|
Re: الي الشامت في شآن الجنوب؛ لا تبتسم فانت اص (Re: Mahjob Abdalla)
|
التحايا لك استاذ اندرو كوات و الرحمة و المغفرة لضحايا الحرب بالجنوب و العزاء موصول الي اهلنا في دولة جنوب السودان فالحزن واحد و ما يدمي اجسادكم يدمي قلوبنا و يحزنني كثيرًا أن يتعقّد الامر ليصل الحال الي درجة الاحتراب . عزائي الوحيد هو أن شعب جنوب السودان قادر علي تجاوز الازمات فالروح المسيحية العميقة التي ينضح بها ماضي و حاضر اهلنا بالجنوب لهي التي جعلتهم يتجاوزون وقع المظالم التي امطرتهم بها حكومة البشير بمجاهديها الذين تجمعوا من كل شبر في ارض السودان شاهرين سيوفهم و بنادقهم و حرابهم لأجل غرسها في أجساد شعب الجنوب الحبيب ، في حروب شريرة لم يشهد العصر الحديث لها بمثيل في كل الاوطان . فمن تجاوز الاحساس بمرارة الظلم و صمت حتي عن الحديث او التعليق علي تلك المآسي الانسانية الكبري باحثًا عن السلام - لهو أقدر علي الوقوف بذلك الدور البطولي العظيم مع اهله لأنّ مَن كان كريمًا مع قاتليه لا يحتاج أحدنا أن يذكّره بمكرمة الرّفق بالأقرباء - فتلك قيم بها شعب جنوب السودان أدري بل أنّه هو معلّمها الذي استنّها في الحياة السياسية حين اشتطّت الأقلام و السيوف و الحراب و صار لا صوت يعلو فوق صوت الدّانة . فوقف اهلنا بجنوب السودان رافعين رايات السلام متجاوزين لكل احساس بالغبن و الغيظ و الانتقام ، فذلك موقف لا يقفه سوي العظماء ، و يكفي الحركة الشعبية و شعب جنوب السودان فخرًا أنّهم اعادوا اسري الحرب التي خرجت مدافعها و بنادقها من عاصمة الموت و الدمار ( الخرطوم ) و التي كان حقًا عليها أن تحمي حكوماتها المتعاقبة الجوعي و العراة الحفاة في ربوع جنوب السودان لا أن تمطرهم بوابل القنابل و المتفجرات و لكنه جنون العواصم حين يتراءي لقادتها أنّهم آلهة في زمانهم لا يقوي علي رفض قراراتهم أحدٌ كائنًا من كان ، فالبندقية وحدها عندهم هي الدّاء و العلاج ، و لا يهمّهم أن تشظّت القلوب مع اطلاق كل قذيفة و احترقت الاكباد لفراق فلذاتها في حروب عبثية لا يبررها منطق و لا عقل .
احر التعازي لاهالي القتلي من الفريقين و الرحمة و المغفرة لكل الذين قضوا نحبهم في هذا الصراع الذي آمل أن لا يطول .
|
|
|
|
|
|
|
|
|