لم يبدأ تأريخ السودان من دخول الإسلام إلى ربوعه، بل هناك إرثٌ تأريخي وضع بصمات عميقة على توجهنا الثقافي الماثل اليوم، والعودة بحثاً وتطويراً لهذا الإرث المعرفي سيكون حتماً لبنةٌ في وحدة حركة مجتمعنا، وتغليباً لسودانية الطرح الثقافي العربي الإسلامي الرافض لأي هيمنة عرقية أو دينية لموجهات حركة المجتمع السوداني.يجب إسقاط مفهوم إن الإسلام عروبيٌ من ثقافتنا ووضع حاجز بين ممارستنا السياسية و شعائرنا الدينية من خلال طرح مجتمع سوداني تشكله كل التوزعات العرقية والروحية التي تقطن ارضه.
المواطنة السودانية هي حق لكل أفراد المجتمع والتواصل الثقافي هو الذي يرفع الحس الوطني وينمي نزعة الإنتماء لهذا المجتمع.
وفي ظل غياب إطار ثقافي متفق عليه تصبح عملية بناء الوطن حرث في بحر لا قرار له.
إن الهدف الذي نروم لايشكل حجراً على أحد في أن يطبع بصماته على مسار المجتمع السوداني، ولكن في ذات الحين أن لا يفرض إلتزاماته وشعائره على بقية أجزاء المجتمع، وبإسقاط الطابع العرقي للتوجه الثقافي العربي الإسلامي في صورته السودانية فإننا نهئ لبناء مجتمع سوداني يضع السودان الوطن الديمغرافي فوق كل إرتباطات تتعدى الحدود، وبالرجوع للأخذ السوداني للدين الإسلامي ينتفي التعصب الديني ويتجدد التعايش بين مختلف الإلتزامات الروحية وحرية عطائها في الإطار الثقافي السوداني المرتقب تطوره.