|
Re: سلطة الأسود (Re: درديري كباشي)
|
حكايات فنيلة : أولا ننوه الى أن الفنيلة بطلة القصة هذه ليست لها علاقة بفنيلة ميسي أو برشلونة ولا من أي ناحية .. إلا من باب الشي بالشي يذكر. هي الفنلة موضع النقاش التي ارتيدها في صورة الذكريات مع الزملاء والتي أتهمت زورا وبهتانا بأنها صديري .. والسبب شكلها المميز وهي كما ترون في الصورة جانبها الأمامي أسود وباقي جسمها رمادي فاتح يميل للأبيض . وهذه الفنلة عريقة وعتيقة وأن شئت قل ( عبيطة ) فهي زاملتني فترة طويلة جدا من حياتي . أشتريتها وأنا برلوم قبل أن نذهب للجامعة .. وبنصيحة من بعض الأصحاب حيث أنه طالما سأذهب للدراسة بجامعة الجزيرة لا بد من الاستعداد للبرد . قضت معي الجامعة كلها حتى تخرجت .. ثم اشتغلت وتزوجت (أنا مش هي ) وأنجبت وأغتربت .. وهي لم تفارقني إلا في الرياض قبيل سنوات قليلة .. وفي ظرف سأحكيه .... بدأت الحكاية بأن بلدتنا كسلا كما هو معروف أنها معتدلة في مناخها كما هي معتدلة في كل شئ خلافه .. وصدق من قال إن الإنسان ابن بيئته فكل أهل كسلا ابنائها خلقهم من مناخها .. لا قبلية ولا عنصرية ولا عصبية في الرياضة أو في غيرها . تجد في مناسبة واحدة ربابة الهدندوة ونقارة البني عامر وطمبور الشايقية وشتم الجعليين وكيتة الهوسا .. وكله يرقص ويغني مع كله . وفي المناخ لها جبال تدفيها شتاء ..كما لها سواقي تلطف الجو صيفا .. ولها أبن مدلل وعاق يخربها بمزاجه يسمى القاش ..وأقول مدلل لأني شاهدت بعيني رأسي أهل كسلا ينكتون ويضحكون لحظة فيضان القاش وهو يدمر منازلهم كأنه يزقزقهم . لو عندك طفل مدلل وعبيط يخربشك ويمعط شعرك والناس من حولك يقتلهم الغيظ ( والله دا كان ولدي أرشو كف لامن يعرف حاجة .. تربية شنو دي ياخ ) هذا هو القاش لناس كسلا . نرجع لموضوع الفنلة . أصبحت في حيرة من أين لي بملابس برد .. في تلك الفترة لم يكن هنالك محل مخصص في كل المدينة .. يبيع ملابس برد .لأنه . لا أحد يحتاجها . أخيرا توصية من أحد الأصدقاء ( روح سوق هيكوتة فيه محلات تجيب بضاعة من جوة ) و جوة هذه كلمة تعلمناها من اللاجئين الأرتريين ) فهي تشير الى مدن أرتريا بدءا من تسني وقرمايكا وأغورداد وكرن وعصب و مصوع ثم أسمرا . وأريتريا كانت تأتيها البضائع من ايطاليا مباشرة ( أوعى واحد يفهمني غلط ويقول اللفة دي كلها عشان أقول فنيليتي كانت ايطالية .. رغم أنها تهمة لا انكرها وشرف لا أدعيه كما يقول السياسيون ) وجدتها هناك في سوق هيكوتة وتعلقنا ببعض من أول نظرة . فهي تشبه طائر البطريق الذي يمكن أن يعجبك دون أن تحبه .. وشريتها .. وأصبحت من ضمن مقتنياتي للالتحاق بالجامعة .. ومن ديك وعيك .واللصقة اللايوم الليلة أو قبله بقليل . ما برق برق في سماء الجزيرة أو أرعد رعد الا تسللت هي من بين ركام الملابس وأرتدتني ..أذكر في آخر أيامنا في الجامعة في السنة الخامسة نزل برد فلبستها وخرجت للكافتريا .. زميلنا آدم عبد السلام الله يطراه بالخير علق تعليق لازال يضحكني إذ قال ( درديري وفنلته العريقة ) تخيلوا بعد هذا التعليق زاملتني عشر سنوات أخرى .. مليئة بالحكايات والمواقف . ومن مواقفها الطريفة بعد التخرج اشتغلت في المنطقة الصناعية كسلا بمطبعة كباشي .. كما هي العادة كنا نجلس أمام المطبعة نشرب القهوة قبل بدأ العمل .. البرد قارص بعد أن تعلمت كسلا شوية برد .. كنت ارتديها .. كما ذكرت شكلها المميز يجعل صورتك تنطبع في ذهن محدثك تلقائيا حتى لو لم يكن مركزا.. مر علي عمنا يوسف .. رجل مكافح نعرفه منذ الصغر . فهو كان يتاجر في الأدوات المكتبية يشتريها من مكتبة كباشي وغيرها من المكتبات .. بعجلته يوزعها على دوواين الحكومة بمكسب بسيط يكف الموظفين عناء الذهاب للسوق .. جلس معي عم يوسف شرب قهوته ركب عجلته وتوكل متوجها ناحية السوق . طرأ لي مشوار للسوق ( كان عندي موتر سوزكي أصلي) وبشارع ظلط الختمية خمسة أوعشرة دقائق وصلت مكتبة كباشي .. وكانت المكتبة زحمة موسم مدارس . سخن الجو خلعت الفنلة ودخلت أساعد العاملين في المبيعات .. بعد قليل وصل عم يوسف .. لاحظت له ينظر الي بأندهاش .. وقف قال يا درديري أنا مش خليتك في المطبعة قبل شوية ( لايعرف حكاية الموتر فضلا عن أنا خلعت الفنلة ) عرفت أن الأمر أشكل عليه فقررت أن أعمل فيه خدعة بريئة والى أي مدى يمكن أن تسري فيه . قلت له : شنو يا عم يوسف أنت قايلني درديري ولا شنو ؟ قال : هو أنتو تيمان ؟. جات منه هو قلت : مع أنه ما في أي شبه بينا ( شككته في نظره ) مش عارف الناس بيتخلبطوا بينا كيف .. مش درديري لا بس فنيلة أسود بأبيض صاح ؟. قال : أيوة صاح - وطيب ؟ قال : لكن شبه ما معقول .. قلت : على كل حال درديري جايي وراي متفقين نتلاقى هنا في المكتبة ..أنتظره عشان تتأكد بنفسك . وفعلا جر عم يوسف كرسي وجلس في الصالة أمام المكتبة بعيدا عن مجموعة الحضور من أصحاب الوالد من أطباء وغيرهم . كل مرة ألمحه بطرف عيني لازال ينظر الي بشك منتظرا أي أحد يناديني باسمي لكن لسوء حظه في ذلك اليوم لم يكن أي من الزبائن يعرفني شخصيا ..كما أن الوالد وصحبه كانوا مشغولين عنا . .ولا زال عم يوسف ينتظرني . أيها الراحل في الليل وحيدا ضائعا منفردا امس زارتني بواكير الخريف غسلتني بالثلوج وباشراق المروج ايها الراحل في الليل وحيدا ضائعا منفردا حين زارتني بواكير الخريف كان صيفي جامدا وجبيني باردا وسكوتي رابضا خلف البيوت الخشبيه مخفيا حيرته في الشجر وغروب الانهر وانحسار البصر لوحت لي ساعة حين انصرفنا ثم عادت لي بواكير الخريف حين عادت وثب الريح علي اشرعتي المنفعله سطعت شمس الفراديس علي اروقتي المنعزله ومضت تحضنني الشمس النديه التي ماحضنتني في الزمان الاول في الزمان الغائب المرتحل ايها الراحل في الليل وحيدا ضائعا منفردا انتظرني فانا ارحل في الليل وحيدا موغلا منفردا في الدهاليز القصيات انتظرني في العتامير وفي البحر انتظرني انتظرني في حفيف الاجنحه وسماوات الطيور النازحه حين تنهد المدارات وتسود سماء البارحه انتظرني انتظرني رحم الله الراحل عبد الرحمن أبو ذكري ومصطفى سيد أحمد . لا زال عم يوسف ينتظرني . كل مرة يرفع يده ينظر للساعة قلقا متوترا وينظر ناحية الشارع الذي يفترض أن أطل منه.. صراحة أشفقت عليه . دخلت داخل المكتب أحضرت الفنلة وذهبت ناحيته قلت .. يا عم يوسف معليش ضيعنا يومك أنا هو درديري . وها هي فنلتي .. - لا حول ولا قوة الا بالله والله صدقتك .. ياخ أنت مصيبة .. بدأ يضحك وأعتذرت له .كما أعتذر لكم الآن عن الإطالة . آخر أيامها أي طيبة الذكر الفنلة في الرياض في فصل بارد استخرجتها مرة اخرى لأقاوم بها برد الرياض للاسف .ز وجدتها تسلطت عليها الصراصير وأبو الجندب وأحدثوا بها ثقوبا وشوهوها .. وبذا قررت أن تترجل . تاركة خلفها هذا الكم من الذكريات . يا حليلة ,.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-02-16, 05:56 PM |
Re: سلطة الأسود | عبدالعزيز الفاضلابى | 08-02-16, 06:24 PM |
Re: سلطة الأسود | الصادق عبدالله الحسن | 08-02-16, 07:23 PM |
Re: سلطة الأسود | Abu Baker Ahmed Abdel Rahman | 08-02-16, 07:49 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-03-16, 06:11 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-03-16, 06:02 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-03-16, 05:55 AM |
Re: سلطة الأسود | عبدالحفيظ ابوسن | 08-03-16, 06:14 AM |
Re: سلطة الأسود | محمد على طه الملك | 08-03-16, 08:22 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-04-16, 06:28 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-04-16, 06:25 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-04-16, 10:01 AM |
Re: سلطة الأسود | محمد على طه الملك | 08-04-16, 02:17 PM |
Re: سلطة الأسود | Abu Baker Ahmed Abdel Rahman | 08-04-16, 03:25 PM |
Re: سلطة الأسود | Ahmed Yassin | 08-04-16, 03:47 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-04-16, 05:38 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-04-16, 05:37 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-04-16, 04:28 PM |
Re: سلطة الأسود | محمد على طه الملك | 08-05-16, 00:30 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-06-16, 06:14 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-06-16, 07:30 AM |
Re: سلطة الأسود | محمد على طه الملك | 08-08-16, 00:52 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-08-16, 06:22 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-09-16, 06:36 AM |
Re: سلطة الأسود | بابكر قدور | 08-09-16, 08:43 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-10-16, 06:19 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-10-16, 06:21 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-13-16, 09:27 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-15-16, 09:46 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-15-16, 04:44 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-22-16, 09:30 AM |
Re: سلطة الأسود | Artiga Gilani | 08-22-16, 10:25 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-25-16, 04:44 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-25-16, 04:54 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 08-27-16, 05:22 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 09-01-16, 04:37 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 09-01-16, 05:03 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 09-07-16, 04:12 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 09-17-16, 09:16 AM |
Re: سلطة الأسود | عمر عثمان عبد الوهاب | 09-20-16, 02:00 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 09-20-16, 03:28 PM |
Re: سلطة الأسود | عمر عثمان عبد الوهاب | 09-21-16, 07:04 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 09-21-16, 07:22 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 09-26-16, 08:14 AM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 09-29-16, 02:37 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 10-09-16, 03:38 PM |
Re: سلطة الأسود | درديري كباشي | 10-11-16, 06:29 AM |
Re: سلطة الأسود | Amir Ali | 10-11-16, 08:05 AM |
|
|
|