|
Re: تقديم د. فرانسيس دينق لكتاب جاكوب أكول؛ شأ (Re: طه جعفر)
|
حروب المركزالعروبي الإسلامي المستعلي ضد الجنوبين منذ الإستقلال كانت عبثية و كان بالإمكان تجاوزها و عدم الشروع فيها. لم يحدث ذلك بل حدث العكس تماماً و حدثت خلال الحرب جرائم غير مسبوقة و انتهاكات ضد المدنيين و قتل فوضوي للمدنيين خارج مظلة القانون. طالب الجنوبيون بدرجة من الإستقلال عن الخرطوم المؤدلجة بالتخلف العروبي – الاسلامي مرة بطرح الاتحاد الفيدرالي و مرة بقبول الحكم الذاتي. نعم اختار الجنوبيون طرائق للمطالبة بحقوقهم كان من ضمنها العمل العسكري و خلال تلك الحروب المجرمة نزح الجنوبيون لدول الجوار و نزحوا للشمال أيضاً و عملوا كخدم منزلي و في مهن أخري مخصصة لهم و تعلموا كثيراً عن الإستعلاء و العنجهية الفارغة لساسة المركز المتشابهون جداً في اجندتهم ضد الجنوب فلقد ارادوا جميعاً الحفاظ علي الجنوب كمورد ثابت يمد المركز العربي – اسلامي بموارده الطبيعية و البشرية. المهم انتهت مأساتهم مع الشمال باستفتاء علي الإستقلال صوت فيه الجنوبيون بسبة عالية للاستقلال (9-15 يناير 2011م بسبة تصويت للاستقلال بلغت ال 98%) و هذه النسبة الفضائحية للإستقلال بالانفصال التام عن الشمال في السودان الموحد كان من المرجو أن يتعلم منها الساسة الشماليون شيئاً عن انفسهم و كم هم بغيضون و غير جديرون بأن يكون معهم الجنوبيون بتنوعهم الثقافي و الديني في دولة مواطنة واحدة بدستور علماني. نعم هنالك احلام زلوط في الجانبين بوحدة جديدة علي اسس جديدة و لكن قبل أن يشرع أصحاب النوايا الطيبة من الشماليين البسطاء في احلام اليقظة الصبيانية هذه عليهم مراجعة سجلات الجرائم و الانتهاكات و الفظائع التي ارتكبت باسمهم و بأموالهم تلك الانتهاكات التي نفذها جيش المركز النظامي و المليشيات العربية المساندة له و بالمناسبة لقد كان هنالك دور كبير لمليشيات قبلية من كردفان و ربما دارفور منذ بداية حروب جيش المركز السوداني ضد الجنوب و أهله و الموثق جداً في عام 1988م و ربما قبله مراجعة هذه السجلات المخزية من الجرائم ستزود الشماليين في السلطة و خارجها و عموم المواطنيين في الشمال ستسهم بفعالية في انجاز مصالحة مع النفس و اعتراف بالفظائع و الانتهاكات و الإعتذار عنها و تعويض من تضرروا خلالها. يتكرر المسلسل العدواني البليد الذي انجزه جيش المركز و المليشيات التابعة له في الجنوب الآن في دارفور، جبال النوبا و جنوب النيل الأزرق. فهل سيمشي أهلنا الدارفوريون و في جبال النوبا و جنوب النيل الازرق نفس الدرب الذي مشاه جاكوب اكول بمعناه الكبير هل سيغادروا استعلاء المركز و عنجهيته الجوفاء المستندة علي عروبة مشكوك في أمرها غير اللغة و اسلام غريب حتي علي تراب الوطن؟ عندما تقرأ عن عذاب الجنوبيين بأقلامهم لا يصيبك أكثر من الغيثان و القرف من فكرة أنك شمالي مستعرب و غافل و ربما غريب الأطوار. سيأتي زمان و نقرأ فيه من اخواننا النوبا في الجبال و اهلنا قبائل الزرقة!! مع الإعتذار، لأننا جميعاً زرقة و و ليس في دارفور و كردفان ابيض واحد و الزرقة كما تعلمون تعني القبائل غير العربية في دارفور و هم كما تعلمون أيضاً بالفوت عبر قعور آذانكم الضحايا الأساسيون لحروب المركز الأخواني المسلم في دارفور و أهلنا في جنوب النيل الأزرق من القوميات غير العربية، سنقرأ و نعرف و نتعلم عن قبحنا كشماليين ساسة في الحكم و غيره و كمواطنين منشغلين بالعيدين، السمايات، رمضان و المجاملات المملة الأخري و مستمعين لاغنيات علي شاكلة "دخلوها و صقيرا حام" و نحتفظفي بيوتنا بخدم منزلي مختلف العرق عنّا. المهم الفضيحة كبيرة و الخزي مضاعف و اليأس من جانبي ممدود كحبال طويلة بشكل ممل . لو كنت من قوميات دارفور الأصيلة في افريقيتها و غير العربية او من جبال النوبا او غير عربي من جنوب النيل الأزرق لكنت داعيا لتقرير المصير عبر الإستفتاء الذي يشرف علي اتمامه المراقبون الدوليون من الغرب و ليس من افريقيا او من الدول العربية و كنت سأختار الإستقلال. كم هو مخزٍتاريخ بلدنا يا شباب و كم هو مجرم و فضائحي.
|
|
|
|
|
|