قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( قصة قرية من السودان)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-07-2024, 05:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2016, 12:10 PM

Omer Mustafa
<aOmer Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-14-2008
مجموع المشاركات: 1582

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( (Re: Omer Mustafa)

    Quote: شخصيات عظيمة من قرية بورتبيل
    حبوبتي الكنداكة / التومة بنت جابر
    سليلة الملكة النوبية الكنداكة (أماني ريناس) - Candace و بنتها الكنداكة أماني (الله أدانا بنت العصام)، طيب الله قبريهما. (١) (٢).
    بقلم الفقير إلى ربه / صبحي محمد بابكر بورتبيل
    أتيتُ بكل أسف متأخراً لأحتفل بشخصية احتفى بها التاريخُ و صفق لها قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام و نيف، هي حفيدة الملكة الكنداكة (أماني ريناس) و (أماني شاخيتي) و (أماني تاري)، هي بنت النيل و بنت مملكة مروي و حضارة كرمة و نبتة و البجراوية و المقرة و علوة و بنت كوش بن حام بن نوح، هي الكنداكة أماني (التومة بنت جابر)، و الكنداكة في اللغة الكوشية تعني المرأة القوية.
    المتتبع لتوثيقي المتواضع يجد أني
    أتحاشى أي محاولة تنحو منحى إثنياً أو طائفياً لتفسير التاريخ، لأنها تخرج المؤرخ من دائرة التحليل الموضوعي إلى حيّز التبرير الأيديولوجي الذي سرعان ما تلتف حوله شجيرات اللعوت و الكتر و الضريسة و الحسكنيت و هي البيئة الخصبة لتكاثر عفاريت العنصرية و أفاعي القبلية. بيد أني لا أسلط الأضواء حول القبيلة إلا من منظور أنثربولوجي يضعها حصرياً في دائرة العلم كمجموعة بشرية عاشت أو تعيش في رقعة جغرافية، تتميز بخصال واحدة و سلم موسيقي واحد، تختلف عن محيطها و تتفرد دون سواها بصفات معينة، كقبيلة الهوسا أو العركيين أو الشايقية أو قبائل البجا، و هذه المعايير الموضوعية قل أن نجدها في قرى الجزيرة و ذلك لاختلاط الأجناس و تمازج الأعراق. فنعيش اليوم في قرية امتزج أهلها، و لا توجد اليوم ميزة واحدة تضع حاجزاً تعريفياً بين فرد و أخيه في قرية هجين مثل بورتبيل، و لعمري هذا هو التطور بعينه الذي انتشل سكان قريتنا من براثن و أغلال القبيلة إلى رحاب التمازج و الانصهار في منظومة أرقى سلوكاً و أسمى ذوقاً.
    لكن واقع بلادنا التي اعتلى دست الحكم فيها ذووا الأفق الفكري المتدني من مثقفي أطراف السودان الذين لا يحسون برعشتهم الكبرى في اللذة إلا باجترار ثقافة القبيلة و نشر هذه الثقافة و بسطها في ربوع البلاد عبر الأجهزة الإعلامية التي أمست حكراً لهم، فهم يتغنون بالقبيلة شعاراً لهم بغية السيطرة على غيرهم و استئصال من هم من أصل غير أصلهم، لأنهم لم يتربعوا في مناصبهم السيادية إلا بسبب انتمائهم للعشيرة أو القبيلة، لذلك هم يرونها محمدة لهم بل قيمة تتجاوز قيم العقيدة و الولاء للوطن.
    أسفنا كبير على ما آل إليه الوضع حالياً في قرية مثل بورتبيل نجت بأعجوبة التاريخ من حيّز القبيلة الضيق و اعتنقت دين المدنية بعد هجرة استغرقت أكثر من ثلاثة قرون من الزمان، نرى أصابتها حمى الوادي الثقافي المتصدع، و هاهي باتت تلقي السمعَ لأسماء نكرة تشحن عقولها بخرافات و أفكار ضارة لا تورث إلا الشحناء و تمحو ذاكرتهم الجماعية.
    سادتي، يضع قلمي اليوم نياشين في صدر حبوبتي الكنداكة أماني الحبوبة (التومة بنت جابر) و خليفتها بنتها الكنداكة أماني العمة (الله أدانا بنت العصام) رحمهما الله و أحسن إليهما، ليتم تعميدهما كقديستين من رموز حضارتنا النوبية التي وضعناها- منذ سقوط سوبا عاصمة مملكة (علوة) العظيمة في 1504م - وضعناها في خانة العشق الممنوع و منزلة الكفر الصريح، و صحراء الربع الخالي من القيم و الشرف و ألبسناها لباس الحرام و جُبّة الممنوع من الصرف.
    ننتمي جميعاً في السودان لحضارة تمثل مع صنوتها الحضارة الفرعونية بنت مصر بن حام بن نوح في شمال وادي النيل، تمثلا ظاهرة لا مثيل لها في التاريخ، و هي الحضارة النوبية بنت كوش بن حام بن نوح في جنوب وادي النيل أعني في سوداننا الحبيب. و إننا إذ نحتفل اليوم بتعميد الكنداكة أماني الحبوبة العظيمة ( التومة بنت جابر) و خليفتها بنتها الكنداكة أماني العمة العظيمة (الله أدانا بنت العصام) في سجل عظماء بورتبيل، نتقدم خطوة للأمام صوب محراب جمال المعرفة، و يطيب لي أن استشهد هنا بمقولة مشهورة للفيلسوف اليوناني الكبير سقراط التي تقول:
    (اعرف نفسك بنفسك).
    نعم، يجب على كل شخص منا أن يعرف هُويته، أعني هويتنا السودانية بغية أن نتصالح مع أنفسنا، مع تاريخنا الذي لا يبدأ (بالطيب ود ضحوية) و لا بعبد الله جماع، بل يبدأ (بإنسان سنجة) قبل أكثر من 130 مليون سنة، ببداية تواجد الإنسان في أفريقيا، و حقاً لنا أن نفتخر بحضارة عمرها أكثر من ثلاثة آلاف عام، شيدت أكثر عدداً من إهرامات في العالم (243 هرماً)، حضارة ترقد في جيناتنا، تمنحنا العزة و الشموخ و الكبرياء و نمنحها و تنظر لنا بعيون الحبوبات و لذة الحلويات، لكننا نمنحها العار و الكفر و الشؤم و النخاسة و السخرة و ننظر لها بعيون عبد الله بن أبي السرح و اتفاقية البقط (pact)، لتلك أبكي و لا أبكي لمنزلة كانت تحل بها هندٌ و أسماءُ.
    سادتي هويتنا ليست فقط العروبة و الإسلام، بل هويتنا هي وجود الإنسان، وجود أقدم حضارات عرفها الإنسان، أعجب كيف نحاول عبثاً التصفيق بيدٍ واحدة و نحن أمة حباها الله يدينِ ! نحن أحفاد (كاشتا)، و (بعنخي)، و (طهارقه) ملوك (الأسرة الخامسة و العشرين) من الكوشيين الذين حكموا مصر و تخوم بلاد الشام.
    تلك إشارة و لعمري الإشارة أبلغ و أدق و ألطف من العبارة، إشارة للأجيالنا القادمة بأننا أمة عظيمة كُتب تاريخها قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، و يسعى أصحاب الأفق المتدني من المعرفة أن يبتدروا تأريخنا من رعاة الضأن و الأغنام من بعض أجدادنا. نلمس تشويشاً مقصوداً من بعض العقول الخربة التي استيقظت متأخراً لكتابة تاريخنا لأنها لا تبحث عن التحقيق الأكاديمي بل تسعى لإقامة مشروع سياسي يروم الاستحواذ على المجتمع و تسعى لإقامة صروح الأنا المتعطشة لهل من مزيد من العجرفة و التعالي الأجوف و النوم السرمدي على مسندة الجهل و الضلال.
    و إني أرى أن اسم (بورتبيل) كلمة من أصل نوبي قح، لا علاقة لها بالعروبة، ورثناه من أجدادنا النوبة مثلما ورثنا منهم (الرحط) و (الجرتق) و (الخمرة) و (الآبري) و (جريد النخيل) و (حفرة الدخان و أعواد الطلح) و (الكجور) و (صليب الذهب) الذي تحول لهلال بعد اعتناقه الإسلام، كما ورثنا منهم السحنة الداكنة و المقاطع الأفريقية البينة.
    لست من أهل الغلو و دعاة التعصب الذين يرفسون دماءهم و ثقافاتهم العربية، و بالمقابل لست من أهل التدليس و أرباب الحيل و التشويش الذين يتنكرون لأصولهم الكوشية و عاداتهم و تقاليدهم و إرثهم النوبي العظيم، فأنا ابن بورتبيل القرية النوبية التي تُكتب اليوم بحروف عربية، و ضاع معناها في ليل شتاء النسيان السرمدي و مُسحت دلالتها (ببشاورة) النسيان الممنهج بعدما مسحت كثيراً من معالم مدينة سوبا.
    سادتي، خربت عجوبة سوبا، فماتت سوبا لكن عجوبة مازالت حية لم تمت، ما برحت تشعل الفتن فنجدها تسكن تارة في (اللغير) و طوراً تطلب نجدة توليد نساء الجن من حبوبتي الداية الحكيمة (التاية بنت محمد ود قسم الله) و بنتها (الحرم بنت قسم الله بنت أحمد ود قسم الله)، و نراها تحتسي القهوة في شوارع بورتبيل و أزقتها المسكونة، تعترض أحبابها من بني آدم، فنسمع شخصاً يجزم بأنها حسناء و آخر يقسم بأنها بعاتي.
    و يهمس بعضٌ منا بأنها تشاجرت مع (عمر مصطفى) في الفيس بوك، و سمعتُها توسوس في الناس بأنّ (صبحي) لم يتسلق في فروع شجرة (حاجة آمنة بنت الحرم ود قسم الله) و قضى جل حياته في حي قبة مدني السني.
    عجوبة حيّة تسعى لتمسح من سبورة تاريخنا و بهاء ماضي بورتبيل و إرثه التليد و تشوه بل تغيب حاضر وعيه في غيابات الجب، و جاءت سيارة من الأعراب، فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه، قال يا بشرى هذا غلامٌ و أسروه بضاعة، و شروه بثمن بخسٍ دراهم معدودة و كانوا فيه من الزاهدين. تعرض تاريخ بورتبيل أسوة بتاريخ أماكن كثيرة من ربوع سوداننا الحبيب لأكبر عمليات سطو و محاولات تزوير عرفها التاريخ. حرقت مدنٌ و دمرت آثار و معالم مشرقة من هذا التاريخ العتيق.
    ضاع معنى كلمة بورتبيل و شُوِّه معنى كلمة (الكار توم) و خُربت سوبا، لكن أسوأ من ذلك كله، اجبر كثير من الكوشيين على الفرار، و اختلط منهم آخرون و امتزجوا عرباً و نوبة، من هذا الهجين الذي يشكل اليوم قبائل وسط السودان الكبير الذي يبدأ من ديار الشايقية شمالاً و حتى مناطق الإلتماس عند مناطق النيل الأزرق، بالأحرى انحدرتُ أنا منهم كاتب هذا المقال، بينما تقهقر كثير من النوبيين صوب أدغال أفريقيا و تشتتوا جنوباً في المناطق المدارية، فقد وجدتُ في دولة ال (Gabon) إبّان فترة عملي مترجماً في السفارة السعودية في ليبرفيل سنة ٢٠٠٤ - ٢٠٠٥م، وجدتُ أكثر القبائل المتعلمة في هذه الدولة المطلة على المحيط الأطلسي أو بحر الظلمات، التي يمر بها خط الاستواء، تسمى (Fang)، تقول بأنها قبيلة نيلية أتت من السودان و مصر.
    و انزوت فروع من القبائل النوبية في الجبال و الغابات، ظلت تعيش بتوجس من بطش الثقافة العربية ذات النزعة الجامحة التي فلتت في كثير من الأوقات من كبح تعاليم الدين الإسلامي لها، عاشت حياة شبيهة بحياة الجانجويد اليوم، لا سيما في المناطق الرعوية، و كان كثير من القبائل يغير بعضها على بعض، تستولى القبائل المنتصرة في الحرب على القبائل المنهزمة، كان هذه الفترة صفحة سوداء في تاريخ الإنسان منذ أمدٍ بعيد، عرفتها كل الحضارات و كل الديانات في كافة أنحاء العالم. كانت القبيلة آنذاك منظومة اجتماعية لها قيمتها و دورها في الدفاع عن عناصرها و حماية أفرادها من الضياع، لذلك سعى بعضها تمييز عناصرها بالوشم و الشلوخ للمحافظة على وجودها.
    حبوبتي الكنداكة / التومة بنت جابر
    سليلة الملكة النوبية الكنداكة (أماني ريناس) - Candace و بنتها الكنداكة أماني (الله أدانا بنت العصام)، طيب الله قبريهما (٢).
    وسط هذا الجو المعكر، تزاحمت ثقافات، و تمازجت أخرى، غابت حقائق و غرقت للأبد في لجة بحر الزمن، و طفت على سطح واقعنا حقائق بديلة، المهم نحن لسنا مسؤولين عن دُجون ذاك الماضي، لكننا ملزمون بمعرفته بغية تفادي أخطائه و ما أكثرها، و تبقى حقيقة واحدة لم يعفُ رسمها ألا و هي كلكم لآدم و آدم من تراب. من هذا المنظور، يلزمنا عقلنة ما نقول و نفعل، لأن قيمة التاريخ ليس لمتعة السرد، بل لتصحيح أخطاء الماضي، و تنقية واقعنا الذي يتسم بتشعبات سياسية و ثقافية و اجتماعية معقدة أتت حين غفلة و ليس بترتيب مسبق. هنا يحتم علينا ضميرنا الإنساني مراجعتها و تصحيحها إن لم يكن باليد و اللسان، فتلزمنا مراجعتها بالقلب و هذا أضعف الإيمان بالله و الإنسان و الوطن.
    رأيتُ حبوبتي الكنداكة (التومة بنت جابر) رحمها الله و غفر لها، حباً في عيون أبي، يحدثنا عنها تماماً كما يحدثنا عن أمه، و لا أنتحل العاطفة حينما أكتب عنها، بل أكتب عن والدة ثانية لأبي، كنت أمر تارة ببيتها في طريقي للمدرسة، فأراها ترشفني ببصر الحبوبات و تنظر إليَ بعيون الأمهات، تكاد تحلق روحها الثريا حين تراني أو ترى أحداً من أخواني، لا سيما حينما يزورها أخي الأكبر العلامة عبد الله، فهي امرأة عظيمة تماماً مثلما قال عنها أبي، و عهدي بأبي رجل يقول الحق و يعرف عظمة الناس، كانت امرأة شجاعة، جريئة، واثقة فيما تقول و تفعل، كانت أمة من الناس و تقرأ في عيونها أخابير الماضي و عذابات و آلام حضارتنا النوبية التي طمرت آثارها في لجج الغفلة الممنهجة و دفنت معالمها في رمال التناسي المقصود.
    لا ينتابني أدنى شك بأن بلادنا لن تستيقظ إن لم تتصالح مع موروثاتها و ثقافاتها الغائبة عن الوعي في حاضرها، أعني أن نصحح التمثيلية الزائفة التي جعلت الفرد منا يتكلم بلغة واحدة مع قدرته على التحدث بأكثر من واحدة. حبوبتي التومة هي دماؤنا الكوشية الغائبة في حاضرنا، هي الفاعل القريب الذي حل محله نائب الفاعل الغريب.
    ورثت الكنداكة أماني العمة (الله أدنا بنت العصام ) كثيراً من أخلاق حبوبتي (التومة بنت جابر) غفر الله لهما و أحسن إليهما، ما برحت حاضرة في حياتنا حضور الحبيب القريب الذي لا يعاتب و يسامح عن الهفوات و يغفر الزلات. و هنا استحضر أبيات شعر لابن الرومي تقول:
    (إني لأُغْضي عن الزلاَّتِ أثبتُها
    ذكراً إذا كانَ بعضُ القول نسيانا
    أمضَّ ما كنتُ من أقذاءِ مَعْتَبة ٍ
    أغضَّ ما كنتُ للإخوان أجفانا
    أُغضي الجفونَ عن السُّوءَى مراقبة ً
    لما يكونُ من الحُسنى وما كانا
    أجزي الأخلاَّء صفحاً عن إساءتهم
    إذا أساءوا وبالإحسان إحسانا
    أذكِّرُ النَّفس مَثْنى من محاسنهم
    إذا ذكرت ذنوب القوم أَحدانا
    وليس ذاك لآبائي ومجدِهُم
    لكن لأنِّي اتخذتُ العدلَ مِيزانا.
    أكاد أجزم أن حبوبتي التومة بنت جابر و كل أولادها و بناتها و أحفادها خلقوا من طينة ملوك مروي و نبتا و كرمة و المقرة و علوة حيث تتجلى فيهم صفات الملوك و طبع مكوك النيل، كلهم جميعاً دون استثناء لا سيما العمة الله أدانا، و العم عبد الرزاق و العم الجاك و العم جمعة و العمة بخيتة، غفر الله لهم جميعاً و رحمهم أمواتاً و أحياءً.
    تعرفت على عمتي الله أدانا بنت العصام، طيب الله ثراها، منذ استقرار أهلي في القرية، كنت أراها تلبس ثوب الحداد في أتراحنا و ترقص و تزغرد في أفراحنا و تتفقد مرضى بيتنا، يمين الله لا أذكرها اليوم إلا كما أذكر شقيقة لأبي و أمي. و هأنذا أفتقدها اليوم و أبكي فراقها بقلب مئق لا يملك سوابق عبرته، يتوجد و يتضور رحيل امرأة جميلة حنينة كريمة أصيلة نبيلة عزّ علي فراقها.
    سادتي، عاشت عمتي الكنداكة أماني ( الله أدانا بنت العصام) حياة بسيطة لا يستشفها إلا أهل البساطة و لا يدرك عظمتها إلا الذين يقفون على التفاصيل الدقيقة، و لعمري لا قيمة للتحليل و التقييم إلا في الجزئيات التي تنزلق و تتفلت من برج المراقبة و يكمن فيها صدق المرء و تتجلى عندها ماهية حدود حريته. فالأنقياء هم أحرار في تصرفاتهم، يستوي عندهم السر و العلن، لأنهم لا يفعلون إلا الخير.
    قفا نبكي رحيلها و نستدعى وقفتها أمام إنسان عيني؛ تخرج (جزلانها) و تقدم لي مصاريف الدراسة في زمن قاسٍ من أيام دراستي في حنتوب الثانوية، قدمت لي كثيراً من المعروف باسم الله و الحب دون أن تتبع في صنيعها منّاً و لا أَذًى، رحلت قبل أن أقدم لها شيئاً غير نية تضمرها ضلوعي دون أن تعلم هي منها شيئاً.
    رحم الله حبوبتي التومة بنت جابر و عمتي الله أدانا بنت العصام و غفر لهنّ ذنوبهنّ و غفر لنا و لجميع موتانا، و إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون.
    ابنكما صبحي ..
    sudansudansudansudansudansudan85.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة Omer Mustafa on 05-26-2016, 12:15 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( قصة قرية من السودان) Omer Mustafa05-16-16, 01:20 PM
  Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-16-16, 03:14 PM
    Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( أحمد الشايقي05-16-16, 04:08 PM
      Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-16-16, 08:53 PM
        Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-16-16, 09:39 PM
  Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( معتصم سليمان05-16-16, 09:44 PM
    Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-16-16, 10:59 PM
      Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-16-16, 11:19 PM
    Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-16-16, 11:51 PM
      Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( ابو جهينة05-17-16, 07:20 AM
        Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( أحمد الشايقي05-17-16, 09:47 AM
          Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-26-16, 01:47 PM
        Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Abutalib Elgorashi05-17-16, 10:17 AM
          Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( طه داوود05-17-16, 01:34 PM
            Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Osman Dongos05-17-16, 01:57 PM
              Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( خالد حاكم05-17-16, 03:50 PM
              Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-26-16, 02:25 PM
            Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-26-16, 02:17 PM
          Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-26-16, 01:54 PM
        Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-26-16, 11:50 AM
          Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-26-16, 12:10 PM
          Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-26-16, 12:10 PM
          Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-26-16, 12:11 PM
        Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( Omer Mustafa05-26-16, 12:30 PM
          Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( ابو جهينة05-26-16, 01:57 PM
            Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( شمس الدين ساتى05-26-16, 03:11 PM
              Re: قرية بورتبيل ...الماضي...الحاضر...المستقبل ( عبدالرحمن أحمد السعادة05-26-16, 03:34 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de