10-29-16, 02:35 PM |
| Re: الزيارة | محمد فضل ابراهيم | 10-30-16, 04:33 PM |
| Re: الزيارة | درديري كباشي | 09-20-17, 05:56 AM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست