تحياتي أسامة الخواض والمتداخلين، حاولت أن أستمع لهذه المحاضرة فلم أستطع مواصلة الاستماع إلا لدقائق معدودة وذلك بسبب البطء الشديد، أظن أن التكنولوجيا متوفرة لتجعلها تسير بسرعة الحديث العادي وربما كانت هناك نسخة أخرى منها بسرعة طبيعية فإن كان الأمر كذلك فأتمنى أن ممن يجدها أن يضيفها لهذا البوست.
من ناحية أخرى فإن محاولة مناقشة مواضيع تتعلق بالفيزياء المتقدمة بلغة كاللغة العربية التي يصعب جدا استحداث كلمات جديدة فيها، في حين أن التقدم العلمي والتكنولوجي يتطلب صياغة عدد لايحصى من الكلمات الجديدة التي لها جذور تساعد في تذكر معناها لتواكب نمو المعرفة البشرية، ستكون عسيرة جدا، أشفق على من لايتكلمون سوى العربية فرغم أنهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين فهم يعيشونه بعقلية القرون والوسطى وتصوراتها التي تفرضها تلك اللغة. إن عقولهم ستكون أشبه بجهاز كمبيوتر ببرنامج تشغيل قديم جدا!
ما فهمته سابقا من هوكينغ قوله بأنه مادام قانون الجاذبية موجود فلاحاجة لوجود خالق وأنه بوجود قوانين الفيزياء سينخلق ـ إن صحت الكلمة ـ الكون تلقائيا، أما من أين أتت قوانين الفيزياء وثوابتها لتجعل كوننا قابلا للاستمرار ونشوء الحياة الذكية فهو يعزي ذلك للصدفة المحضة ولكي يكون هناك بعد إحصائي لذلك فهو يفسرها بوجود عدد لايحصى من الأكوان الأخرىحسبما تقول نظرية الأوتار الفائقة في كل منها طقم مختلف من قوانين الفيزياء.
في كتاب التصميم الكبير يتحسر هوكينغ على عدم قدرة الفلسفة على اللحاق بالفيزياء مما يدفع الفيزيائيين أن يقوموا بدور الفلاسفة، وأظن أنه هو شخصيا فشل في هذا الدور، فهل حل كلامه هذا معضلة الوجود؟ لا أظن ذلك فوجود عدد لانهائي من الأكوان ذات قوانين الفيزياء المختلفة يعني أيضا وجود رابط مشترك بينها هو العقل والرياضيات التي تسير الفيزياء بقوانينها وبذلك يرجع الموضوع لمعضلة البيضة والدجاجة المضحكة!
كما يقول آرثر كوستلر في كتابه الشهير Roots of Coincidence فإن تصورات المادة في التي بنيت عليها الفلسفات المادية القديمة أصبحت بالية في مقابل الحقائق التي أفرزتها الفيزياء الحديثة كالجسيمات ذات الكتلة السالبة وذات الكتلة الخيالية complex numbers ثم اكتشف عقب صدور ذلك الكتاب : جسيمات افتراضية virtual . نحن الآن نعيش في حقبة ألعاب الفيديو والحقيقة الافتراضية وذلك يقود لتصورات لم تكن تخطر على بال السابقين، وهي أن أصل العالم هو المعلومات informations وأن كوننا أشبه ببرنامج كمبيوتر وأدى ذلك لظهور فرع من الفيزياء الكونية هو الـ Digital Physics.
أبدأ يومي بتصفح آخر الأخبار العلمية، وقد دهشت حين قرأت من ضمنها قولا منسوبا لفيزيائي يزعم البعض أنه أذكى الفيزيائيين بأن الفيزياء لن تحل أبدا مشكلة الوعي، وأن العلم سيتقدم لمعرفة أدق تفاصيل المخ وعمله لكنه لن يتوصل أبدا لكيفية وجود الوعي فيه. هل للوعي ارتباط بالفيزياء: نعم فقد أثبتت ذلك فيزياء الكم. هناك تجربة علمية مثيرة لايمكن لمن يتمعن فيها ألا أن يعترف بأنه أمام ظاهرة خارقة وهي بكل بساطة تجربة مرور الفوتون عبر حاجز فيه فتحتان، فنتيجة تلك التجربة تعتمد على مايقرره الشخص الذي يقوم بالتجربة، اسمح لي أن أقدم لك عالم الفيزياء النووية توم كامبل، صاحب نظرية أصبع القدم الكبير: وكلمة أصبع القدم الكبير TOE هي اختصار لنظرية كل شيء Theory Of Everything التي يحلم الفيزيائيين بالوصول اليها. في هذا الفيديو يشرح تجربة الفوتون والثقبين ولديه صفحة على اليوتيوب تحوي بقية فيديوهاته، أما ما هو المميز في توم كامبل فهو أنه كان أحد العلماء الذين استقدمهم معهد مونرو الذي أسسه المحامي الأمريكي الشهير لدراسة ظاهرة الإسقاط النجمي حيث أثبت له مونرو وجود الظاهرة عندما أدخله في خزان مغلق وزميل آخر في خزان آخر وطلب منهما أن يزورا عقليا مكان معين ويصفان ما يشاهدانه وعند خروجه أسمعه مباشرة تسجيل ما قاله زميله الآخر فكان رؤاهما متطابقة!
لكامبل صفحة عامرة بالفيديوهات المثيرة للاهتمام في اليوتيوب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة