المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدرويش.. دكتور عبد الرحمن الغالي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 11:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2016, 04:49 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� (Re: محمد حيدر المشرف)

    الحلقة الرابعة

    الفصل الثالث:

    مقولات الرواية السياسية الأخرى:

    انبنت الرواية في واحدة من ثيماتها الأساسية على مقولة التعصب والتطرف الديني في المهدية والذي ينتج ضربة لازب المغالاة في قمع الخصوم وغير الموالين. هذه "الأطروحة" لازمتها في الرواية أطروحة أخرى مكملة لها وهي افتراض أن المهدية تمرد طارئ على نظام مهما كانت سوءاته فهو أفضل منها، وأعقبها نظام حرر السودانيين من أنفسهم ومن عسف المهدية وتعصبها ولا عقلانيتها. هذه المقدمة ليست استنتاجاً استنتجناه أو استنتجته لجنة التحكيم وفرحت به فكافأت الرواية ولكنها رسالة واضحة قوية تطفو على صفحات الرواية فلا تحتاج غوصاً للإمساك بها.

    فمنذ مفتتح الرواية يقرر الكاتب أن الحرية أتتهم على بوارج الغزاة وخيولهم في سبتمبر 1898 مع دخول الجيش المصري للبلاد (ص 10)

    قال ابن عربي رحمه الله

    ألا إن الرموز دليل صدق

    على المعنى المغيّب في الفؤاد

    والرمزية واضحة مباشرة إن كان ثمة رمزية أصلاً.

    ثم تأتي العبارات تترى في مدح الحكم التركي وذم المهدية وتعصبها ووحشيتها من شاكلة:

    قوله عن المهدي: ( هذا درويش كذاب. لقد أحسنت إليكم مصر. حكمناكم بما يرضي الله. كنا نكرم سادتكم وشيوخ قبائلكم ولكنكم لا تردون المعروف بخير) 354 ( يا سوداني أنتم ناكرو جميل لا غير. بلاد السودان في خير حال تحت الحكم المصري. لكنكم مهاوييس دين) 355

    بعد وصول البعثة التبشيرية واحتفاء الأتراك والأوربيين بهم يقول: (اعتبروهم إضافة إلى رسالة الحضارة التي تنحت في صم بربرية البلاد) ص 134

    ويمجد غردون قائلاً: ( البطل الانجليزي الشهير غردون) ( والسودانيون يحبونه) وهو إنساني( رفض أن يطرد أسر المؤيدين للدراويش. المؤن لا تكفي ولكن غردون يصرف الذرة لأسر سودانية معروف أن لها أبناء يقاتلون على الجانب الغربي من النهر ويحاصرون الخرطوم) 388 وفي المقابل لهذه الصورة تماماً: تصف الرواية المهدي بأنه ( متعصب مسلم يدعي أنه مبعوث من الله لحرب الكفار) ص 190 ودرويش كذاب واتباعه بالبرابرة الدراويش المتمردين ثم تلصق بهم صفات حيوانية مثل ( يخرجون من جحورهم) ( ثم انتشروا كالجراد) وتصف الثورة بأنها تمرد وأنها فوضى ( اندلعت الفوضى في السودان) وتصف فعل السودانيين في بلدهم بالاحتلال ( المتمردون احتلوا أغلب البلاد) ص 196 ( محاصرة تماماً بالآلاف من المتمردين الدراويش) ص 197 في مقابل وصفها لاحتلال الجيش الغازي بالتحرير.

    ثم يمضي الكاتب ليكيل للمهدية تهم التعصب والوحشية والقتل الجزافي ليتحدث عن وحشيتها في الأبيض والخرطوم حيث يتم القتل والسبي والسجن في القيود والذبح والسحل داخل البيوت وفي الشوارع: ( مات عشرون ألف وزيادة ونهبت المدينة وأخذت النساء سبايا) ( أمر – المهدي – بتوزيع النساء قبل غروب الشمس من لها زوج ترد أليه ومن ليس لها تزوج أما الكافرات مثلهما فحازهما الأثرياء والأمراء) 247 ( الآباء يزحفون في قيودهم) 248 ( من مات منا لم يدفنوه قالوا ان الكلاب النصارى لا يستحقون الدفن) ( تحطم الباب وعبروا جثته اليهم. ذبحوا الأب بولس أمسك به أربعة منهم وقطع خامس عنقه)250 ( آخر ما شاهدته أجسادهن تُجر خلفها) 251 ( أُجبرا على اعتناق الاسلام) ( كبس أنصار الله المدينة قتل الترك في الشوارع والبيوت) 426 ( سيده مذبوح على درجات السلم) 426 الاغتصاب ( ذهبوا بها حيث يشبعها عشرات المؤمنين) 427 ( الدم باسم الله الدم لأجل الله الدم يا مهدي الله) ( كُسرت المهدية فخرج المغبونون يأخذون بثأراتهم...عبيد ذاقوا الذلة فقراء أضناهم التكفف عربان حارو الدماء يطلبون دماً بدم) 430 ( لكنه في المهدية ولغ في الدم وخاض في الموت) 439 ( في التركية كان مؤمناً مظلوماً وحين شرح الله قلبه للمهدية صار ظالماً شاكاً) 439 ( ما بال رسالة الله تنشر الموت)

    ثم كلام طويل عن شك المؤمنين بالمهدية فيها وفي جدواها وفي ظلمها ونكوصهم على أعقابهم إما ارتداداً أو إنزواءاً وهروباً للخمر.

    (دك المجاهدون حملة رايات مهدي الله المسيد وقتلوا الطلاب والحواريين الذين رفضوا ترك التصوف والايمان بالمهدي) 453

    ويستعير الكاتب كلمات أوهروالدر في لوم غردون على تساهله مع أسر المنضمين للمهدية من سكان الخرطوم ليضعها على لسان بطلته

    ( إن هؤلاء الوحوش لايمكن إلا أن يعاملوا بالكراهية والتوحش الذين هم جديرون به) 423

    قال أوهروالدر بعد أن وصفهم بالوحوش المتعصبين ( بكل تأكيد كان يتوجب أن يلقى هؤلاء المتعصبون المهدويون المنافقون معاملة مختلفة جداً من الأوربيين المتحضرين).

    ويمثل سجن الساير مكاناً محورياً في الرواية: حيث يتم تصويره مجسداً لفكرة الرواية عن ظلم المهدية ووحشيتها ولا عقلانيتها. فالسجن مكان فظيع يتكدس فيه الناس وزبانيته يسومون الناس سوء العذاب والمتهمون فيه لا يعرفون حتى تهمتهم ولا يعرفون لبقائهم أجلاً معلوماً هم بالغوه، فربما أتت بك وشاية أو انتقام من أي أحد من زبانيته أو لمجرد نزوة من الخليفة. والعملة السائدة فيه هي الرشوة الخ.

    الباب الثاني:

    الحكم التركي المصري للسودان

    الفصل الأول: طبيعة الإستعمار التركي المصري

    وكيف يصح في الأفهام شيء

    إذا احتاج النهار إلى دليل

    أبو الطيب

    لم يدّع الحكم التركي المصري لنفسه رسالة ولم يغلف أهدافه المعلنة وهي الحصول على ذهب السودان ورقيقه بحسب تعبير هولت. اتفقت على ذلك كل المصادر التاريخية بلا استثناء.

    كتب محمد علي باشا لإبنيه إسماعيل وإبراهيم:

    ( وإنكم عاقدون عزمكم على أنكم متى أخذتم بنصره تعالى السود استخرجتم نسوانهم وصبيانهم فأبقيتموهم هناك وبعثتم بذكورهم الصالحين لأعمالنا إلى الأمام، وحين يبلغ عدد هؤلاء الذكور عشرة آلاف تعقبونهم بإرسال ما استوقف واستبقى من النساء والصبية أيضاً) . وبهذه الطريقة ( بلغ عدد السودانيين في الجيش المصري 30 ألفاً في عهد محمد علي)

    وقد أثارت تلك الفظاظة الفجة والتعدي البين "المقدوم مسلم" فرد برسالة على الدفتردار مستغرباً غزو المسلمين وموضحاً أن هذا محض ظلم لاتسعهم إلا مقاومته والموت شهداء. قال المقدوم :

    (إلى حضرة دفتردار تابع باشي محمد علي. مني إليك جزيل السلام ومزيد التحية والإكرام. أما بعد فخطابك الذي أرسلته فهمناه وما فيه من جهة السيال والطمأ وغير ذلك فهمناه طيب إن كان نحن مسلمين وتابعين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالأمر والنهي في زمان السلاطين المتقدمين أنتم أهل بحر ونحن أهل بر وكل سلطان يحكم أهل بلده بما قال الله ولا نحن تحت ملككم من زمان السابق. كل سلطان يحكم رعيته بما قال الله وهو المسؤول. أما أنتم فغير مسؤولين عن حكم ديار الغير)........ (ولا ظهر في زمن السلاطين المتقدمين من العثماني من خاطبنا بهذا الخطاب ولا من يرسل التجريدة على بلاد الإسلام إلا أنتم في زمن محمد علي باشا غزيتم ديار المسلمين)...........( وأنتم مسلمين تحت سلطان آل عثمان خليفة رسول الله ولكن نحن خارجين في حكمه ولا هو مسؤول بنا يوم القيامة كل راع مسؤول عن رعيته يوم القيامة.......... نحن ما خالفنا كتاب الله ولا سنة رسوله ولا عهد الله لكم بقدوم بلادنا. أنتم غاصبين وظالمين وسايلين كما قال الشيخ فجاز دفع سايل. إن جيت بلادنا أنت سايل وظالم ونحن مظلومين إن متنا في دارنا متنا مظلومين وشهداء بين يد الله.)

    وهو نفس الرد الذي ساقه السلطان محمد الفضل بن عبد الرحمن الرشيد سلطان دارفور حيث قال في خطاب وجهه لمحمد علي: ( إنكم طالبون دولتنا وطاعتنا وانقيادنا لكم هل بلغكم أننا كفار وجب لكم قتالنا وأبيح ضرب الجزية علينا ..... نحن مسلمون وما نحن كافرون ولا مبتدعون ندين بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم).

    سام النظام الغازي السودانيين سوء العذاب معتمداً على تفوق آلته العسكرية. وعارضته كل قبائل السودان ومجموعاته وممالكه حين دخوله فبالغ في وحشيته لقمع المقاومة. فحينما انتصر على الشايقية احرق مدينة كورتي وتتبع جيش الشايقية في كجبي وحنك ثم إلى جبل الدقر (ورماهم بقنابل المدافع فخرجوا منها منهزمين فتبعهم فرسانه قتلاً وأسراً قيل وكانوا كلما أسروا رجلاً قطعوا أذنيه تشويهاً له )

    ولما حدث مقتل إسماعيل باشا نكّل النظام بالسودانيين نكالاً لم يسمعوا به من قبل حيث أباد الدفتردار في حملته الانتقامية سكان مدينة شندي ( واستمر في مطاردة المك نمر مخلفاً وراءه مجزرة امتد مسرحها لمئات الأميال ووجدت القرى والمدن التي مرّ بها نفس مصير شندي وهي المتمة والعيلفون وتوتي ومدني) وأضاف أبو شامة إلى ضحايا الحملة الانتقامية آخرين حيث قال: ( قضى الدفتردار على كثير من الحسانية وأهل الحلفايا والعيلفون وشندي وأحرق الدامر وهاجم القبائل البدوية بما فيها الكبابيش الذين أعانوه عند دخوله بالجمال إلى كردفان) وأضاف شبيكة كسلا ومعارك المك نمر ومساعد الثلاث في بربر التي حاصراها بعد حرق الباشا ومعركة النصوب ومعركة أخيرة قرب الحدود الحبشية.

    وروى صاحب كتاب دور الأزهر في السودان تلك المجازر التي طالت بيوت الله والعلماء وطلاب الخلاوى قائلاً: ( طلب منه – أي محمد خسرو الدفتردار- أن يقمع الثورة الناشئة آنذاك فهب من حينه متوجهاً إلى الأبيض يقتل ويسفك ويحرق القرى واحتمت القبائل بالجزر على النيل وتوجه شمالاً فقتل أهلها ولم تسلم منه حتى بيوت الله فخربها وحرقها وحرق من احتموا بها...... ولم ينج من سيف الدفتردار أحد حتى العلماء فقد قتل في المتمة الشيخ الريح السنهوري العالم ومعه أكثر من مائة طالب أمامه كانوا يدرسون عليه الفقه المالكي، وقتل العالم قمر الدين حفيد الشيخ مجذوب وحرق مسجد الدامر. كذلك قتل بالمدفع الشيخ أرباب الكامل خليفة أرباب العقائد مؤسس مدينة الخرطوم كما قتل الشيخ صالح ولد بانقا العالم الذي ورد ذكره وقبض على العلامة الفقيه إبراهيم عيسى مؤسس المسجد المعروف وضرب ضرباً مبرحاً..... وقد قدر مجموع من قتلوا في حملة الدفتردار الانتقامية بثلاثين ألفاً)

    هرب المك نمر بعد إحراق الباشا وانضم إليه كثير من الناقمين وأسسوا على الحدود مملكة ظلت تناوش الاتراك لنحو 50 عاماً . وفرت كثير من القبائل من موطنها الأصلي خوفاً من سطوة الأتراك وجبروتهم واسترقاقهم للناس وأخذهم أموالهم. ( هجر السكان مناطقهم الزراعية خوفاً من الضرائب التي تُجبى لمصر..أما الذي لا يدفع فقد كان له التعذيب والربط في الشمس والضرب وسجن القطط في ملابسه) وذكر شبيكة فرار أهل الشمال هرباً من الضرائب إلى كردفان وسنار مستشهداً بتقرير أحد مديري دنقلا في 1256 هـ حيث ذكر خراب 550 ساقية وفرار رجال 2011 ساقية من أصل 5900 ساقية

    أرتفعت المقاومة للحكم التركي في كل أنحاء الوطن شماله وجنوبه من ديار الشايقية والجعليين وغيرهما إلى المسبعات وامتدت المقاومة إلى دارفور بعد غزوها وضمها، وإلى جبال النوبة وجنوب السودان حيث تركزت هجمات الأتراك لصيد المواطنين وأخذهم رقيقاً وسنأتي لاحقاً على موضوع الرق. كما أخذت القوات الحكومية تنهب المواطنين وممتلكاتهم فنشرت الرعب في جنوب البلاد، ويمكن اقتطاف ما يلي للتدليل على تلك القسوة. قال الكاتب السوفيتي سيرجي سمرنوف:

    ( كانت السلطات المحلية تقوم بالاستيلاء على أبقار القبائل النيلية والذرة وسن الفيل بواسطة القوات المسلحة ومتى وجدت معارضة من الأشخاص قامت باستعمال النيران في القرية وأخذ العشور من القرويين) (أُجبر دينكا جانق على الهرب وترك أبقارهم).

    وتأكيداً لذلك قال الكاتب المصري حسام الحملاوي: (وكأي قوة استعمارية دأبت الإدارة المصرية على نهب الموارد السودانية بطريقة منظمة، فتم نهب الصمغ والعاج وريش النعام من أجل التصدير للسوق العالمي. ونهبت الثروة الحيوانية من جمال وأبقار وثيران وكباش لسد احتياجات مصر من اللحوم ومنتجاتها الصناعية من الجلود والصوف. وكان النهب يتم عن طريق الحملات العسكرية أو بشراء الحيوانات من أصحابها بأبخس الأثمان. ولنوضح مقدار النهب يكفى أن ننظر للأرقام عن الكميات التي صدرت إلى مصر في عام واحد (1835 – 1836) : 4000 ثور، 7000 بقرة، 250000 جلد بقر، 64000 جلد ماعز، 19600 جلد ضأن، وظلت تلك الكميات في الازدياد المستمر طوال فترة حكم المصريين.)

    وقد وثق هرب القبائل الجنوبية من عسف الأتراك أحد تقارير البعثات الكاثوليكية في عام 1850 حيث جاء فيه:

    ( أبحرنا في شواطئ مهجورة لأن المتوحشين المساكين الذين يعيشون على ضفاف النهر في خوف دائم من الأتراك وكثيراً ما وجدوا معاملة قاسية في حملات الأتراك السنوية)..( لقد قوبل الكاثوليك بالشك في جنوب السودان حيث ارتبطت بعثات البيض التبشيرية في أحيان كثيرة بالأتراك الذين أتو قبلها)

    ولقد اتفقت كل المصادر التاريخية المغرضة والمنصفة، القديمة والحديثة على أن أهم أسباب قيام الثورة المهدية هو فساد الحكم التركي المصري وطغيانه . وعزا شقير كراهية السودانيين لذلك الحكم ( للعنف الذي اتصف به الفتح المصري الأول وعلى وجه الخصوص ما كان من أعمال التخريب التي قام بها الدفتردار إضافة للضرائب الباهظة) وجعل شقير العنف السبب الأول يليه الضرائب. وعن عموم سخط السودانيين قال هولت ( يمكن لحركة ثورية أن تنجح عادة إذا انتشر السخط بين أفراد المجتمع عامة ولم يقتصر على طبقة واحدة أو منطقة محددة وبحيث يكون صادراً عن مشاكل رئيسية وليس عن أخطاء سطحية أو فورة مؤقتة) وقال: ( أما النظام المصري لجباية الضرائب بما صحبه من عنف واغتصاب فكان إشكالاً مستديماً) وأكثر من ذلك فعندما عين الخديوي توفيق غردون حاكماً على السودان برر ذلك في خطاب التعيين حيث جاء فيه ( وعندما كان هدفنا المخلص أن نفعل ما هو عدل وحق لإزالة كل مصادر عدم الرضاء وأن نحافظ على الإنصاف بين الأهالي) .

    فهم غردون الرسالة وحينما وصل السودان قام بإلغاء متأخرات الضرائب وإعفاء ضرائب الثلاث سنوات القادمة وأحرق دفاتر محصلي الضرائب وأسواطهم في الميدان العام) قال شقير (وطمأن غردون الأهالي من عدم اعتداءات الباشبوزق...وأمر بجمع دفاتر الضرائب على الأطيان في ساحة عمومية ووضعت فوقها السياط وآلات الضرب وأضرم فيها النار ثم زار السجن فأخلى سبيل الجميع ما عدا القلة) وكفى بذلك دليلاً.

    أضاف هولت سبباً آخر لكراهية السودانيين الحكم التركي المصري ( كان الحكم المصري مكروهاً ليس فقط بسبب أخطائه بل أيضاً بسبب صيغته حيث كان حكماً أجنبياً مستمراً)

    لقد بقيت تلك الفظائع محفورة وحية في الذاكرة السودانية لفترة طويلة قال وار بيرق عن مشاعر السودانيين عشية الحرب العالمية الأولى في عام 1914 : (مسلمو السودان لن يؤيدوا تركيا لأن فظائع الأتراك ما زالت محفورة في ذاكرتهم وكراهيتهم للأتراك بقيت دون تغيير)

    الفصل الثاني

    الخديوية لا تمثل المصريين

    وأكثر من ذلك فقد اعتبر كثير من المصريين أن نظام محمد علي باشا وسلالته لا يمثل المصريين بل كان له دور سالب حيث رأى الدكتور سيد البحراوي ( أن محمد علي باشا نجح في القضاء على امكانيات التطور الطبيعي في شعب مصر وأحل محلها مجموعة من الفئات الجديدة التي أصبحت تابعة لأوربا) .

    وقال الأديب والمسرحي المصري محمد فريد أبو حديد: ( كان حكام الأمة يلهون في حياتهم الرخيصة لا يبالون شيئاً سوى سلطانهم وكبريائهم الجوفاء ويسخرون الأمة في إقامة حكمهم الذي نخره الجهل والغفلة) ويصف الكاتب حركات الوهابية والسنوسية وحركة جمال الدين الأفغاني في مصر والمهدي في السودان بأنها كانت استجابة الأمة في وجه الهوان والتهاون والاستبداد والحكم الأجنبي ثم يقول: ( أليس من أعجب العجائب مع هذا أن توصم حركة المهدي بأنها لم تكن سوى حركة عداء ضد شعب مصر) ( ألم تكن سوى إحدى الثورات الشعبية العربية) ( لم يعد خافياً في أيامنا الحاضرة أن ثورة المهدي كانت موجهة ضد طغيان الحكم العثماني وممثله في مصر فهي موازية لثورة عرابي ضد هذا الحكم نفسه) ( فوا عجباً للاستعمار إذ يتدسس إلى حكم مصر فيحتلها في سنة 1882 ثم يقوم بالدعاية العريضة لإظهار المهدي في صورة الثائر على مصر وصورة المعادي لشعب مصر! وأعجب من ذلك أن تلك الدعاية وجدت قبولاً عند طوائف شتى أخذت تردد صيحة الاستعمار بعضها سيء النية وبعضها حسن النية ولكنه واهم مغتر)

    وقد ذكر الأستاذ هيكل في حلقاته في قناة الجزيرة ( أن أسرة الملك ليوبولد ملك بلجيكا أخذت الكونغو كملكية شخصية واغتنت منه وكذلك ملوك البرتغال في أنجولا والخديوي اسماعيل في السودان جمع مالا وأن فتح السودان أيضا كان لجمع أملاك له ثم صرنا نحن نتمسك بسيادة التاج على السودان. لم يستعمل محمد علي باشا مصرياً واحداً (في الإدارة العليا). الخديوي إسماعيل استعمل من هيكس لبيكر لميستنغر لهوتنسر، بل أتى بكولن بونت وهو أمريكي انهزم في الحرب الأهلية الأمريكية وحارب ضد فكرة تحرير العبيد والسود وجاء به ليحكم في السودان فماذا نتوقع منه......لكن على أية حال بقتل غردون باشا وبالهزيمة الساحقة للوجود المفترض أنه مصري ومصر ليست لها علاقة به في واقع الأمر)

    ويوضح الخطاب التالي الذي كتبه محمد علي باشا إلى المسؤول عن جرجا نظرته للمصريين، جاء في الخطاب: ( فأخبرنا أنه قطر- أي السودان- وخيم الهواء لا يصلح لإقامة الجندي التركي، ولما كان الجنود الأتراك هم بني جنسنا وكان من الواجب أن يكونوا بحسب الحال والوقت بجانبنا على الدوام وأن يُحْموا ويصانوا من إرسالهم إلى الميادين البعيدة ذات الحرارة الشديدة فقد أوجبت الحال أن يُجمع من أقاليم الصعيد مقدار من العساكر ليرسلوا إلى تلك البقاع فاستصوبنا أن تجندوا نحو أربعة آلاف جندي بحيث يكون هؤلاء الجنود قسمين. أحدهما يجند في القرى الواقعة فيما بين منفلوط وقنا ويجمع من فرشوط ويقوم بأمر تعليمه وتدريبه إبراهيم أغا ناظر المهمات)

    وذكر البروفيسور أبو سليم في آخر ورقة كتبها قبل وفاته رحمه الله أن (الجيش الذي جاء باسم سلطان الإسلام ليس به مصري ) وعن غربته عن المصريين قال ( ولا بد أن أهل السودان قد اندهشوا لإبن الباشا الذي لا يتكلم العربية) ولم يكن هذا خاصاً به ولكن بكل الطبقة التركية التي حكمت مصر نفسها، قال أبو سليم مواصلاً حديثه: ( ولكن ينبغي أن نحذر من استعمال لفظي التركي والمصري فالسودان لم يفتح بجنود من أصل مصري ولم يكن للمصريين نصيب في الوظائف ذات الإعتبار لا في مصر ولا في السودان) ( حكم محمد علي وأسرته السودان بواسطة مجموعة من الإثنيات المتوسطية عاشت في مصر منذ القرون الوسطى ومع ذلك تتعصب للعرق التركي وتتحدث باللغة التركية وتتأفف من العنصر المصري وتضعه في وضع حقير وقد سموهم بعبارة الفلاحين على وجه الاحتقار وكان من العيب أن يتحدث التركي باللغة العربية)

    وقال عبد الودود شلبي: ( إن محمد الدفتردار أحد عمال محمد علي في حكم السودان كان يخرج لاصطياد الآدميين على عادة غلاة القراصنة والاستعماريين في ذلك العهد) وقال رافضاً منطق حق الفتح وغزو السودان ( إن السيوف لا تزرع محبة والحروب لا تمنح حقاً للغزاة والقتلة) ويقول ( إن نظام الحكم الذي ثار عليه الشعب المصري هو نفسه نظام الحكم الذي ثار عليه الشعب السوداني) ( وان الأسباب التي أدت إلى قيام الثورة العرابية هي نفس الأسباب التي أدت إلى قيام الثورة المهدية) وقال ( أما وحدة الفتح أو الغزو أو الدفتردار وأمثاله من حكام مصر فهي وحدة لا تكون إلا بين القاتل والضحية أو الاستبداد والحرية) ( ولو كنت سودانياً لرفضت هذا المنطق)

