وهي نفس المذيعة (ريهام سعيد) التي عادت وشرّفتنا لاحقاً بزيارتها لأم درمان في العام 2009 واُجلست في ضيافة حكومتنا في المقصورة الرئيسية حيث أن حظها السعيد شاء أن تكون ضمن الوفد المميّز المُـنتقى بعناية بقيادة (علاء وجمال مبارك) وغيرهم من صفوة المجتمع المصري وزُبدة زبدته، ممن كانت لا تزال دماء السودانيين تقطر من أياديهم لكنهم جاءوا (وفي بطنهم بطيخة صيفي) من ميدان مصطفى إلى ميدان المعركة الفاصلة مع منتخب الجزائر.. وكلهم ثقة أن الجمهور السوداني سوف يهب عن بكرة أبيه دفاعاً وتشجيعاً للمنتخب المصري برغم ما فعله نظامهم بالسودانيين في مصطفى محمود.
جاء الجميع: من حرضوا، ومن أصدروا قرار فض الميدان بالقوة، ومن قتلوا الإبرياء السودانيين في ميدان مصطفى محمود، واقتحموا في ظل حكومة سودانية ضعيفة ومعارضة أكثر ضعفا ..
لم يسأل أحد عن تلك الدماء التي تفرّقت بين القبائل خصوصاً وقد رُفعت الأقلام وجفت الصحف قبل أن تجف دماء الضحايا، وطُوي وأغلق ملف أولئك الذين لا بواكي عليهم، واُجلس علاء وجمال مبارك معززين مكرمين بلا حساب ولا عقاب ولا حتى كلمة عتاب.. لا من حكومة المتدينين المتورطة هي نفسها في الجريمة، ولا من صفوة المعارضين.. ممن كانوا يأملون من نظام الديكتاتور مبارك أن يعينهم في مواجهة دكتاتورهم.
سوف أعود لأكمل لاحقاً .. بعد مرور قطار جادات، وبعد انقشاع غبار دفّارات زهير حمد ... .. .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة