الأستاذ عبداللطيف حسن علي لك الود والتحايا الطيبات ولك الشكر أيضاً على تناول هذا الموضوع الهام حيث أنه يفتح الشهية والمجال لطرح نظرية (لغة الجسد – Body language) وتطبيقها على مقصدك في هذا البوست – وإن وفقت في شرح النظرية فإنها تقول إن الإنسان قبل وجود اللغة كان يتفاهم بالإشارة وعندما عرف اللغة أصبح التفاهم بالكلمات المنطوقة مصحوبة بالإشارة وتتحد الإشارة مع اللغة في الدلالة – هذه النظرية يمكن تطبيقها على مجالات كثيرة في الحياة – من بين تلك المجالات هو الموضوع الذي تفضلت بطرحه ومن هنا كانت أهميته .. فظنك الذي قدمت به للبوست صحيح جداً في نظري إذ أن القراءة في هذه الحالة المطروحة تتم من جانب المتلقي وهي قراءة ذاتية من المتلقي لحركات الجسد وإيماءات الجسد التي يرسلها العازف وهذه الإيماءات ليست موحدة بحيث نقول أن هذا العازف لا يبتسم وبالتالي هو لا يعبر عن نفسه بحيث نتخذ البسمة هي دلالة التعبير عن عما يدور في نفسه .. فقد يبتسم هذا العازف وقد يحرك العازف الآخر رأسه وقد يمايل الثالث وقد وقد وقد .. فالأمر يتعلق بقدرتك على قراءة إيماءات الجسد المرسلة من العازف كمتلقي وعلى هذا الأساس فقد ركزت على شريط الفيديو الأول الذي يعرض أغنية محمد الأمين وطبعاً الفنان خارج الموضوع فقد تم التركيز على العازفين .... فقد شغلت الشريط أكثر من عشرة مرات متتالية .. فيها بعض المرات إيقاف الموسيقى تماماً وعزلها لقراءة الإيماءات الجسدية المرسلة من كل من العازفين .. من قولة تيت .. فإن عازف الأوكورديون يرسل إيماءات الطرب يمنة ويسرة ويحرك رأسه في كل الإتجاهات ويغمط شفتيه ويطلقهما .. ورغم أن المصور يركز صوره على ثلاث عازفين للكمنجات فقط بينما هناك خمسة عازفين ويعرض المخرج صوراً معينة .. والثلاثة عازفين للكمان يعبرون بتمايل رؤوسهم .. يتميز عازف الكمان الذي يتوسطهم كما تفضلت وأشرت ببعث إيماءات واضحة وربما لم تفطن لعازف الكمان الذي أشرت بأنه مسؤول عن صولات الكمان الخطيرة واعتقد أنك تقصد لؤي عبدالعزيز وأنا لا أعرف الأسماء ولكن أنظر إلى هذا العازف في الدقيقة 14 عندما فرغ من الصولة الخطيرة التي قدمها فقد رفع وجههه من أوتار الكمان واتجه به نحو الفنان في حوار صامت مع كمنجته ابتداءاً وثانياً فهو يقول للفنان ها قد فرغت من الأداء والدور لك فتفضل وهذه الحركة أعتقد أن الموسيقيين يسمونها "التسليم" فالعازف يقوم بتسليم الدور للفنان – أنا لست موسيقياً وقد سمعت هذا القول من بعض أهل الموسيقى .... أعتقد أن لكل عازف طريقته في التعبير عن نفسه وإرسال إيماءات جسدية ينفرد بها وحده .. وفي ذلك أذكر من الفرقة القومية ممن رحلوا عن حياتنا وهو المرحوم "محمدية" فقد كانت لديه إيماءات جسدية ترسل من وجهه تشبه البسمة وهي ليست بسمة وفي قراءتي لهذه الإيماءات إرتبط في ذهني محمدية بالموسيقار العالمي وعازف البيانو "هيربي هانكوك" حيث أنهما يرسلان من وجهيهما نفس الإيماءات الجسدية – سبحان الله – أنظر إلى هيربي هانكوك في مقطوعته الرائعة (Cantaloupe Island) وانظر إلى تعبيرات وجهه مقارنة بتعبيرات وجه محمدية عليه رحمة الله .. مع تحياتي وتقديري ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة