|
Re: هل يمكن للمرأة ان تحب زوجة طليقها؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
فإذا كان الموضوع يجد لديك الإهتمام ندعوك لقراءة المقال فهو مثير للجدل و تختلف حوله الآراء خاصة آراء النساء. فإلى المقال بعنوان( أحب زوجة طليقي) و المسئولية على الكاتبة: أحب زوجة طليقي
صحيفة العرب اللندنية بقلم لمياء المقدم [نُشر في 21/07/2016، في محل العطورات، سألتني البائعة المغربية التي تعرفني جيدا بحكم ترددي على نفس المحل منذ سنوات طويلة، إن كنت سأذهب مع الأولاد في إجازة الصيف كعادتي كل سنة. أخبرتها أن الأولاد يذهبون هذا العام مع أبيهم وزوجته في إجازة، وأنني سأكون مشغولة بالعمل خلال هذه الصائفة، للأسف.
فجأة تركت البائعة ما بيدها ونظرت إلي نظرة متعاطفة وعيناها تكادان تدمعان وهي تقول “قلبي معك لا بد أن الأمر صعب للغاية”. والحقيقة أنني لم أفهم مقصدها، فقد اعتقدت أنها تواسيني لأنني لن أتمكن من الذهاب في إجازة استجمام بسبب تراكم العمل والتزامي بمواعيد لا تقبل التأجيل، لكنها بعد أن أضافت قائلة: مع زوجة أبيهم!! هذا جحيم لا يمكنني أن أحتمله، فهمت سبب التعاطف.
لم أتمكن من إقناعها بأن الأمر لا يسبب لي أي ألم أو إزعاج، كما يبدو لها، وغادرت المحل وهي تلاحقني بنفس النظرات، معتقدة أنني أكابر وأتعمد إخفاء مشاعر الحزن والقلق حتى لا أثير شفقة الآخرين.
يجب أن أعترف هنا، أن الأمر لم يكن سهلا أول مرة، وأن قبول هذا الواقع استوجب أمرين اثنين على الأقل:
الأول هو وضع الأولاد في قائمة أولوياتنا واهتمامنا، والإصرار على ذلك أيا كانت التكاليف، بما في ذلك تكلفة الطلاق نفسها، الذي نذهب إليه في الغالب، لحماية الأطفال من بيئة ووضع غير صحي، وليس من العدل أو من مصلحة الأطفال ألا يذهبوا في عطلة مع أبيهم، أو أن يتوقفوا عن الاحتكاك به، والخروج معه، وحبه واحترامه، وهو ما يستوجب بالضرورة احترام احتياجاته واستقراره النفسي، وما دام وجود امرأة أخرى في حياته يوفر له هذا الاستقرار الذي سينعكس بالتالي على علاقته بالأولاد، فلماذا نحرمه من وضع وحياة طبيعيين وسعادة هي مطلب ومبتغى كل إنسان على هذه الأرض؟.
الأمر الثاني: هو تدريب للنفس مستمر لا يتوقف ولا يكل على التخلي عن مشاعر الكراهية، والحقد، والأحكام الجاهزة، التي تعمي أعيننا وتحول الجيد سيئا، والجميل قبيحا، والإنساني شريرا، وما دام الأطفال يقبلون بالذهاب مع زوجة أبيهم في عطلة، فهذا يعني أنها تمتلك من المواصفات الحميدة ما جعلها في موضع ثقة وأمان بالنسبة إليهم، وهو أمر جيد للأبناء، يوفر لهم راحة واستقرارا هم في أشد الحاجة إليهما.
بالطبع تلعب الأم دورا رئيسيا هنا، فلا تحاول أن تشيطن زوجة الأب، أو تسخر منها أو تكره الأبناء فيها، وهو ما يستوجب رقيا وتسامحا وتضحية كبيرة منها. في النهاية هي الرابحة لأنها تربي أبناء أسوياء، بلا كره أو ضغينة لأحد، بلا مشاعر غيرة أو نبذ أو حقد تسيطر عليهم وتعمي قلوبهم وتحول حياتهم إلى جحيم وتحرمهم من حياة طبيعية آمنة.
الغاية واضحة أمام أعيننا ما أردنا أن تكون كذلك، فلنركز جميعنا على السعادة، التي هي مطلب وحق كل إنسان، فلا نحرم أنفسنا منها، ولا نسعى لحرمان الآخرين منها.
أعرف من تصادق زوجة طليقها، وتخرج معها من حين إلى حين للحديث حول الأبناء واحتياجاتهم، وتبادل المعلومات التي تخصهم وتستوجب تدخلا أو معالجة، أليس جميلا أن يحدث هذا؟ تخيلوا أي حياة سيحياها الأبناء في ظل وجود تسامح ومحبة وقبول ووعي كهذا!
كاتبة من تونس مقيمة بهولندا
|
|
|
|
|
|
|
|
|