الآذى الحقيقى..
الذى لحق اهل الولاية من جراء الحرب الآهلية..
هو التعليم..
نعم التعليم..
فحينما تجلس الى أى شخص فى حكومة الانقاذ من أهل الولاية..
وتستمع اليه.
تشعر بأنك تتحدث الى كائن غير الكائنات الحية..
لانه قد تمت برمجته على أتم وجه..
ومستعد أن يبصم على جرائم الآنقذ الى يوم يبعثون..
وهو يعتقد أنه يحسن صنعا بالولاية والسودان أجمع..
وحينما تتحدث و تستمع الى جندى فى الحركة الشعبية..
فالمصيبة أكبر..
تشعر بالخوف من حقيقة الشخص الماثل أمامك..
فقد ملاؤا نفوسهم غلا و حقدا على أهلهم..
وملاؤا عقولهم بفلسفات لا ترتقى حتى الى ان تشكل حياة الحيوان..
ومع كل ذلك..
تجدهم عارفين ومقتنعين و مكتوين بكل سياسات الحركة...
ولكن يفضلون البقاء داخل الحركة..
وتنفيذ هجمات النهب المسلح على أهالى ابرياء..
هذا لآن الحركة تركتهم جياع وبلا لوجستك..
وأوهمتهم بأن الحياة خارج نطاق الحركة سوف تقضى عليهم قضاءا مبرما..
وأن أى شخص من أهل الولاية لا ينتمى اليها..
فهو خائن يجب قتله..
و الحل الوحيد هو أن يحاربوا حتى الممات..
...
كنت أعتقد ولسنوات طويلة بأن جنود الحركة مستائين من نقدى للحركة..
ولكننى فوجئت بأنهم يتفقون معى فى كل شئ..
ولكنهم يقولون..
أنه لا حل اخر لديهم..
لانهم خارج الحركة سوف يتم اصطيادهم وقتلهم كما الفئران...
وبالتالى من الافضل ان يقتلوا ويقتلوا حتى اخر يوم فى عمرهم..
الجهات المتحاربة فى جبال النوبة...
انتزعت ادمية المتحاربين..
وحولتهم الى اشخاص لا ندرى كيف نصفهم..
ولا ندرى كيف سينخرطوا فى الحياة فيما بعد ..
لآن القتل و رائحة الدم..
قد اصبحت غذائهم ونشوتهم الحقيقية...