إن وجود دول مثل السودان،الصومال،جيبوتي وجزر القمر في جامعة الدول العربية يعبر عن حقيقة هذا التجمع، وإن جادل البعض في السودان بإنتماءٍ لعروبة ما.!، فما قولهم في بقية الجيوب الناطقة في المحفل العربي.!. قد يكون هو صدقاً تجمع للناطقين بالعربيه، وإن أردنا أن نكون أكثر تحديداً فهو تجمع من يستخدمون لهجات عربية في جزء من نشاطهم الإجتماعي.
إن الذي يجمع هذا الشتات في جامعة واحدة ليس هو بأي حال إنتماءٌ عرقي..! لأن دولاً مثل العراق، الجزائر، المغرب، موريتانيا و ... لايمكن أن تخفي نصفها "العجمي"..! وتدعي إرثاً عرقياً عربياً خالصاً، ناهيك عن السودان ومن في صفه.!.
وجود هذا التجمع أملته متطلبات ما بعد الحرب العالمية الثانية وإستحداث وطن يلملم أطراف المعضلة اليهودية التي ظلت تؤرق المنتصرين في ذاك الصراع الكوني، لذا لم يكن مستغرباً ان تنفلق الجامعة العربية وعلى رأسها أحد خريجي ماساة وملهاة العالم تلك، وهو الداعي لأن تراوح الجامعة مكانها حيث أن وجودها إرتبط وقيام دولة إسرائيل التي وجدت لتبقى وزوالها يعني تأجيج الصراع مجدداً في العالم المتحضر.!.
كما وإن علينا الوعي لذاك التوافق الغيبي بين الغرب الكنسي والشرق الإسلامي في حتمية لتجميع اليهود المغضوب عليهم في أرض فلسطين.!.
إن التفاعل الثقافي بين الناطقين باللغة العربية هو ما يبسط لنا حبال وصل مع بقية مكونات الجامعة العربية، وما تطورنا الذاتي بمنكفئ عما يحدث حوله ممن يحملون زخماً ثقافياً نشترك معهم في منابعه، وليس أدل على ذلك من متابعة الفضائيات العربية في السودان.