المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدرويش.. دكتور عبد الرحمن الغالي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 04:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-03-2016, 10:00 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الحلقة الثالثة

    الفصل الثاني:

    1) نبيذ قديم في قناني أقدم

    (1)

    شوق الدرويش ...دعاية أوهروالدر في ثوب روائي جديد وبرواية أحد السكان الأصليين بعد أن نزع منها ما أفلت من أوهروالدر وونجت من محاسن وحقائق. أكثر فيها الكاتب من رؤيته العنصرية الكارهة لقومه مع نزع كل خير عنهم ووصمهم بكل شر. هذا هو الانطباع الذي جال بخاطري بدءاً ثم ترسخ بعد النظر والتأمل فهالني ما قرأت.

    أول ما لفت إنتباهي للتماهي مع كتاب أوهروالدر ( عشر سنوات في أسر معسكر المهدي) هو أخذه صورة الغلاف من كتاب أوهروالدر . وهي صورة أخذت بالقاهرة لأوهروالدر والراهبتين كاترينا تشينكاري واليزابيتا فينتيوريني وأمتهم عديلة (slave girl) بعد تهريبهم الذي أشرفت عليه مخابرات الجيش المصري- مكتب الحرب وموله الكاهن سوقارو وشهد على عقد الاتفاق بين الكاهن والمهربين ونجت وتم ختمه وايداعه في مكتب الحرب. والوثيقة بكاملها موجودة في كتاب أوهروالدر/ونجت.

    وثاني ما انتبهت له في ذلك التماهي أن بطلة الرواية سافرت في نفس الرحلة التي سافر فيها أوهروالدر ووصفها في كتابه باليوم والتاريخ والصحبة وخط السير . ويمضي كاتب شوق الدرويش في النسج على منوال (أوهروالدر/ونجت) في العنصرية والاستعلاء بعد أن ينزع كل ملمحٍ خيّرٍ أو إنساني عن بلاده الأم.

    وكان كتاب أوهروالدر جزءاً من السلاح الذي تم به غزو السودان. والكتاب في أصله كتبه أوهروالدر بالالمانية ثم ترجمه يوسف كوزي للانجليزية ثم حرر الكتاب وعدل فيه رئيس قلم المخابرات ونجت الذي كتب كتاب المهدية والسودان المصري وهو مختصر لكتاب أوهروالدر. والحقيقة أن الكتاب قد أعاد كتابته ونجت كما توضح المعلومات المذكورة فيه : اسم الكتاب ( عشر سنوات في أسر معسكر المهدي 1882-1892 مأخوذ من المخطوطات الأصلية للأب جوزيف أوهروالدر القسيس السابق للبعثة النمساوية بالدلنج، كردفان. بقلم الميجور ف. ر. ونجت مدير الاستخبارات العسكرية بالجيش المصري وصاحب كتاب المهدية والسودان المصري)

    وفي المقدمة يوضح ونجت انه اقترح على أوهروالدر أن يكتب روايته الشخصية وتجربته المتنوعة والمُرّة. ويقول ( يجب أن نأخذ في الحسبان أن الظروف التي عاش فيها أوهروالدر في السودان منعته من الاحتفاظ بأي سجل مكتوب لحياته لذلك تم الاتفاق أن أشرف على كتابه الذي نادراً ما دعت الحاجة للاضافة إليه). ترجم السوري يوسف أفندي كودزي المخطوطة من الألمانية ترجمة عامة للانجليزية ( وقد أعدتُ كتابتها بالكامل في شكل سردي)

    كان الكتاب كما أراد له رئيس مخابرات الجيش المصري أن يكون، سلاحاً يهيء الرأي العام البريطاني ويضغط في اتجاه الموافقة على غزو السودان، وسنرى ذلك تفصيلاً في وقته لذلك جاءت خاتمة الكتاب نداءاً عاطفياً حاراً بضرورة "فتح " السودان محرضاً على المهدية التي تشكل خطراً في رأيه يمتد أثره لكافة دول الجوار الاسلامي التي ينظر أهلها للمهدي بإعجاب ممزوج بقلق حسب تعبيره وينبه إلى أن (ثورة المهدي قد حطمت تقدم 50 عاماً) حينما ( تقدم المستكشفون والمبشرون لقلب بلاد الزنج وغرسوا ديانة المسيح – تلك الراية التي تحمى العالم – في أبعد نقاط) (وأن عصابات المتطرفين زحفت على وجه الأرض محطمة كل أثر مسيحي وأن الخليفة عبد الله يقتلع بحماس كل أثر للحكم المصري وأنه ابتعد عن كل تأثير أجنبي فهو لا يريد شيئاً من خارج حدوده) ثم أخذ صراخه يشتد ( هل تظل الطرق التي تقود من حلفا إلى سواكن أغنى مقاطعات أفريقيا مقفلة) ثم يتحدث في لغة عاطفية ( باسم رفاق الأسر وباسم الشعب السوداني وباسم كل الأمم المتحضرة أسأل السؤال التالي: إلى متى تظل أوربا وقبل ذلك الأمة التي لها دور في مصر والسودان والتي قامت بحق بتحضير الأعراق المتوحشة إلى متى تنظر أوربا وبريطانيا العظمى ساكتة دون حراك لفظائع الخليفة)

    أعقب كتاب أوهروالدر/ونجت كتابات أخرى صبت في نفس الاتجاه وجاءت (مبررة للغزو الانجليزي المصري بحجة أنه سيحرر أهل السودان من ظلم الدراويش وينقلهم إلى رحاب الحياة المدنية التي بشر بها المستعمر الأوربي آنذاك وصاغ الحجج والبراهين المؤيدة لشرعيتها السياسية والموارية لسوأتها الامبريالية) بحسب تعبير د. أبو شوك.

    من تلك الكتابات كتاب "السيف والنار" لسلاطين و" سجين الخليفة " لنيوفيلد و "السودان بين يدي غردون وكتشنر" لإبراهيم فوزي وكلها ( كانت تصب في معين الحرب الدعائية التي نظمها قلم المخابرات)

    لم يعد هناك أدنى شك بعد مرور هذه الفترة الطويلة في أن تلك الكتابات لا تمت للتاريخ أو الواقع بصلة. بل لقد تم الاعتراف بذلك منذ وقت مبكر ومن ذوي البشرة البيضاء والعيون الخضراء أنفسهم، وسنرى فيما بعد أن هذا التوصيف ذو دلالة عميقة لكاتب الرواية.

    لقد كانت شهادة شرشل وهو الفتى القادم مع الحملة نفسها أكثر إنصافاً مع أنه كان أولى بالتحامل، فهو كان شاباً غض الإهاب يأتي في حملة عسكرية في أجواء مشحونة بالثأر لغردون وفي ظل تكالب إستعماري يغذي الروح الوطنية لكن كل ذلك لم يمنعه من ذكر الكلمات التالية: ففي معرض توصيفه لدور الإمام المهدي في السودان قال:

    (مهما قيل عن المهدي فيجب ألا ننسى أنه القائد الذي بث روح الحياة والأمل في قلوب بني وطنه. لقد كان هو الزعيم الذي حرر بلاده من الحكم الأجنبي وحول شعبه من حياة بائسة بلا معنى إلى حياة مفعمة ومليئة بالروعة، لقد أشعلت روح المهدي في صدور السودانيين المتواضعة شعلة الوطنية والانتماء للدين)..(ولذلك فإنني أعتقد أنه في سنوات المستقبل القريب إن هبت رياح التقدم والازدهار وأعقبها قطار الوعى والتعليم في ذات المسار لشعب وادي النيل فعندها لن ينسى أول مؤرخ عربي يود أن يوثق لتاريخ تلك الأمة أن يكتب اسم محمد أحمد المهدي في مقدمة أبطال شعبه)

    وتحدث عن خليفة المهدي في نفس الكتاب بعد معركة كرري وانسحابه: ( عندما وصل لم يكن معه رقيق وكان عاريا من السلاح بلا شك وكان للهاربين سبب وجيه ليكونوا متوحشين معه، لقد قادهم للدمار وكان قطع عنق هذا الرجل الوحيد سهلاً ومع ذلك فلم يهاجمه أحد)...( الطاغية الظالم كارثة السودان المنافق الخليفة المكروه والمجسد لكل الرذائل كما تم تصويره للعين الأوربية، هذا الشخص موضع الكراهية المُرّة من قبل مواطنيه كما هو الاعتقاد في أوربا وجد أمناً وترحيباً بين جنوده الفارين. سارع الأمراء الباقون على قيد الحياة لجانبه. عبر كثيرون منهم السهل المميت). ثم تحدث عن الشهداء ومضى للأحياء قائلاً: ( ومع ذلك فالذين بقوا أحياء لم يترددوا في ولائهم. علي ود حلو الذي تهشمت ساقه بشظية قذيفة لم يحس بالألم، شيخ الدين والمخضرمين عثمان دقنة وإبراهيم الخليل وغيرهم أقل شهرة ساروا إلى جانب الخليفة ولم يتخلوا عن قضيتهم حتى في هذه الظروف بالغة الشدة.

    سارعت إليه عبر الظلام المتجمع جموع المحاربين المبتئسين مشتتي الأذهان والذين ظلوا يحتفظون ببنادقهم المتهالكة. والجرحى كانوا يعرجون في منظر يثير الشفقة، كانت الجمال والحمير محملة بالأغراض المنزلية، النساء يبكين ويلهثن ويسحبن معهن أطفالاً صغاراً. ما يقارب ثلاثين ألفاً مع قليل من الزاد والماء الذي يبقيهم على قيد الحياة، الصحراء من أمامهم والزوارق الحربية تجوب النهر وشائعات المطاردة من ورائهم.)

    هذا ما كتبه تشرشل في ذلك الوقت. وبعد فترة تغيرت الدعاية الحربية التي صبغت كتابات الغزاة لتصير أكثر إنصافاً وموضوعية، وجاء جيل من الكتاب السودانيين انتقلوا من التأثر بتلك الكتابات مؤخراً بفضل تحول المؤرخين الأوربيين أنفسهم وبفضل توفر وثائق جديدة. قال مكي شبيكة ( وأثناء ما كنت أبحث وأحقق وأقرأ عن تاريخ السودان خاصة والتاريخ عامة ظهرت لي مفاهيم اعتقد أنها خاطئة في المنهج التاريخي لكثير من الذين كتبوا وخاطئة عن دوافع الثورة المهدية ورسالتها…….وفي هذا الجزء الأول أرجو أن يقتنع القارئ مثل ما اقتنعت بتصحيح المفاهيم الآتية) ثم ذكر الآتي ( لم يكن المهدي متعطشاً للدماء كما صورته بعض الكتابات.صحيح أنه يصر على اتباع المهدية ولكن بالحجة والبرهان وفي صبر وترى أنه يكتب ويكرر الخطابات للجماهير وللزعماء الدينيين وللعلماء قبل أن يرسل الإنذار النهائي وبالمثل يخاطب الجند والأهالي والقادة في الحاميات الحكومية ويكرر ذلك مراراً قبل أن يهاجمهم) .

    وقال هولت معضداً ما ذكرنا:

    ( يجب ألا نغفل الكيفية التي نمت بها ونضجت الأفكار المتواترة عن المهدية، إذ أنها لم تكن مجرد أفكار محلية أو متوارثة، بل جاءت نتيجة تأثرها بالحكم الانجليزي وما نشره من اتجاهات على مدى 50 عاماً أو يزيد. وقد هاجم معظم الكتاب الأول من الأوربيين المهدي وعهده ولكن الموقف تغير عقب وفاته إذ دُوفع عن ذكراه حتى من أعدائه وتغيرت النظرة إليه باعتباره رجلاً تعالى في تدينه وتفانى من أجل عقيدته..... بينما وجه إلى الخليفة نقد لاذع إذ صور باعتباره رجلاً قاسياً جاهلاً ولم تجر محاولة لإعادة تقييم صفاته وأهدافه قبل أن يؤلف ثيوبولد كتابه في 1949 وهكذا أصبح إهمال الخليفة أو تجريحه شيئاً عادياً تأثر به تدريس التاريخ في السودان وتأثرت به فكرة السودانيين الحديثة عن المهدية) وقال أيضاً ( وهذا التقييم الذي يعتبر سلاطين مسؤولاً عن كثير من جوانبه قد بالغ في إبراز عيوب الخليفة دون أن يعطي تفسيراً واضحاً للأخطاء) .

    وقال ثيوبولد:( سلاطين كان أقيم الأوربيين في نظر الخليفة وقد لقى معاملة عطوفة لحد التكريم وأُعطي منزلاً وزوجات ورقيق وبعد هروبه رد الجميل لآسريه بنشر كتاب السيف والنار في السودان الذي ركز فيه على الأحداث الأليمة وشوه الدوافع التي حدت بالخليفة إلى اتيان معظم أفعاله وجلّل اسمه بسواد سيلصق به إلى أجيال عديدة قادمة وأفلح في تصويره كطاغية متوحش متعطش للدماء)

    ومما يدل على أن كتابات هؤلاء كانت دعاية وليست حقائق ما ذكره ثيوبولد أنه اطلع على التقرير الرسمي الذي قدمه سلاطين لونجت فكان مختلفاً تماماً عما دبجه في كتابه ( يعني السيف والنار) الذي نُشر واطلع عليه العالم .بل وحتى بعد نجاح الغزو واحتلال السودان اختلفت التقارير الرسمية التي نشرت عن المعلومات في مفكرة يوميات الاستخبارات المكتوبة بقلم الرصاص والتي لم تنشر وتختلف كذلك عن تقارير قادة الحملة.

    وفي نفس الإطار مضى ألان مورهيد حينما تحدث عن أن الشعور العام في أوربا لاسيما في انجلترا هو اعتبار المهدية شراً مستطيراً، وعزا مورهيد ذلك العداء إضافة لهزيمتهم ورغبتهم في الثأرإلى أن المهدية تحدت العقيدة المسيحية وذكر أنه في جو الحرب يتم تضخيم كل شيء في إطار الدعاية وأن أي كاتب يقف موقفاً مستقلاً أو يطرح رؤى مستقلة دفاعاً عن العرب سيتهم بالخيانة. وأنه كان يتم حجب الاتصالات و"سنسرة" الآراء المحايدة. ثم يخلص مورهيد:

    ( من المستبعد أن يتحسس رجال أمثال أوهروالدر وسلاطين أية فضائل أو محاسن في آسريهم ومن المستبعد أنهم حتى كانوا يلمون بحقائق الأمور بالضبط فقد نظروا للأمور من مواقفهم كأسرى.)

    ويقول زلفو:( وإن كان هذا مفهوماً – أي الكتابات المتحاملة – في العصر الفيكتوري فهو ليس بالمعقول ولا المقبول الآن وهناك عشرات الألوف من الوثائق تغطي كل أحداث عهد الخليفة وتحكي الحقيقة. فاستمرار هذه السمة حتى الآن جريمة تاريخية كبرى) .

