يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السودانية (حجاب النور) من سنار:

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-06-2024, 04:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-28-2016, 09:36 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    تواصل المسترقة حجاب النور أو سعيدة كما تم تسميتها و ذلك على لسان سعد زغلول حفيد عبدالرحمن الكواكبيو الذي اسماه تيمنا بالزعيم المصري سعد زغلول:
    و لم تزد "الدادا سعيدة" على شرحها هذا زيادة أكثر فائدة. حتى إنها كانت تنفي نفياً مطلقاً معرفتها بشيء عن بلادها وعن أهلها الزنوج الذين رحت أحدثها عنهم مما شاهدته في السينما بفلم "طرزان" وفيلم "التاجر هورن"، وتنكر معرفة الأسد والتمساح وسيد قشطة رغم أنها شاهدت صورهم في السينما بعد أن أقنعتها والدتي باصطحابها معها. كل ذلك جعلني أطمئن إلى أنها لا تعرف إفريقية السوداء بخلاف ما كان يشرح لي والدي.
    كنت طوال طفولتي أعشق -أنا وإخوتي وأولاد عمي وأولاد عمتي نظيرة- الجلوس إلى جانب "الدادا سعيدة" لنستمع إلى حكاياتها بلهفة شديدة تلك الحكايات التي كانت قد تعلمتها من جدتي ومن نساء حلب. ولا أنسى إحدى حكاياتها عن الفتاة التي بقيت وحدها في البيت فجاءها عبد أسود مقتحماً الدار لأنها نسيت بابها مفتوحاً ولم تقفله كما أوصتها أمها، فأراد أن يأكلها، ولكنها كانت ذكية جداً، فعرضت عليه أن تقدم له الشراب والحلو وتغني له وترقص ثم له أن يأكلها بعد ذلك. فسُرَّ لعرضها وأمرها بالغناء والرقص فراحت تضرب على الدف وتغني بصوت عالٍ جداً وتقول:
    يا جارنا اللي جنبي
    شوف مين في عندي
    عندي عبد أسود
    رايح ياكلني
    فوصل صوت غنائها إلى جارتها ففهمت معناه. ولكن العبد الأسود لم يدرك المراد منه، وهبت الجارة تخبر زوجها فجاء إليها وخلصها وقتل العبد.
    في ذلك اليوم كان عمري خمس سنوات، وكثيراً ما كررت علينا الحكاية. حتى خطر لي أن أسألها:
    - هل أنت عبدة أيضاً؟ فأنت كذلك سوداء؟
    - نعم، أنا أيضاً عبدة. ألا تشاهد كيف أن لوني أسود؟
    - هل أكلت أحداً؟
    - كلا، فأنا عبدة مسلمة.
    وقصصت حكاية الدادا على ابن جيراننا (هو الآن الأستاذ خلدون الكيخيا) فأيقن أنها من أكلة البشر. فسألها مرة عما إذا كانت ستأكله فقالت له: إذا لم ترتكب ذنبا. ولكنه أذنب ذات مرة فسألته هل يريد أن يرى ذيلها، فأعلن التوبة.
    ولا أنسى كيف كنا نتدافع ونتشاحن ونتسابق على حجز المكان الملاصق لها حينما نتمدد فوق فراشها الواسع في غرفتها أو على مصطبة النصيف الصيفي. كما لا أنسى يوم أقسمت لي بأن حليب ثدييها ليس أسود، وأنا لا أصدقها، وهي عاجزة عن إتيان البرهان!
