هي المرة الأولى منذ وعيت في هذه الدنيا أجد نفسي غير قادرٍ تماماً على الترحم أو الدعاء لإنسانٍ غادر الدنيا. تحسست مشاعري الإنسانية عدّة مرات منذ سماعي بالخبر ، لم أتوقع أنني في يوم من الأيام لن أحزن لوفاة أحد مع أن الآجال والأقدار والأعمار بيد الخالق وأنني لا أملك حتى لنفسي الضعيفة أي أمان أو ضمان ولا أدري ما قد يُكتب لي في الأقدار مستقبلاً وحاضراً. لأهله وأتباعه وأصدقائه مشاعر ، أقدّرها ، وللموت هيبة لا نتجاوزها، ولملايين الضحايا الأحياء منهم والأموات أيضاً مشاعر مقدسة وحقوق منتهكة ومسلسل من التلاعب بوطن كامل بشعبه وأرضه ووجوده. فلنفصل بين الإنسان وبين الشخصية العامة ! رحيل إنسان - أي إنسان - هو أمر محزن ومؤلم ، أما هو كشخصية عامة فإن أقلّ ما يستحقه السودان وشعبه هو رحيل هذا الرجل واختفاؤه تماماً من المشهد السياسي وأتوقع أن تتغير بعده أشياء كثيرة ، أحسّ أن السودان مقبل على عهد جديد ، ستتضح رؤاه خلال عامين من الآن إن شاء الله ستكون هناك بعض الهزات الارتدادية الآن حيث أن من الطبيعي أن بعضاً من رجال الصف الثاني و الثالث سيجدون الفرصة للتعبير والفعل والحراك الآن لكن في النهاية لا أعتقد أن أيا منهم يملك مَلَكَات طويلة المدى أو حتى متوسطته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة