|
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
و تواصل حجاب النور سرد قصتها: و كبرت حتى صرت صبياً في السنين الأولى من المدرسة الابتدائية، فكان لا بدَّ لمثلي من أن يدفعه الفضول إلى معاودة نفس السؤال، بل وإلى إضافة أسئلة أخرى أساسية عليه تتعلق بأهل مربيتنا ومكانهم ولونهم، ذلك بعد أن أدركت أنها ليست أختاً لأحد من أهلي وأن أهلها آخرون لا يقيمون معنا تركتهم ربما لأنها غضبت عليهم لسبب ما. و لما تقدمت بي السن وأشرفت على البلوغ عاودت السؤال والتحقيق فأعلمتني مربيتي بأنها هي التي أوكل إليها جدي عبد الرحمن أمر تربية والدي "فاضل" وعمتي "نظيرة" الطفلين الصغيرين. وقد أكد لي والدي رحمه الله قولها. ولم أكتفِ بهذا الجواب، وإنما تابعت التحقيق فاستجوبتها عن سؤال يتعلق بأهلها ومكانهم، قبل أن تأتي إلى جدي، فأعلمتني بأنها جاءت من "جدة" بالحجاز مع إحدى قوافل الحجاج الراجعة إلى حلب حيث رافقت رجلاً جاء بها إلى بيته فعاشت مع أسرته عدة أشهر لاقت فيها عذاباً مبرحاً من الضرب والتعذيب الجسدي والجوع، فكانت أصوات استغاثتها تصل إلى مسامع الجيران. فشكا أمرها أهل الحي إلى جدي عبد الرحمن فبعث بزوجته لتتحدث مع زوجة الرجل الذي استخدمها، ولكنه عاود فعله المحرّم فعاود أهل الحي الشكوى فذهب إليه جدي وأمره بإعادتها إلى أهلها، فاحتج بما أنفقه عليها ماية ليرة عثمانية ذهباً ما لا يمكنه من عتقها،. فما كان جدي إلا أن طلب بكره الكاظم يأتيه بماية ليرة دفعها لصاحب الجارية وأمره بمنحها حريتها، وكان ذلك وأعلمها جدي بأنها أمست حرة. فطلبت منه أن يأويها لعدم وجود أهل لها في حلب ولعدم إمكانها معرفة أين أهلها، فرضي بها أن تشارك أسرته العيش معهم ريثما يعثر على أهلها في رحلة مقبلة له، وأوكل لها أمر رعاية الطفلين والدي وعمتي إلى جانب أمهما وشقيقاتهما. ولم يوضح لها وجهة سفره إلا حينما غادر حلب في رحلته الأخيرة إلى مصر التي توفي فيها بعد سنتين، ثم لحقت به زوجته إلى الدار الآخرة خلال سنة بينما كانت تتحضر للحاق به إلى القاهرة منتظرة برقية منه، تلك التي جاءت تحمل نعيه. و لم تزد "الدادا سعيدة" على شرحها هذا زيادة أكثر فائدة. حتى إنها كانت تنفي نفياً مطلقاً معرفتها بشيء عن بلادها وعن أهلها الزنوج الذين رحت أحدثها عنهم مما شاهدته في السينما بفلم "طرزان" وفيلم "التاجر هورن"، وتنكر معرفة الأسد والتمساح وسيد قشطة رغم أنها شاهدت صورهم في السينما بعد أن أقنعتها والدتي باصطحابها معها. كل ذلك جعلني أطمئن إلى أنها لا تعرف إفريقية السوداء بخلاف ما كان يشرح لي والدي.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السودانية (حجاب النور) من سنار: | محمد عبد الله الحسين | 07-26-16, 07:30 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-26-16, 07:35 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-26-16, 07:44 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-26-16, 07:56 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-26-16, 08:01 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-26-16, 08:53 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-26-16, 09:13 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-26-16, 09:42 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-26-16, 10:11 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-26-16, 10:21 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | عمار يس النور | 07-27-16, 01:41 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-27-16, 06:55 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-27-16, 07:08 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-27-16, 09:42 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-28-16, 09:36 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | محمد عبد الله الحسين | 07-28-16, 10:17 AM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | Nasr | 07-28-16, 06:14 PM |
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� | منتصر عبد الباسط | 07-28-16, 07:02 PM |
|
|
|