كتب ول ابا الطيب رحمه:
Quote: لا زلن بنات اعمامنا فى كل الهامش ينشلن المياه من الابار لسقية الناس و السعية .. و لا زالت البدقة تحصد الارواح و سرداق العزاء اصبح على راس الساعة
|
ول ابا الطيب..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على اثارة هذه النقطة ، فالمرأة في الأرياف البعيدة في كل اصقاع امسودان هي فائض قيمة لا يدخل في حسابات النخبة في امسودان ، وتحديدا النخبة النسوية ..!
ومن هذه النقطة اسمح لي أن احي المرأة ، في يوم المرأة العالمي ، في كل ارياف امسودان ، في اقاصي الشمال ، في اقاصي الشرق ، في الوسط ، في اقاصي الجنوب وفي اقاصي الغرب.. واخص بالتحية المرأة في حزام الحروب السودانية..!
الآن يا صديقي المهمة صارت اكثر تعقيدا وتحدياتها تطل برؤوسها وتحتاج كثير من الشجاعة وقوة الإرادة.. فمفهوم الحرب في امسودان يا الطيب اصبح معقد للغاية وكل ينظر له بالطريقة التي تخدم اغراضه ، اهل النخبة المعارضة تنظر للأمر بانه مجرد تكتيك مرحلة ، والمكتويين بنار الحرب ينظرون اليه بانه امر جوهري يرتبط بحياتهم واستمرارهم في الوجود.
مأساة بناتنا التي ذكرتها يا صديقي ، زادتها الحرب كثيرا ، حيث اصبحت المرأة في مناطق الحرب تتصدى لمسئوليات جسيمة: اصبحت هي المسئولة عن التربية والتنشئة ولقمة العيش ، اصبحت هي الأم والصديقة والقدوة ، لا لذنب جنته في هذه الحياة الفانية سوى أن اقدارها ربطتها برجل اساء تقدير الأشياء والخيارات وانخرط في حرب عبثية لا يعلم عن كنهها الكثير..!
هناك يا صديقي ، اصبحت المرأة وحيدة تواجه عواتي الرياح وتصاريف الحياة المعقدة ، وفوق ذلك بنية الأخلاق البطرياركية العامة لم ترحمها البتة ، تضعها تحت المجهر وتلومها على كل نقيصة حدثت..!
والبعض يا صديقي ، من باب تسليك الحاجات ، يتعامل مع الواقع بحرفنة ، فتكون طائفة من النساء في تماهي تام مع الذهنية البطرياركية ، في الريف تكون المرأة حكامة تحض الناس على القتال (لأن الذهنية البطرياركية بتاعة الرجالة تطرب كثيرا لذلك) في النخبة تتماهي مع بطرياركية النخبة في القتال واستمرار الحرب ، وتصدح بما يريد ه البطريارك المعارض..!
اثارت الأخت الكريمة سكينة كمبال (تكتب باسم ست البنات) سؤال ماذا فعلتم لستات الشاي.. أي والله ستات الشاي..وفي بداية الخيط كنت اظنه اللؤم اليساري الذي عماده باشبوزك الحزب الشيوعي والعرمانيون الجدد وناس حزب الأمة الجدد (ممن يقدمون التهاني في احتفال عيد امامهم الثمانيني وكأنما قضايا السودان لم يتبقى منها سوى ان نحتفل بأعياد ميلاد الشيوخ فينا..!)..ولكني وصلت لقناعة بانه ليس لؤوم وانما هي سطحية وتغبيش للوعي وتجهيل مركب للأشياء..!
فالتي تسألك ماذا فعلت لستات الشاي ، هي منمطة بطرياركيا ، تقول ما يريد سماعه الرجل/النخبة/السياسي/المعارض السوداني ، وتتناسي أن ظاهرة ستات الشاي في امسودان ناتج مجاعة 1984 والحروب السودانية العبثية التي استمرت لسنوات طويلة.. وتتجاهل يا صديقي ان مجرد رفع صوتك بان تقول لأ للحرب هو خطوة في اتجاه ان تفعل شئ لستات الشاي وغيرهن من النساء المقهورات بفعل الحرب..هذا هو مفهوم الحرب الذي غاب عن رؤية البعض منا..!!
محنتك يا صديقي ، وانت المهموم بالتخطيط التربوي ، اكبر من محنتي انا الذي ينظر لأمر الحقوق ، فالتربوى السوداني ، وعلى نطاق ربع القرن القادم ، هو المسؤول الأول عن استعدال الصورة ، هو المسؤول الأول عن ان يحول لنا ناتج الحروب السودانية من انسان شرس/انتقامي/ فوضوي الى انسان سوي/حضاري/ يعمل للمستقبل واستقرار هذا المستقبل..هذا جانب الحرب الذي نراه يا صديقي ، وللأسف سقط عن رؤية البعض منا..!!
في امسودان يا صديقي ، من السهل للغاية ان تصنع ثقافة حرب ، ولكنك تجتاج سنوات لتصنع ثقافة سلام..!!
نعم يا الطيب ، يجب أن تقف الحرب السودانية اليوم قبل الغد ، وحينما نقول بذلك وندعم ذلك فنحن نعرف من أيتها ارضية ننطلق ، ولا يهمنا ان رضيت عنا نخبة امسودان المعارضة..!!
وصدقني نحن نعرف كيف ان نوقف هذه الحرب..!!
وسنكتب سيوسيولوجيا الحرب العبثية في امسودان ، وابسط ما نقدمه للمرأة في حزام الحرب السودانية العبثية ان نقول: لأ للحرب..!!!
وفوق ذلك أن نعمل لوقفها ، ونعرف كيف ان نفعل ذلك..!!!
وان نقول لها (المرأة في حزام الحرب السودانية): كلامك صاح يا زولة يا ضو:الرجل السوداني ، خصوصا صانع الحرب العبثية في امسودان ، هو عيب يمشي علي ساقين..!!..واقبح منه النساء البطريارك..!!
ودمت
كبر