Quote: فقدت ناس عزيزين جروهم عنوة للحرب دون رضا ذويهم (من الشارع عديييل وجونا جنائز) ثم ازيك ياحيدر وماتبقى عاطفي للدرجة دي
|
سلامي وأشواقي ... يا حيدر حسن ميرغني,
أتفهم تماما غبينتك وإنفعالاتك الحقة تجاه موت الترابي,
كما أتفهم إستطراد هذه الغبينة لمصاف قومي, بحكم
ما حدث للسودان جراء مشروع الترابي الداهم والعتي
والخاسر خسرانا مبينا. فما يزال الوطن يعاني من تلك
الإعتلالات التي فرضها حكم الحركة الإسلامية على
السودان. لكن ... مهم جدا أن ننظر إلى الأفق السياسي
في إطار مشروع حل ممكن. وهذه الإمكانية هي العمل
على {عكس} مجرى الرحلة الراهنة, لنقيم الحرية بديل
الديكتاتورية, ووطن كل الناس بدل وطن أساطين الإسلام
السياسي, ونظام حكم يختاره الناس بطوعهم وإرادتهم بدل
نظام حكم وصائي باسم زمرة منا تتحكم في أمر الإطلاقية
الدينية وتفرضها على سائر الناس. وهذا الشعب الذي نريد
تغيير مجرى حياته من القهر إلى الكرامة, هو نفس الشعب
الذي يعيش في أرض السودان, بمفاهيمة المختلفة بطوائفه
بأحزابه وبكل مكوناته التاريخية والحاضرة. وهذا الشعب
عاش أوضاعا إستثنائية كبيرة وصعبة وقاسية. لكنه مع ذلك
لم يفقد إهابه ومكامن تميزه وحزمة أخلاقه وقيمه. وهي أخلاق
وقيم ذات إستقلالية نسبية من السياسة, فما تزال كثير من القيم
السودانية تبحر في مجاريها التاريخية وتتحرك عبر دوافعها
الاجتماعية والتربوية.العزيزة على أهل السودان. وبالمناسبة
فإن التمسك بتلك القيم وتلك المرجعيات, هي التي جعلت المشروع
السياسي الإسلامي غريبا وغير موصول بجينات أهل الوطن. بل
هذا ما أورد أحلام الإسلاميين القهقرى. وبعد عقود ممضة من
السيطرة على السلطة أرى الآن أن اليد العليا للشعب, وأن بقايا
تلك التجربة محاصره ومرتبكة وقليلة الحيلة. لم يحدث
هذا عبر فعل ونشاط سياسيين في حالة صعود ومسيرة نصر,
إنما حدث فقط بالمناعة القيمية الضاربة الجذور في وجدان
الشعب, حدث هذا بمفعول الحاضر من السودان الاجتماعي
وليس السياسي. ومن ضمن ما يحفظه السودانيون في حدقات
عيونهم هو العمق الإنساني الذي يربأ بهم عن {تسييس} الموت
وتحقير الميت والشماته عليه. السودانيون هم أهل عزة وتسامح
لا يقتلون الميت مرتين ولا يفطسون الزاوي ولا يمثلون بالميت
لا عضويا ولا معنويا. لحسبهم أن الشدة عند الحياه وعندما يكون
الخصم قادرا على المواجهة. ولأن من {أفشل} مشروعهم ليس
ضربة لازب ولا شيطان , إنما أفشلها شعب السودان بحسه العالي
وصبره ونفاحه وعزمه وقدرته على كبح جماح الإستنثاء والقهر.
إذن فشعب السودان قادر كذلك على المواجهة وعلى الإنتصار
لإرادته من براثن الطغاة {الأحياء} ... فهنا مكمن كرامة عاليه
أرجو ألا تبخس بالزهج وحراق الروح والإنغماس في الردفعلية.
... وجهة نظر يا حبيب ... تشبه عقلك وقدرتك على التجاوز والتضام
... في آن ... فأشملها بنظرة ممعنة ... وتعال صادي لنرى وليتصل
الحوار