    توقفت كثيراً عند وصفها نفسها بأنها "عبدة"، حتى وجدتني مضطراً إلى سؤال والدي فاستغرب رحمه الله وراح يعاتبها على مقولتها هذه مع أنها حرة وقد أعتقها أبوه من نير ذلك الحاج الظالم وأمست كأم له ولإخوته وربتهم حتى كبروا. وكانت إجابتها له بأن الناس هنا يقولون ذلك لأنها سوداء وهم يطلقون لفظ "عبد" على كل لون أسود شأنهم في ذلك شأن الأتراك، أليسوا يسمون البلبل الأسود: "عرب بلبلي" ويسمون الفول السوداني "فستق عبيد"، وينادون كل حيوان أسود باسم "عرب عرب عرب"؟
    لا تقل لي إن لذلك أسباباً عميقة. فأنا أدرك هذه الأسباب المؤسفة الآن. ويجب أن أكون صريحاً جداً مع التاريخ وملتزماً الأمانة التاريخية. فأبين أن العبودية والاسترقاق كانت خصلة سيئة تجري في دم أجدادنا نحن العرب رغم موقف الدين الإسلامي من الرقيق، وكذلك في سائر الشعوب، فالناس في الأيام الأولى لم تكن لديهم الأفكار السامية عن الحرية الشخصية وقداستها. والشعوب بأسرها كانت -منذ الخليقة- يستعبد بعضها البعض الآخر إذا هو تغلب عليه.. واستعباد الأبيض للأبيض كان سابقاً على استعباد الزنوج، وبقيت الحال كذلك حتى عمَّ الاستعمار بلاد الزنج وافتقر الزنوج فصاروا -بتحريض ومساعدة من الأجانب، ومنهم بعض القبائل الزنجية- يسرقون أفراد القبيلة المعادية ويبيعونهم للتجار من مختلف الأعراق. فانحصر الاسترقاق في إفريقية باللون الأسود. ولم يفد ظهور الديانات السماوية، فلا الدين المسيحي ولا الدين الإسلامي تمكنا من منع الاسترقاق رغم إعلانهما أن الإنسان أخو الإنسان، وأن الأبيض والأسود أمام الله في ميزان واحد وأن أكرمهما عند الله هو الأتقى. فالديانات لم تنص على تحريم الرق واستعباد الإنسان للإنسان والدين الإسلامي، آخر الديانات، أخذ بالمصلحة المرسلة فعالج أمر العبيد الذين كانوا موجودين بيد أسيادهم بعلاج العتق إذ ربط به كل تكفير عن ذنب أو رغبة في ثواب.
    و كان يجب على المسلمين أن يدركوا الحكمة من ذلك وأن شرع الله في ذلك لم يكن نافلاً وإنما المقصود منه تحرير العبيد كافة فلا يعودون إلى استرقاق إنسان آخر ولو كان أسود.
    أما سنة التطور الإنساني فليس لها حدود. ولئن كانت دنيا الحشرات تسمح لجماعات النمل بأن يسترق بعضها بعضاً بشن حروب جماعية وسرقة بيوض الجماعات الأخرى لتفقيسها وتغذيتها بما يجعل منها عاملات مستعبدة للأعمال القاسية، فإن الإنسانية لم تسمَّ إنسانية إلا لتمييزنا عن عالم الحيوان. ولهذا صرنا إلى قوانين عالمية تمنع تجارة الرقيق نصاً أو قياساً واستنتاجاً. والدساتير الوضعية هي الكافلة للحرية الشخصية. ولكنها -حتى الآن- خالية من أي نص يحظّر على الإنسان أن يتخلى عن حريته بملء إرادته ويرضى ببيع نفسه من الغير. وما المانع في هذا الشأن إلاّ العرف والعادة وهما المتحكمان في سير الإنسانية أجمع رغم قيام التفاوت في المدنية. فنحن الآن لا نجد حادثاً واحداً في المجتمعات المتمدنة مفاده تأجير طفل من إنسان آخر ليكون تحت إمرته ونهيه طيلة حياته لسنين قد تصل إلى الخمس عشرة سنة أو بيعاً نهائياً إلاّ في بلادنا وفي الهند. وما هذا إلا من رواسب العبودية في بلاد هي مهد الأديان، رغماً عن وجود النصوص القانونية التي تمنع هذا التصرف.
    أما رواسب العبودية التي مارسها الأمريكان فلقد تطورت من استعباد الزنوج إلى استعمار أكثر الشعوب، اقتصادياً، وعسكريا أحياناً والاستعمار هو ابن الرق.
    أما في البلاد العربية، فيجب أن نعترف أن منا الذين كانوا يشكلون عصابات الاتجار بالرقيق من المخطوفين أطفالاً وكباراً، سواء في غرب إفريقية (كما شاهدنا بفلم كونتا كينتي الواقعي) وبيعهم المخطوفين للإنكليز، أو في شرقيها وبيعهم من تجار الرقيق الهنود والأتراك والعرب،
    على ساحل الجزيرة العربية، وفي جدة بالأخص. ذلك بسبب كون الزنوج هم آخر أضعف الشعوب
    ولأنّ اختطافهم سهل بسبب المعيشة السيئة والمجاعات المتوالية والمستمرة وانعدام وسائل الحماية.
    وهذا هو السبب في سيطرة تعبير لفظ "عبد" على كل أسود ولو كان "فولاّ". حتى في إعلانات
    الدولة الرسمية يسمون الفول السوداني "فستق العبيد" مع كل أسف ومرارة تحز في القلب
    ولا نجد سبيلاً للقضاء عليها في الجرائد والراديو والتلفزيون، مما يشكل معرّة في جبين
    المسؤولين عن وسائل الإعلام. ولكم تشاحنت مع بائعين لهذا "الفستق" - كما يسمونه -
    محتجاً على هذه التسمية التي لا تنم إلا عن انحطاط في التربية الاجتماعية وانعدام الإنسانية
    والتعالي العرقي المتعجرف السخيف الكاذب المضحك والعفوي بآن واحد، فكنت لا أقابل إلا بالسخرية من احتجاجي.
    ولا بدَّ لي هنا من أن أذكر بأن إطلاق لفظ "العبيد" على الزنوج كاسم علم لم يكن
    معروفاً قبل العصر العثماني، فلقد كانوا يسمون "الزنج" وثورتهم في الخليج سميت
    ثورة الزنج رغم كونهم من المسترقين أصلاً. أما لفظ "عبد" في العصور الإسلامية
    فكان يطلق على أي عبد أسير أياً كان لونه. فإن كان أسود اللون قالوا عنه "زنجي"
    وإن كان أشقر السمات قالوا "كرجي" وإن كان أصفر اللون قالوا عنه "هندي"،
    إلى غير ذلك من ألفاظ التمييز المكاني لا اللوني. على أن العبيد، بالفعل، كانوا،
    بغالبيتهم المطلقة، من البيض الأسرى.
    أرجو المعذرة لهذا الاستطراد في الحديث. ولكنها نفثة مصدور واستطراد لم يجرني إليه
    إلا واقع من حديثي مع مربيتي الحبيبة "الدادا سعيدة" رحمها الله، ذلك الواقع
    الذي أثبت لي وسيثبت لك ما أسلفت من تعليق واستطراد.
                  

العنوان الكاتب Date
يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السودانية (حجاب النور) من سنار: محمد عبد الله الحسين07-26-16, 07:30 AM
  Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-26-16, 07:35 AM
    Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-26-16, 07:44 AM
      Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-26-16, 07:56 AM
        Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-26-16, 08:01 AM
          Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-26-16, 08:53 AM
            Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-26-16, 09:13 AM
              Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-26-16, 09:42 AM
                Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-26-16, 10:11 AM
                  Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-26-16, 10:21 AM
                    Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� عمار يس النور07-27-16, 01:41 AM
                      Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-27-16, 06:55 AM
                        Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-27-16, 07:08 AM
                          Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-27-16, 09:42 AM
                            Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-28-16, 09:36 AM
                              Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� محمد عبد الله الحسين07-28-16, 10:17 AM
                                Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� Nasr07-28-16, 06:14 PM
                                  Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� منتصر عبد الباسط07-28-16, 07:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de