    وقال البروفيسور نوح سالومون استاذ الأديان الأمريكي بكلية كارلتون في ورقة قيمة عن المجهودات البريطانية لنقض المهدية ومحو آثارها:

    ( وقبل بدء غزوهم الوحشي للعاصمة السودانية في سبتمبر 1898 كانت الإدارة البريطانية قد بدأت حملة علاقات عامة وضعت غزو المهدية ليس فقط تحت اسم الشفقة على الشعب السوداني ولكن أيضاً دفاعاً عن الفهم البريطاني للإسلام الصحيح... في الحقيقة فإن الرأي العام البريطاني كانت تتم تغذيته باستمرار بدعاية مصنوعة بعناية عن انتهاكات نظام المهدية...كان صانع البروباقاندا ( الدعاية ) الرئيسي للحكومة البريطانية ضد المهدية هو فرانسيس ريجنالد ونجت والذي كان وقتها مدير الاستخبارات العسكرية في القاهرة.....أثناء تعيينه بالقاهرة رتب ونجت هروب إثنين مهمين من أسرى الخليفة النمساويين: أوهروالدر وسلاطين...وبعد أن استخلص منهما المعلومات ونقحها عبر القنوات العسكرية المناسبة كتب قصتهما الشخصية في الأسر ونشر الكتابين بعنوان "عشر سنوات في أسر معسكر المهدي" و "السيف والنار" هذه القصص المختتمة بصور ملطخة بالدماء والتي تصور وحشية وبربرية الأنصار سببت هياجاً عظيماً في إنجلترا.....هذان الكتابان مع كتاب شارلس نيوفيلد "سجين الخليفة: إثنا عشر عاماً من الأسر في امدرمان" والذي نشر بُعيد الاحتلال، بررت – ثلاثتها- الغزو للرأي العام البريطاني ومع ذلك فإن الكتاب الذي وصف بصورة قاطعة ونهائية انتهاكات المهدية كان كتاب ونجت نفسه "المهدية والسودان الآنجليزي المصري" المنشور في 1891.)

    ولن نطيل في كتابة التاريخ وارتباطها بالغرض ولا الكم الكبير من الوثائق المزورة ولا الكم الهائل من الوثائق المخفية إلى حين ولا المُبادة وكل ذلك معروف ولكنه قد يطيل الحديث ويخرج بنا عن السياق المقتضب الذي نريده. أنظر الهامش

    ومع ذلك فلم يخل كتاب أوهروالدر/ونجت من لمحات نطق قلمهما فيها بالحقيقة سنعرض لها في حينها جرياً على المقولة الإنجيلية ( من فمك أدينك) والفضل ما شهدت به الأعداء.

    رواية شوق الدرويش بدت كأنها سباحة عكس تيار الوعي والتاريخ، فهي لم ترهق نفسها بقراءة مصادر أخرى للتاريخ ولا ما توفر من معلومات ووثائق ولا نظرت للوقائع في سياقها الكلي التاريخي بعد انحسار غبار المعارك وانجلائها وخفوت صوت إعلامها، ولا استفادت من المراجعات الكثيرة التي حدثت في المواقف: مواقف الدول الاستعمارية ومواقف المؤرخين ومواقف أهل السودان أنفسهم من أيد المهدية ومن عارضها. وحري بالكاتب الجاد أن يلم ببعض ذلك. وأكثر من ذلك فقد تبنت أفكارا غاية في الرجعية والعنصرية.

    (2) متلازمة العنصرية وإحتقار الذات وتمجيد الجلاد

    للرواية رؤية واضحة ومشاعر قوية عن ناس وأماكن وأحداث تلك الفترة. تبرز تلك الرؤية وتلك المشاعر طوراً من خلال أبطال الرواية وتارةً على لسان الراوي، الراوي العليم كما يسميه نقاد الأدب، وفي أحايين أخرى يندغم الراوي في بطلته البيضاء ومن خلفهما شبح أوهروالدر/ ونجت .

    أما من حيث الناس فيتربع الأوربيون على قمة التصنيف بلا منازع إذ يتم تصويرهم على أنهم رسل الحضارة والمدنية والعقلانية ويتسم مظهرهم بالنظافة ويتفنن الكاتب في التغزل في لونهم الأبيض ويندغم بياض الأجساد مع الملائكية. كما يتم تصويرهم كمحررين. ويليهم في الترتيب وفي الصفات الأتراك والمصريون، وإذا حدث أن أضطر الكاتب للمقارنة فللأوربيين القدح الأعلى على هاتين الطائفتين، حيث أن خيرهم قد شملهما فلا ينكره إلا جاحد. كما يتم تصوير ديانتهم ( في نظر الكاتب إذ المسيحية لا تُنسب إليهم) باستمرار بصفات الايجاب عكس النظرة السالبة للاسلام.

    ويأتي أهل البلاد في الطبقة الأخيرة، ولكن الكاتب لا يتحدث عنهم بإشفاق ولا حتى بحياد بل بلغة هي للكراهية والتأفف والاحتقار أقرب منها لتقرير الواقع الاجتماعي في ذلك الزمان. يصب الراوي جل غضبه على قبح هيئات السودانيين وسوء طباعهم وكان للسواد نصيب الأسد فلكل إمرءٍ من اسمه نصيب!. ولا يتم ذكرهم إلا متبوعاً بالتشنيع عليهم إما بلونهم أو صفاتهم الجسدية أو الخلقية. وسأورد أمثلة كثيرة أرجو أن يتسع لها صدر القارئ الكريم.

    أما من حيث الأماكن فيتبع وصف المدن وصف ساكنيها حيث تنهال اللعنات على بلاد السودان ومدنه. وأما من حيث الأحداث فالكاتب يتبنى تماماً موقف الكتاب الأم فيرى في الاستعمار البريطاني لمصر رسالة تمدينية ويرى مقاومته جحوداً مصرياً ويكرر وصفه لحركة عرابي بأنها "هوجة" وفوضى وتمرد على أحسن الأحوال. ويصف عرابي بوصف نعف عن ذكره منفرداً هنا وسنأتي به في ثنايا الاستشهاد إن شاء الله.

    أما فيما يلي السودان فيرى الكاتب أن الحكم المصري التركي رغم أخطائه كان خيراً للسودان من المهدية، التي يراها حركة دراويش متوحشين قساة وانها استغلت نزعة الشر والبربرية الكامنة في الشعب السوداني، ونزعة الغيب واللامعقول فاثمرت توحشاً طال ملائكة الرحمة رسل الحضارة من الأوربيين والأتراك والمصريين كما طالت أبناء البلاد أنفسهم فانقلبت عليهم وأكلتهم فارتدوا عنها إلى أن جاءت سنابك كتشنر فدكت دولة الشر وحررت السودان ووضعته على طريق المدنية.وللوصول لهذه الخلاصة يتحدث الكاتب بطريقة مسيئة عن المهدية وقائدها وقادتها ويسفه أحلامها وأحلام أتباعها في مفارقة واضحة لنبرة التبجيل لقائد المعسكر الآخر وإنسانيته ونبله وبطولته وشعبيته وسط السودانيين كما سنرى.

    وفي سبيل الوصول لفكرته أيضاً تبنّى الكاتب كتابات الدعاية الحربية آنفة الذكر لاسيما عمدتها، والثيمة الأساسية فيها كانت ضرورة إنقاذ السودان من شر المهدية ولكن الكاتب كما أسلفت يتطوع بتصفية ملامح الخير التي تسربت من تلك الكتابات ويضيف اليها تهماً جديدة مخترعة تطوعاً من عنده. وهذا أحد المآخذ عليه.

    وفي السياق الكلي أرى أن الكاتب تبنى آراء غاية في الرجعية والاستلاب: الرجعية حينما نضحت صفحات الرواية بمفاهيم عنصرية حاطة لكرامة الانسان، وحينما أعادت نفس المبررات الواهية للاستعمار بعد أن تخلى الاستعماريون أنفسهم عنها واعتذر بعضهم عنها.

    أما الاستلاب فقد كان في التماهي مع الاستعمار والنظر من زاويته السياسية والثقافية والاجتماعية وتبنى حتى نظرته الجمالية. وباختصار فالرواية تجسيد كامل مستنسخ للنظرة الخديوية الخاضعة للنفوذ الأجنبي المعطلة لامكانات النمو الذاتي المصري نفسها.

    وبعد، فهذا أوان نبدأ ذكر الشواهد التي تكفي بنفسها للدلالة ولا تحتاج تعقيباً ثم ندلف للفصول التالية التي تناقش دعاوى الكاتب حول المهدية ووقائعها وواقعها وموقعها من أهل السودان وتاريخهم ومن السياق الاجتماعي والتاريخي للانسانية من حيث قضايا الرق والاستعمار ونشوء الوطنية وحقوق الانسان وهلمجرا.

    قال الكاتب ما يلي من عبارات تفصح عن نفسها ولا تحتاج إلا القليل من التوضيح:

    ( العساكر السودانية تنهب البيوت) ص 12 ويعني العناصر السودانية ضمن الجيش الغازي.

    (الأَمة السوداء) ص 25

    ويذكر مكونات الجيش الغازي ويقول ( بعض كتائب من العسكر السودانية هم الأشد غلظة على بني جلدتهم) ص 45

    ( لا يأتي من هؤلاء البرابرة خير) ص 72

    (تمجد الرب لأنه خلقها بيضاء. تشفق على من شوههم السواد) ص 130-131

    (تقاربها في البياض المشرق) ص 130

    ويقول عن بلاد السودان ( بقعة من الظلام) ص 131

    وعن سكانها ( هل رائحة السود قبيحة كلون بشرتهم) ص 132

    ويصفهم بالعبيد ذرية العبيد ( يذكرها الأب بولس بخبر أبناء نوح : حام دعاه أبوه عبداً لإخوته وأبناءه عبيداً لأبنائهم) ص 132