    ولذلك حينما هبت الثورة المهدية ساندها قطاع عريض من المصريين وتطلعوا لها. بل لقد ذكر أهروالدر/ ونجت ذلك: ( كتب له – أي للخليفة – كثير من الشيوخ والعلماء في القاهرة وفي أجزاء أخرى من مصر داعين له للاستيلاء على البلد وأكدوا له بأنه سيجد ترحيباً)

    وقال (كتب المهدي عدداً من الخطابات لكبار الشيوخ والأعيان في القاهرة ولولا وفاته فلا شك أن نفوذه وتأثيره سيتغلغل بدرجة كبيرة في مصر. فقد آمن عدد كبير في مصر بأنه المهدي الحقيقي بالإضافة إلى أنه الآن حاكم مئات الآلاف من الناس)

    وذكر الأستاذ العقاد رأي الاستاذ محمد عبده في ميل المصريين للمهدي فقال :

    ( ومن ذلك أن الجماعة اوفدت الشيخ محمد عبده إلى لندن لإثارة المسألة بحذافيرها أثناء قيام المهدي بثورته في السودان وكان زبانية الاستعمار - كعادتهم – يخيفون المصريين من مقاصد المهدي ويشيعون عن " مخابراتهم السرية " أنه ينوي غزو وادي النيل كله وأن الحكومة المصرية لا تقوى على صده بغير المعونة البريطانية. فلما سأل (سُئل) الشيخ محمد عبده في حديث جرى بينه وبين مندوب صحيفة البال مال غازيت عن هذا الخطر المزعوم قال: " لا خطر على مصر من حركة المهدي إنما الخطر على مصر من وجودكم أنتم فيها، وأنكم إذا غادرتم مصر فالمهدي لن يرغب في الهجوم عليها ولن يكون في هجومه أدنى خطر فهو الآن محبوب من الشعب لأنهم يرون فيه المخلص لهم من الإعتداء الأوربي وسينضمون إليه عند قدومه")

    (كان التياران اللذان يجسدان الرأي العام المصري يومئذ هما التيار الإسلامي الذي يقوده محمد عبده وأشياعه. والتيار الوطني الذي يقوده أحمد عرابي وأنصاره. هذان التياران كانا أصدق تمثيلاً لموقف المواطن المصري من رأي السلطة الخديوية، هذان التياران تجاوبا مع الثورة المهدية تجاوبا وثقته (رسالة العوام) بقلم أحمد العوام من قادة الثورة العربية. ووثقته مقالات مجلة (العروة الوثقى) التي كان يحررها من باريس الشيخان جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.)

    قال اللورد كرومر عن محمد عبده: ( كان ضد الخديوي وضد الباشوات...كان خيالياً وغير عملي ولكنه كان وطنياً مصرياً قحاً) ( كان في عداء مع الخديوي)

    وقال صاحب كتاب دور الأزهر في السودان: ( كان مع استاذه الثائر الاسلامي جمال الدين الأفغاني يلهبان الشعور الديني والوطني ضد الاستعمار البريطاني وكانا يكتبان في مجلة العروة الوثقى التي كانا يصدرانها في باريس دفاعاً عن الثائر محمد أحمد المهدي والثورة السودانية)

    الفصل القادم:

    التركية في الوجدان السوداني:

    الهوامش

    زلفو سابق ص 25

    نفسه ص 26

    مكي شبيكة السودان في قرن 1819-1919 مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر القاهرة 1947 ص 27- 28 ويقصد المقدوم الصيال وصائلين وصائل. والصائل في الفقه هو المعتدي على النفس والمال والعرض، وربما قصد بالطمأ الطمع.

