كتب محمد حيدر المشرف:
Quote: سيظل ايقاف هذه الحروب المتوالية اولوية مطلقة يا الطيب .. أولية تحتاج الكثير من العمل الجاد والفاعل والايجابي والوسائل المنطقية والعقلانية والمنظمة مننا كسوداننين .. وحتى ذلك الحين .. سيبقى الحال على ما هو عليه للاسف الشديد.
|
ول محمد حيدر ..حبابك يا صديقي
وكتر خيرك على هذه الموضوعية.. فالموضوع يا صديقي ظهر فيه اصطفاف ايدولوجي بين للغاية ، وهو ليس اصطفاف لمقارعة الحجة وتقديم البدائل..وانما اصطفاف قمعي يسعى الى تسفيه الأشياء ويخصم من رصيد المعارضة والمعارضين لفكرة الحوار كثيرا لأنه يظهرهم بانهم منهزمين امام الوقائع والواقع والحجة..والحكمة تقتضي أن كان الفرد يرفض الأمر لأسبابه الخاصة فليس من حقه ان يفرض هذا الرفض على الأخرين..وهذا ما لمسته للأسف من مداخلات كثيرة هنا..عموما..وبالطبع انت استثناء يا صديقي من غير مجاملة..
الواقع متحرك يا صديقي ، وامر رفض الحرب هذه نتيجة توصلنا اليها منذ سنوات الى صارت وسارت طيلة جكة الحوار الوطني ، وكل القوى السياسية (معارضة أو حكومة) امنت على هذا المطلب..ولكن..!
نحن شعوب امسودان ، ما عاد الأمر عندنا مجرد اعلان ان الجميع يقف ضد الحرب (وكتر خير كل من اعلن هذا المطلب ودعمه) ولكننا الآن في مرحلة ماذا يجب أن نفعل لتقف الحروب السودانية العبثية ، وفوق ذلك ماذا يجب أن نفعل حتى لا تتكرر هذه الحروب مرة اخرى؟..
المعارضة لم تتقدم خطوة نحو تعضيد القول بالفعل ، يعني عندها امر وقف الحرب تستخدمه كتكيك مرحلي ، فلم تتوحد على رؤية واحدة ليس بهدف اسقاط النظام وفقط وانما بهدف كيف يكون مستقبل السودان (غض النظر عن سقط النظام أو لم يسقط). وحينما تدخل في المحك الحقيقي يكون اهتمامها اطلاق حريات وتحول ديموقراطي ومحاصصة ..الخ..
الحوار الوطني تقدم خطوة نحو موضوع وقف الحرب. لأنه طرح سؤال محوري: ماهي اسباب الحرب في السودان؟..واجابوا ان من اسباب الحرب ليست هناك وثيقة تحكم الحقوق والمواطنة والمؤسسات واسئلة الهوية والإقتصاد الى اخر المحاور التي نوقشت في الحوار. واذا سألنا السؤال الصحيح وحددنا الإجابة الصحيحة أو المعقولة ، فاننا حتما سنعرف ماهو العلاج السليم.
المعارضة ليست لها علاقة بالجماهير ولا تعرف قضاياهم الحقيقية ، وتظن ظن كبير ان الكوادر الملتزمة في هذه التنظيمات هي جماهير السودان ، وهذه كوادر حركية في الحد الأدني سوف تنصاع لأوامر قياداتها ، بالتالي أي كلام بيكون مجرد استهبال كلامي للخم والغش والتدليس ، وفي نفس الوقت ليست هي على استعداد للجلوس لهذه الجماهير وسماع رأيها ، وانما تريدهم فقط أن ينفذ لها ما تريد.
الحوار الوطني ، في المقابل ، تجاوز ضيق المواعين ، وفتح الباب لأفراد وجماعات ومنظومات وحركات مسلحة..لأن تأتي الى الخرطوم وتناقش ما تراه مناسب لمستقبل السودان واستقراره ، وكانت الحكومة مشاركة مثلها ومثل بقية الناس..يعني لم تحتكر أي شئ ولم تفرض أي شئ ، وانما كما حكي الأخ الطيب وغيره أن رأي ممثل الحكومة احيانا يهزم بالأغلبية..!
لم تتاح لي الفرصة لأكون قريبا من ناس الحكومة حتى اعرف نواياهم الحقيقية ، ولكن هناك معطيات معقولة تجعلني اثق في فكرة الحوار لحد ما:
اولا: حوار سوداني سوداني ، وتم في داخل السودان ، وبمشاركة متعددة.
ثانيا: حوار يسعى لتحقيق توافق على وثيقة تصلح لتكون اساس لدستور سوداني دائم.
ثالثا: النظام سمح لكوادر حركات مسلحة (لازال بعضها لديه اسلحة وعسكر) واوفى بعهد الضمان والأمان.
رابعا: غياب احزاب اليسار عن الحوار ، مطلقا لا يعني اننا يمكن ان نصدق بروباقندا اليسار بانه حوار لجمع الصف الإسلامي..و ان كان الأمر كذلك ، فهو ايضا مكسب ، على سيحث اليسار على التوحد.. لأن وحدة اليسار السودان امر مهم لمستقبل السودان.
وليس هناك غضاضة البتة يا صديقي ان يعلن الجميع انهم ضد الحرب ويرفضونها ، ولكن تربيع اليدين بعد اطلاق التصريحات هو ما يأتي بالغضاضة. العمل تجاه وقف الحرب هو ما يجب ان يكون واقعا ، غض النظر عن كونه جاء من أي خندق أو أي مشرب.
ودمت..
كبر