    ( رائحتهم قبيحة عطنة . رائحة ثقيلة كفاكهة عفنة أما عرقهم فسام) ص 132

    ( ليس فيهم سحر المصريين ولطفهم) ص 132

    ( طبعهم الغدر. متوحشون لكنهم كحيوانات المزرعة فكوني أنت الراعي لخراف الرب السوداء) ص 132

    ( أما الأهالي فسود جلودهم غليظة) ص 133

    بعد وصول البعثة التبشيرية واحتفاء الأتراك والأوربيين بأفرادها يقول: (اعتبروهم إضافة إلى رسالة الحضارة التي تنحت في صم بربرية البلاد) ص 134

    ( ترقب المارة السود كخنافس نشطة) 134

    (يرتدون شقة من الدمور بلا سراويل ويسيرون حفاة تفوح من شعورهم الخشنة الثائرة) ص 134

    ( ثيودورا تحس الظلام يشع من سواد البشر) ص 134

    (هذه البلاد الساكنة ليس فيها ما يشد القارئ لو كنا ذهبنا إلى الحبشة) ص 139

    ( الحرس الخمسة شديدو السواد) ص 141

    ( شاب.... أسود ككحل العين) ص 142

    ( على عكسها هي اليونانية المصرية البيضاء) ص 142

    وعن تناسلهم يقول ( أبي كان سيصبح ديكاً فخوراً في بلاد كهذه) ص 143

    ( ولدت وعاشت مدللة جارة للمتوسط تقضي حاجتها في صحراء بلاد السودان ..يا أبانا الذي في السماء امنحها القوة) ص 145

    ( هذه بلاد شريرة إنهم يذبحون الغزلان) ص 148

    (قبائل الجبال سود.. رجالها عراة) ص 153

    (لونها كنحاس متسخ ) ص 153

    وعن بربر: ( مدينة كالحة فقيرة) ص 157

    ( لديه حس اجتماعي لا يناسب البرابرة) ص 157

    ( من يتخيل أن هذه البلاد الموحشة يغني أهلها هذا الكلام) ص 159

    ( إنه مجرد بربري أسود يا هوتنسيا) ص 159

    ( جماعة من الأتراك والأوربيين العاملين هنا . لطاف يحبون الحياة) ص 160

    ( إنهم – اليونان والمصريين- ظرفاء حقاً) ص 160

    الخرطوم ( رائحة المدينة تعبق بالأريج الذي يغطي على رائحة الأهالي الغريبة) ص 160

    ويقول متحيزاً ضد عرابي والمسلمين: ( وقائع ما، هوجة وجنون في الاسكندرية، قتل المصريون المسلمون الناس في الشوارع)

    الخرطوم ( إنها ليست مدينة هذه قرحة عفنة) ص 164

    ( بعد تسعة عشر عاماً هنا أصبحت بربرياً تماماً. حتى لوني أوشك أن يتحول إلى اللون الأسود) ص 164-165

    ( أما لوني فصار أسود لا يناسب إلا هذه الأرض) ص 165

    ( لكن الخادم السوداء انتصرت) ص 166

    ( في معية خصي أسود) ص 168

    ( دينهم غريب) ص 169 ( الحارس الأسود) ص 169

    (مدن مختلفة يسكنها البرابرة السود) ص 171

    (تشرف على أربع من الخادمات السود) ص 173

    ( البلاد الأوربية السوداء) ص 175

    ( جنود الحامية....كلهم من السود) ص 176

    ويسخر قائلاً: ( وهم يقسمون السواد إلى ألوان عجيبة فيقولون رجل أزرق للحالك السواد ورجل أخضر لمن كانت سمرته غامقة والأبيض عندهم مضحك) ص 177

    ويقسم سكان السودان تقسيماً عنصرياً: ( سكان السودان شعوب مختلفة وقبائل عدة. أكثرهم عدداً السود وهم زنج من سكان أفريقيا الأصليون هؤلاء أدنى سلالات البشرية. لا يوجد منهم في الخرطوم إلا العبيد) ص 177 الصحيح الأصليين .

    ( العرب ...فيهم بقية من وحشية يسهل أن نخلصهم منها) ( آحاد من الزنج أهل البلاد) ص 178

    (أنجيلا فتاة سوداء ) ص 183 ( ظهر الفتاة السوداء) ص 184 ( ظهرها الأسود كساه الدم) ص 184

    ( هذا حكم هين تذكري أن المسلمين يقطعون الأيدي) ص 185

    ( الانسان متوحش ناكر للجميل ..سرقت اليوم خادمة سوداء صليبي الفضي) ص 186

    ( كره المصريون الأوربيين الذين ما حملوا لهم إلا كل خير . تنكروا لجميلهم) ص 187 ( بلايا ما بعد هوجة الفلاحين معية عرابي) 187

    الخرطوم ( القساوسة الذين يحاربون الفجور يحبونها رغم فسق أهلها وبيوت دعارتها وحفلات اللواط الدائمة) ص 188

    عن فضل العزيز قال ( كتلة سوداء متغضنة) ( لم تصدق قط أن هذه العجوز كان لها ملاحة تؤهلها لذلك) يعني للعمل مع فرقة الغوازي المصرية ص 191

    ( لن يهزم البرابرة السود الحكومة) ص 195

    ويمجد غردون قائلاً: ( البطل الانجليزي الشهير غردون) ( والسودانيون يحبونه)

    وعن المهدي يقول ( متعصب مسلم يدعي أنه مبعوث من الله لحرب الكفار) ص 190

    ويصف ثورة السودانيين بالتمرد والتحرير بالإحتلال ( المتمردون احتلوا أغلب البلاد) ص 196 ( محاصرة تماماً بالآلاف من المتمردين الدراويش) ص 197

    ( كلهم بيض ..وسواده بينهم كضحكة فجة) ص 199

    (قال بخيت متعجباً ما أغربهم هؤلاء النصارى طيبون لكن مثواهم النار) ص 203

    على لسان الأوربي عن بخيت ( أنت قبيح ..قبيح لدرجة أنك جميل) ص 203 ( ان ماءك به دود)

    وعلى لسان الراوي ( خرج البرابرة السودانيون من جحورأحيائهم البعيدة ليغزو الحكمدارية) ص 209

    ( نهب البرابرة قصر خلوصي) ص 210 ( هؤلاء الدراويش خطرون) 211 ( لن أترك بلادي لهؤلاء السود الهمج) 211 ( لمعاونة الدراويش) ( البرابرة السودانيون يتذمرون) ( عرابي خرا) 212

    ( للرب تصاريف يعلمها. رعايته قد تكون عبداً أسوداً ) الصحيح أسود 218 ( ينظر إلى سواده ) 218 ( أنت أخي الأسود) 224 ( هو قرد قبيح كما أريده كم سعره) 228 وتتردد كلمة قرد عدة مرات في صفحتي 228-229

    وعنده السودانيون أكلة لحوم بشر إذا جاعوا يأكلون حتى الأبناء:

    ( عندما أكلت أمها أخاها الصغير) 236 ( الجائعون كسروا أبواب البيوت ودخلوا عليهم فأكلوهم) 237 ( عرضت بنتها للبيع) 238 ( سيأكل إبنتي) 238 ( وجدت أمها على الأرض تبكي ملوثة بالدم وبقايا طفلها الوليد في قدر نحاسية) 239.

    ( ليس مسؤوليتك إنه مجرد بربري) 245

    ( روحه بيضاء كنور القديسين ... تشفق عليها أنها محبوسة في جسد أسود غليظ الشفتين قبيح كمدينة أمدرمان) 246

    ( لكن روحه مشرقة كالاسكندرية) 246

    (يحيط بها السود أصواتهم قبيحة) ( رائحتهم خانقة مقززة يغطيهم الغبار والحماس) 251 والسودانية الوحيدة الفاضلة ( لونها خمري رائق ) 252

    ( دعكت جلدها لتطهره من رائحة آسريها) 253 ( رائحتهم تقتلها) 253 ثم كلام كثير عن العبيد والزنوج يختمه قائلاً: ( أمس رأيت عبداً من المستنقعات الاستوائية يقولون أنهم أكلة لحوم بشر. رائحتهم كالخراء) 255.

    (نادراً ما يسئ الترك والمصريون معاملة عبيدهم) ثم يجد تبريراً للأوربيين في الإساءة لعبيدهم قائلاً ( لا أعرف كيف يسمح الرجل الأوربي لنفسه بهذا ربما هو تأثير هذه الأرض المتوحشة) 256

    ( حريماً من العبيد الأسود) 257 ثم يبلغ الذروة في الاستلاب واحتقار الذات حينما يستكثر أن يخالط المصريون السودانيين:

    ( عرفت أن العمال الفقراء من المصريين يعيشون مع السودانيين في أحيائهم الوطنية. وبعضهم متزوج منهم ويعيشون في أسر مستقرة. هؤلاء العمال دخلوا السودان بعد الفتح لأن أهل البلاد ليس بينهم من يجيد الصناعة أو أعمال العالم المتمدن. لماذا انتهوا للحياة مع السود هكذا؟ هل لأنهم فقراء مثلهم؟ لكن كيف نسوا أنهم ينتمون إلى أمة عظيمة بينما هؤلاء السود مجرد رعايا لهم) ص 257

    ( يا لهم من جزارين) ص 259 ( رائحة بخيت التي كقرحة أليفة) 267 ( رائحته خانقة) 269 ( جسده مقزز) 269 ( عشرة دراويش قذرين) 270 ( عبد أسود برجله عرج) 273 ( كفه الأسود) 277 ( في لجة السواد الذي يحوطها) 280 ( خاتنة سوداء ) 280 ( أما في البلاد السوداء فلا شيء. تأملته. عبد أسود. شعره جعد ككتل فلفل.) ( أنفه غليظ بشع) ( رائحته نفاذة عطنة) 291 ( إنه أسود كأبيه) 294 ( اشتقت للعالم المتمدن. مللت هذا السواد والدماء) 295 ( يا أخي الأسود) 305 (زنجي هزيل) 320 .

    ويقول على لسان الراوي ولم يجر الحديث على لسان أحد الأجانب : (كانت من نساء العرب. حسناء بمقاييسهم) 332

    ( العائدون رجعوا بالغنائم وترجع بأسود هزيل) 340 ( لو كنت مثل بقية السود تعرف السحر) 352 ( الأوربيون لا يقدمون نموذجاً جيداً للإنسان المسيحي أو المتمدن... كيف ننشر كلمة الرب وهؤلاء يقدمون نموذجاً سيئاً ... إنه يتشبه بالمسلمين) 346

    (عطش هو لظلم الجهادية ضيق شوارع أمدرمان جثث الحمير المنتفخة، شجارات السكارى) 353

    ( كيف تفكرون في غزو مصر؟ لماذا تكرهوننا؟ ألم نحسن إليكم ؟ هل هذا بسبب الخديوي؟ كلنا نكرهه) ( لكن أنتم تكرهون مصر ذاتها) 354

    وقال عن المهدي: ( هذا درويش كذاب. لقد أحسنت إليكم مصر. حكمناكم بما يرضي الله. كنا نكرم سادتكم وشيوخ قبائلكم ولكنكم لا تردون المعروف بخير) 354 ( يا سوداني أنتم ناكرو جميل لا غير. بلاد السودان في خير حال تحت الحكم المصري. لكنكم مهاويس دين) 355

    (أنت قبيح)359 ( كانت تحب لونه الأسود تقول إن ماءه دود عفن) 359

    ويقول عن أمدرمان في عهد الخليفة:

    ( الناس... يكنزون الأموال. المقربون يكيدون لبعضهم. في السوق كثر الغش والمشنقة لا يجف الموت عليها والصبية يجمعون كل صباح من جانب بحر النيل جثث مواليد تخلصت منهم أمهاتهم هرباً من عار الحرام) 378

    ( يأتيه العبد الأسود النحيل) 385 ( مريسيلة... حبة عنب سوداء) 391. ويقول بصوت الراوي:

    ( هذه البلاد اللعينة أرض الدم والدموع. هنا عاشت سنوات ذل كأنها لم تكن إنساناً ) ( تكره كل ذرة تراب في هذه المدينة القبيحة ) ( تكره الوجوه السوداء التي تغطيها الندوب واللحى ) (وإيمانهم المتعفن بمتنبئ مجنون) 415 ( بدائيون همج) 415 ( لا نريد أطفالاُ سوداً يؤمنون بدرويش ميت) 418 ( لن يكون زوجها عبداً أسود ) 418 وتقول البطلة : ( إن هؤلاء الوحوش لا يمكن إلا أن يعاملوا بالكراهية والتوحش الذين هم جديرون به) 423 . ( الاستثناء الوحيد هو بخيت سقط سهواً إلى هذه البلاد الوحشية. لولا أنه أسود لولا أنه عبد من الدراويش) 423 ( أليس يونس ود جابر أسود مثله) 424 ( لا تراني إلا عبداً أسود لا يستحق) 428 ( العبد الأسود بحبه المجنون) 434 ( العودة إلى الحضارة والعالم المتمدن) ( العودة لبلاد لايحكمها الدم) 437 ( هب بجسده الأسود) 442

    ولاتعليق

                  

العنوان الكاتب Date
المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدرويش.. دكتور عبد الرحمن الغالي عمر عبد الله فضل المولى03-01-16, 09:05 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-01-16, 09:09 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-01-16, 10:16 PM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� محمد أبوجودة03-02-16, 05:20 AM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-02-16, 07:48 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-03-16, 08:25 AM
        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-03-16, 10:00 PM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� محمد حيدر المشرف03-04-16, 05:08 AM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-05-16, 04:49 PM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-06-16, 04:37 PM
        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-07-16, 03:32 PM
          Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-08-16, 06:11 PM
            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-09-16, 08:27 AM
              Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-10-16, 10:21 PM
                Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-12-16, 11:25 AM
                  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� مني عمسيب03-12-16, 11:29 AM
                    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-14-16, 11:17 AM
                      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-14-16, 11:27 AM
                        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-14-16, 11:32 AM
                          Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-15-16, 07:29 PM
                            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-16-16, 08:00 PM
            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-30-16, 04:00 PM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-17-16, 09:25 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-17-16, 07:26 PM
        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-19-16, 07:49 PM
          Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-20-16, 04:04 PM
            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� حماد الطاهر عبدالله03-21-16, 04:14 PM
              Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-22-16, 08:42 AM
                Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-22-16, 07:45 PM
                  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-23-16, 11:09 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-31-16, 09:21 AM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� Ammar Makki03-31-16, 10:18 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� Ammar Makki04-03-16, 07:38 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى04-20-16, 04:56 PM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى04-05-16, 04:03 PM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى04-10-16, 09:44 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى06-02-16, 05:07 PM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� sadig mirghani06-04-16, 03:03 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de