    نعوم شقير تاريخ السودان تحقيق وتقديم محمد ابراهيم أبو سليم ص 171

    شقير سابق ص 198

    زلفو ص 23-24

    عبد المحمود أبو شامة: المسيحية في السودان من نبتة إلى المهدية ص 60

    شبيكة سابق ص 36- 37

    محمد سليمان دور الأزهر في السودان ص 53-54

    هولت: المهدية في السودان ص 35

    أبو شامة سابق

    شبيكة ص 52-53

    سيرجي سمرنوف: دولة المهدية من وجهة نظر مؤرخ سوفيتي ترجمة هنري رياض دار الجيل ص 18

    حسام الحملاوي السودان: الشمال والجنوب والثورة مقال بموقع الاشتراكي عن القدال، محمد سعيد. تاريخ السودان الحديث 1820 – 1955. القاهرة، 1993. ص 72 – 73.

    Humanitarian Intervention: A History edited by Brendan Simms and D.J.B.Trin p 287

    لاستقصاء جميع أسباب الثورة المهدية أنظر الصادق المهدي : يسألونك عن المهدية الفصل السادس والكتاب موجود بموقع الأمة

    http://www.umma.org/umma/ar/page.php؟page_id=238http://www.umma.org/umma/ar/page.php؟page_id=238

    هولت سابق ص 34

    نفسه 35

    ابو شامة سابق 126-127

    ابو شامة 130 وهولت 113

    محمد محجوب مالك: الداخلية لحركة المهدية ص 106-107 نقلا عن شقير

    هولت ص 24

    GABRIEL WARBURG, Islam, Sectarianism and Politics in Sudan since the Mahdiyya. London: C. Hurst and Co p 76

    سيد البحراوى: محمد على قضى على تطور الشعب المصرى /اليوم السابع 30/4/2011

    http://www.masress.com/youm7/402052http://www.masress.com/youm7/402052

    بابكر بدري حياتي ج 1 تقديم د. محمد فريد أبو حديد ص 11

    نفسه ص 12-13

    http://www.aljazeera.net/programs/with-haykal/2006/10/9/%D9%87%D9%8A%D9%83%D9%84-%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86

    مكي شبيكة السودان في قرن ص 31

    كتاب تاريخ الدولة العثمانية: ملامح من العلاقات السودانية التركية تحرير د. يوسف فضل 2004 وورقة د. أبو سليم بعنوان دور العثمانيين في أفريقيا وفي السودان على وجه الخصوص ص 64

    عبد الودود شلبي: الأصول الفكرية لحركة المهدي السوداني ودعوته ص 5-15

    Wingate,op. cit

    عباس محمود العقاد: عبقري الإصلاح والتعليم الإمام محمد عبده ، هنداوي 2013 ص 92

    الصادق المهدي العلاقات السودانية المصرية سلسلة اوراق سياسية لجنة شباب حزب الوفد

    محمد سليمان مصدر سابق نقلاً عن كرومر مصر الحديثة ص 180 -181

    نفسه ص 109

                  

العنوان الكاتب Date
المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدرويش.. دكتور عبد الرحمن الغالي عمر عبد الله فضل المولى03-01-16, 09:05 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-01-16, 09:09 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-01-16, 10:16 PM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� محمد أبوجودة03-02-16, 05:20 AM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-02-16, 07:48 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-03-16, 08:25 AM
        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-03-16, 10:00 PM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� محمد حيدر المشرف03-04-16, 05:08 AM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-05-16, 04:49 PM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-06-16, 04:37 PM
        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-07-16, 03:32 PM
          Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-08-16, 06:11 PM
            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-09-16, 08:27 AM
              Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-10-16, 10:21 PM
                Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-12-16, 11:25 AM
                  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� مني عمسيب03-12-16, 11:29 AM
                    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-14-16, 11:17 AM
                      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-14-16, 11:27 AM
                        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-14-16, 11:32 AM
                          Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-15-16, 07:29 PM
                            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-16-16, 08:00 PM
            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-30-16, 04:00 PM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-17-16, 09:25 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-17-16, 07:26 PM
        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-19-16, 07:49 PM
          Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-20-16, 04:04 PM
            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� حماد الطاهر عبدالله03-21-16, 04:14 PM
              Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-22-16, 08:42 AM
                Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-22-16, 07:45 PM
                  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-23-16, 11:09 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-31-16, 09:21 AM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� Ammar Makki03-31-16, 10:18 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� Ammar Makki04-03-16, 07:38 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى04-20-16, 04:56 PM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى04-05-16, 04:03 PM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى04-10-16, 09:44 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى06-02-16, 05:07 PM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� sadig mirghani06-04-16, 03:03 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de