|
Re: السودانيون ... ( يؤثرون على أنفسهم و لو كان (Re: Amjad ibrahim)
|
شكرا دكتور أمجد على الرغم من المشروع الحضاري و اعادة صياغة الإنسان السوداني كما زعموا و الضغوط الرهيبة و الظروف القاسية التي يرزح الناس تحتها وقد نجحوا إلى حد ما في العبث باخلاق الناس خاصة في مسألة اعتياد الفساد و الكذب لكن لازال الجوهر السوداني كما هو يحتاج لقليل من النظافة و ازالة طبقات الصدا الكثيفة التي تغطي معدننا. في ظل قسوة الحياة في السودان لازال الناس يحسّون بالآخر, و يتعاطفون معه وكما تفضَلت يؤثؤون على انفسهم. رغم الفقر و المعاناة الظاهرة في الوجوه تجد الأيادي تمتد للجيوب الخالية تقريبا لتجود بما تجد وقد يكون آخر المتوفر لسائل تبدو عليه الحاجة او امرأة تحمل طفل او غيرها. في نهاية التسعيات كنا نعمل في تركيب مصنع في صناعية السوق المحلي الحالية الزمن داك كانت خلا لا دكان قريب ولا شارع, كنّا نحمل وجباتنا معنا, احد الأيام تأخرنا حتى المساء لسبب ما ونحن طالعين وجدنا الغفير - شيخ من بوادي كردفان - و معه اولاده وهم ليسوا بالقليل يحلفون علينا بتناول الطعام معهم قدر ما اعتذرنا لم يتركونا نعلم أنها وجبتهم الوحيدة تقريبا في اليوم و نحن عصبة أمام الحليفة و البشر و الإصرار لم يكن أمامنا إلاّ أن نجبر خاطرهم فشاركنا في تناول قدح العصيدة الوحيد وسبحان الله كأن حلّت فيه البركة فكفّانا جميعا مجموعتنا و الشيخ الغفير وأولاده, حتى اللحظة لن أنسى نظرة الرضا على وجه الشيخ أن أدى واجبه في اكرام ضيوفه. السودانيين بخير.. فقط نحتاج شوية صنفرة لإزالة آثار النكبة
|
|
|
|
|
|