|
Re: الفكرة الأساسية (Re: عليش الريدة)
|
الفكرة الأساسية
الحب ضحية التكاثر..هذه ببساطة هي القاعدة الأشد ألما، من بين جميع القواعد التي ظللت أتعثر طيلة مسيرتي ، على حصيها الناتئة المسنونة..ثم كما يفرض منطق الفيزياء القاهر، ظللت أيضا في كل عثرة جديدة،أتهاوى على أرنبة أنفي، نازفا للمزيد من دماء القبول والاعتراف بهذا العبث المستديم ،الذي نطلق عليه خورا اسم الحياة. وأنا الآن استلقي على فراشي متأملا..لكن اسمحوا لي قبل أن أواصل في سرد قصتي مع هذا العبث المستديم،أن أعلن لكم منذ البداية وبوضوح شديد ودون أي هدنات حيادية، عن عدائي التام لكلمة هي دائما ،في حالة تحالف مخزي مع هذا العبث المستديم،كلمة بالغة الخيانة والخذلان لما مضى، و دونية الطموحات جدا لما سيأتي..وأعني تحديدا كلمة (الآن)..الآن.. الآن.. حركوا ألسنتكم مرارا ،لتشعروا مثلي، بعدم مسئولية هذه الكلمة فاقدة الشخصية.. المشوهة الخديج.. العابرة المرحلية، ابنة السبيل.. ليست الأصيلة والحنون ك (الماضي).. وليست المحفزة والملهمة ك (المستقبل).. ومن يدري ربما تكون مشكلتي الحقيقية هي مع (الآن) وليس مع ذلك العبث المستديم الذي نطلق عليه خورا اسم الحياة. وأنا (الآن) أستلقي على فراشي متأملا في هذا البرميل المحير،الذي يقضي يومه بالكامل، جيئة وذهابا في خدمتي وخدمة مايقارب نصف دستة من الأطفال..وهؤلاء الأطفال في الواقع،هم ساحة حربنا السابقة.. وبرغم كل ماتعارف عليه العالم من اعتبارات ،عن حقوق الطفل وماشاكل ذلك من أوهام التكاثرالتآمرية، إلا أني كنت قد وصلت لقناعة جازمة في بداية الأمر،أيام كانت تلك المعارك الضروس في أوجها، بأن هؤلاء الأطفال هم المذنبون الأوائل في جريمة التطهير العرقي الفظيع ، المرتكبة في حق ذلك العنصر النوراني الخلاب الذي يدعى الحب..والذي سبق أن تواضع وجمعني في مواسم بهية، مع هذا البرميل المحير، والذي بدوره، كان في تلك المواسم ، فراشة من الألق والتيه والجاذبية..إلاّ أني قد قمت لاحقا، ونتيجة لذلك الثقل كاتم الأنفاس ، المعتقد انه ناشئ من عذابات الضمير، وبقية تلك الهلاويس المألوفة،و نتيجة أيضا لبعض المحفزات الضبابية،بالتنازل عن قناعتي تلك ،وتصالحت بدرجة معقولة لحد ما، مع تلك التداعيات التي طرأت وصارت أمرا لايمكن تجاهله. برغم مرور كل تلك السنوات، إلاّ أني لم استطع حتى الآن تحديد كنه ذاك السحر الذي شدني لتلك الفتاة النحيلة، ثم لم يرسلني بعد.. لقد كنت باختصار شديد،في حالة انشدادية تامة ومحكمة،لا انفكاك عنها أبدا..بالضبط مثل أسلاك الكهرباء بين العمودين،أو مثل أقمار زحل من حول زحل،أو مثل الخاطرة في (عقل) المخمور.. لكني بالتأكيد أعرف،أن ذلك السحر أبدا لم يكن من تلك الضروب الهلامية المألوفة ،التي تشد الرجال عادة لسوح النساء،كخرائط الوجوه،وتضاريس الأجساد،وبقية تلك الاختزالات التاريخية المحبطة،التي ظل يبحث عنها الرجل دوما في المرأة التي يود أن يتزوجها.. لا..لا..لقد كانت المسألة أخطر من ذلك وأشد تعقيدا، لكنها كانت في نفس الوقت أكثر تحديدا ودقة..للدرجة التي يمكن أن أقول فيها، أن الأمر كان ،أمر أكون أو لا أكون..حياة أو موت..وجود أو عدم.. وماشابه ذلك من بقية الألفاظ المصيرية الأخرى، التي أراها تجري هذه المواسم،على ألسنة السياسيين بسلاسة تبعث على الاندهاش.. لقد كانت المسألة مثل،مثل،مثل ماذا؟.. مثل أن تتقابل سمكتان بحريتان في منبع أحد الأنهار الدولية.. أومثل نقطة التوازن الذي يبحث عنها بندول الساعة،لكي يحقق سكونه المنعدم.. أو كتلك المواقف الفاصلة التي تتوفر فيها للمعنى فرصة واحدة فقط.. فإما أن تُغتنم أو يحدث الفراغ.
|
|
|
|
|
|
|
|
|