المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدرويش.. دكتور عبد الرحمن الغالي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 07:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2016, 08:42 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� (Re: حماد الطاهر عبدالله)

    الحلقة الثامنة عشرة

    الفصل الثالث

    الاستعمار، والتبشير، والرق والمهدية

    الرق والاستعمار:

    من عجائب السياسة ومضحكاتها المبكية أن تكون واحدة من مبررات غزو السودان فرية محاربة الرق. والأكثر إيلاماً أن تكون القوى التي تريد محاربة الرق هي بريطانيا وتركيا ومصر.أما الحكم المصري التركي فما أتى للسودان إلا بحثاً عن الرقيق والذهب كما أوضحنا. ولم يكتف بذلك بل فرض على المواطنين في شمال البلاد تقديم أبنائهم للجندية أو فديتهم بآخرين فنشر مسألة شراء الرقيق بينهم وتقديمهم بدلاً عن أبنائهم كما ذكر المؤرخ السوداني محمد عبد الرحيم. وكانت حكومة التركية تعطي الجنود والضباط رواتبهم رقيقاً لا نقداً وكان المصري أبو السعود العقاد قائد أول معركة ضد المهدية كان تاجر رقيق (وشجعت سياسات محمد علي بتجنيد الرقيق في جيوشه لدرجة كبير تجارة الرق في السودان) أما بريطانيا فهي التي تولت كبر تجارة الرق في العصر الحديث، بل أول سفينة رقيق تجارية كان اسمها (The Good Ship of Jesus) أهدتها الملكة أليزابيث الأولى للسير جون هوكنز وهومبشر وأول تاجررقيق وقد قاد أول سفينة لتجارة الرقيق، ثم صارت الملكة شريكته فيما بعد.

    أدخل الأوربيون الرق إلى أفريقيا لاسيما شواطئها الغربية. قال غارودي: ( لم يكن الرق البتة طرازاً من طرز الانتاج قبل وصول الأوربيين إلى أفريقيا.) وقد لخص غارودي مثلث الرقيق كالآتي:

    (مختزل إقتصاد النخاسة هو ما يلي: تغادر سفينة ( انفرس ) أو (ليفربول) أو (بوردو) وهي موانيء البلاد الاستعمارية الكبرى وهي مشحونة بالدمى واللعب ثم تصل أحد الموانيء الإفريقية مثلاً في جزيرة ( كوره) وعندئذٍ تقايض سلعها التافهة بالعبيد وتقفل راجعة بحمولتها الجديدة حتى ترسي في ( الأنتيل) في أمريكا الشمالية وهناك يباع العبيد لقاء السكر والقطن أو التوابل)

    وفي مثل هذه الرحلات التافهة استطاعت أوربا اصطياد وبيع ملايين البشر غير القتلى ، قال غارودي : ( كل أسير كان يقابله بوجه عام عشرة أموات. فإذا قدرنا عدد العبيد المهجّرين بعشرة ملايين – وهذا العدد حد أدنى – فذاك يعني إفناء مائة مليون من البشر)

    ثم يوضح – وهو أصلاً أمر لا يحتاج لإيضاح- اعتماد الاقتصاد الأوربي في نهوضه في فترة ما على تجارة الرقيق وعلى جهدهم: فأغلب المصارف الكبرى والشركات مثل مصرف بريكلس وشركة لويدز كان أصحابها تجار رقيق، وكل النشاط العلمي والاقتصادي كان يمول من هذه التجارة مثل مخترعات أديسون وحتى أبحاث مالثوس صاحب نظرية السكان مولتها شركة الهند الغربية.

    ورغم دعاوى حقوق الإنسان والدساتير المكتوبة إلا أن ذلك لم يؤثر أصلاً على النظرة لتلك التجارة: ( فقد تكيف الدستور الأمريكي الموضوع في 1776 بصورة مريحة جداً مع هذا الرق الذي كان مصدر الإزدهار إلى ما يقرب من قرن من الزمان. واحترست الثورة الفرنسية من تطبيق مباديء الحرية والمساواة والإخاء على العبيد السود في الأنتيل)

    إلغاء الرق ضرورة إقتصادية لا وازع أخلاقي :

    لقد أُلغي الرق لأسباب إقتصادية وليست إنسانية، وقد لخص غارودي تغير أشكال الإستعمار بتغير الضرورات الإقتصادية وجدلية النمو في الدول الاستعمارية والتخلف في الدول المستعمَرة على النحو التالي:

    (وبعبارة ثانية إن النمو والتخلف عنصرا منظومة واحدة هي المنظومة الرأسمالية وإن تراكم رأس المال الأوربي ثم الانتاج الموسّع – الذي يسمى الآن نمواً- قد تطورا خلال مراحل عدة:

    • إبادة هنود أمريكا بدءاً من القرن السادس عشر، نخاسة العبيد السود التي أصبحت ضرورة لإستغلال المعادن وأراضي أمريكا التي قلّ سكانها نتيجة تلك الإبادة الجماعية.

    • ثم بدءاً من الثورة الصناعية التي جعلها التكديس أمراً ممكناً، لم يعد الاسترقاق يسمح بالإفادة من التقنيات الجديدة وان إلغاء الرق وبدء الحركة الاستعمارية بالمعنى الصحيح: أي السيطرة السياسية والعسكرية على افريقيا وعلى القسم الأكبر من آسيا لتأمين الاستثمارات ذات الريع الأعظم في الصناعة وفي التجارة وذلك بفرض السعر الأدنى على اليد العاملة والأسعار الأعلى للمنتجات المستوردة فرضاً بالقوة)

    هذه التطورات هي التي أدت إلى التخلي عن قوة الأيدي العاملة وكٌلْفتها والتحول لإستعمال قوة الآلة وإلى الهجمة الاستعمارية المباشرة. وتدليلاً على ذلك أورد غارودي ملاحظة مهمة حيث قال : ( ومن الجدير بالملاحظة أن البلدان الأوربية ألغت الرق بحسب ترتيب دخولها في نطاق الثورة الصناعية: إنكلترا أولاً ثم فرنسا الخ)

    وهنا تأتي المفارقة: كانت الذريعة المعلنة للدخول في المرحلة الاستعمارية الجديدة هي محاربة الرق !

    (وبما أن الرق أصبح عائقاً في وجه الأشكال الجديدة للنمو الرأسمالي فإن الأقطار الأوربية صارت تعادي أيضاً المنظومة التي كان يفيدها في المرحلة السابقة) ويلخص غارودي رحمه الله تلك المراحل على النحو التالي:

    ( في المرحلة الاستعمارية، المرحلة التي يتطلب الاقتصاد الإستعماري فيها السيطرة السياسية كان المختزل هو: نجهز جيشاً للغزو ونوجهه إلى البلدان المشتهاة وأحياناً نبحث عن ذريعة ففي " تونكين" مثلاً كان اغتيال بضعة مبشرين ممن اغتصبوا الأرض كافياً لترطيب وجدان الغزاة.... الجيش الغازي يذهب للذود عن الديانة الغربية المسيحية وتصبح الطريق ممهدة أمام التجار. وهنا أيضاً نجد المختزل بسيطاً جداً، المبشر أولاً ثم الجندي وأخيراً التاجر)

    وإلى هذه الثلاثية أشار الدكتورجمال حمدان:

    ( يمكن تلخيص محاور الاستعمار البرتغالي في ثلاثية: الكثلكة – التجارة – الغزو)

    التبشير والاستعمار: أدوار مشبوهة

    كتب بيفانز ستيفن:

    (كانت الحقبة التبشيرية الحديثة وبصور متعددة الذراع الديني للإستعمار، سواءً أكان إستعماراً برتغالياً اسبانياً في القرن السادس عشر أو بريطانياً فرنسياً أمريكياً في القرن التاسع عشر)

    وكتب ادوارد أندروس:

    (ينظر المؤرخون للبعثات التبشيرية على واحدة من الطريقتين: مؤرخو الكنيسة الأوائل الذين صنفوا في تاريخ التبشير أعطوا وصفاً تبجيلياً لمحاولات المبشرين ونجاحاتهم وأحياناً استشهادهم. ووفقاً لذلك كان المبشرون قديسين يمشون بين الناس ونماذج للتقوى المثالية في بحر من الوحشية. ولكن بحلول منتصف القرن العشرين وهي فترة تميزت بحركات الحقوق المدنية ومناهضة الاستعمار وتنامي العلمنة، نُظر للمبشرين بصورة مختلفة تماماً. وبدلاً عن وصفهم بالشهداء يصف المؤرخون الآن المبشرين بأنهم إستعماريون نهّابون متكبرون.

    لم تعد المسيحية رحمة وإنما قوة صلبة عدوانية غاشمة يفرضها المبشرون على الأمم المقاومة المتحدية. ولا شك أن المبشرين يُنظر إليهم الآن كوكلاء –عملاء- مهمين ضمن جنود الدول القومية التوسعية أو جنود الصدمة الأيديولوجية والتي أعمتها حماستها وتعصبها.)

    وقال بول قيفورد:

    ( في هذه المقالة قمت بدراسة كيف سهّلت المجتمعات التبشيرية إنتشار نظم المُثل والمعتقدات الأوربية بين المجتمعات الافريقية وكيف أضعف هذا الانتشار وهيّأ في آن واحد السياسة الافريقية لمزيد من الاحتكاك مع السلطات الاستعمارية.)

    وقال فرانز فانون: ( إن الكنيسة في المستعمرات كنيسة بيض كنيسة أجانب إنها لا تدعو الإنسان المستعمَر إلى طريق الله وإنما تدعوه إلى طريق الإنسان الأبيض إلى طريق المضطهد الغاشم . وأنتم تعلمون أن في التاريخ البعثات التبشيرية كثيراً من المكلفين وقليلاً من المتطوعين)

    وقال موقع التاريخ العالمي للسود: (الإستعمار كان في الأساس وإلى حد ما نتيجة لخيانة المبشرين) .

    التكالب الأوربي الاستعماري على القارة الإفريقية:

    إذن بعد مرحلة الثورة الصناعية جاءت مسألة الاستعمار المباشر وكان مؤتمر برلين هو التتويج الفاضح لتلك المرحلة حيث تم عقد المؤتمر لتنظيم التكالب على المستعمرات دون حرب.

    قال جمال حمدان ( كان مؤتمر برلين 1884 الذي أجمعت فيه القوى الأوربية على أن الإدعاءات الاستعمارية في افريقيا لا تكون إلا بالاحتلال الفعلي إشارة البدء لسباق جنوني مسعور على القارة) ( ففي 1893 أي بعد عقد واحد من مؤتمر برلين كانت كل القارة قد إقتُسِمت بين القوى الأوربية وانخفضت نسبة المساحة المستقلة فيها من 95% في سنة 1885 إلى 8% سنة 1910) والجدير بالملاحظة أن ( كل الصراع الاستعماري في أفريقيا لم يصل أبداً إلى حد الحرب) وقد وصف شقير لقاء كتشنر لما وصل فاشودة وكان يود استباق مارشال وصف لقاءهما وكان ودياً. وأورد زلفو كلام الملكة بشأن شن الحرب على فرنسا : ( فعندما وصلت أزمة فاشودة إلى قمتها ووضح أن الحرب مع فرنسا لا مفر منها علقت فكتوريا " انها لايمكن أن توافق على شن حرب من أجل تحقيق هدف بمثل هذه التفاهة")

    أسباب ودوافع غزو السودان:

    لم يكن ما سيق من حجج لغزو السودان إلا مبررات وكان الهدف هو ما أشار إليه حسين الزهراء في رده على الدعاوى البريطانية والتركية والمصرية ومن لف لفها من علماء السودان وقد ذكرنا كلامه وهو ما أكده حمدان حين قال : ( وبعد هذا بدأت بريطانيا تتطلع إلى حلم ضخم هو طريق الكاب- القاهرة في محاولة عظمى لربط مستعمراتها في أقصى شمال وجنوب القارة على محور طولي) .

    إذن لم يكن غزو السودان وإحتلاله من قبل بريطانيا بسبب الرق أو التطرف المهدوي أو إنقاذ الأسرى وإنما كان سياسة مقررة قبل المهدية نفسها، فعلى سبيل المثال يمكن الإستشهاد بحديث قلادستون رئيس الوزراء البريطاني الذي قاله منذ 1877 ومر علينا آنفاً وصمويل بيكر الذي قال: (وكان دافع الجنرال غردون الذي خلفني هو نفس الدافع وقد توفي وهو على أمل أن تستولي بريطانيا على الخرطوم) وبيكر هو أول من حرض على غزو السودان قبل غردون.

    بل إن كتشنر نفسه جاء قبل سنوات عديدة ( وقبل إثني عشر عاماً بينما كان كل هم بريطانيا هو إخلاء الجنود المصريين من السودان وضمان سلامة بعثة الإنقاذ البريطانية وهي تسرع منسحبة للشمال كان الميجر كتشنر مبعوثاً للمخابرات في مركز الدبة المتقدم يقدح ذهنه في كيفية إعادة غزو هذه البلاد. وأمضى أغلب أوقاته في مسح منطقة دنقلا ومراقبة تيار النيل وارتفاعه وانخفاضه. وتوصل أخيراً إلى أن الحل الوحيد يكمن في خط إمداد مضمون سريع هو السكة حديد يكفيهم مشقة الاعتماد على آلاف الجمال البطيئة والتحرر من حمل قرب المياه لشق الصحراء. وعاد إلى مصر وهو يعزف على هذه النغمة في أنها العلاج الأمثل للتغلب على عقبة الشلالات.)

    صحيح كان هناك تضارب داخل الجسم السياسي لبريطانيا، وعزا بعضهم إخفاء نوايا بريطانيا لعدم رغبتها في إستعداء تركيا(سمرنوف) وعزاه بعضهم لتضارب الرؤى البريطانية بين لوبي كان يسعى لاحتلال السودان وحكومة كانت لا ترى أولوية ذلك ( جمال الشريف). ومهما يكن من أمر فقد إحتار المؤرخون في التضارب الشديد في بعثة غردون والذي أشرنا إلى جزء منه متعلق بخط السير والهدف من الحملة الذي تغير ثلاث مرات، والهدف من الحملة والخطابات الأربعة التي كان يحملها غردون حول مهمته والتناقض بينها والذي عزاه هولت إما لخداع غردون أو لسوء فهم منه لطبيعة مهمته وحاول أو يوفق هولت بين ذلك التناقض بافتراض أن الخطابات كانت تتحدث عن مراحل .

    ومهما يكن من شيء فقد أوضح مؤتمر برلين بجلاء إتفاق أوربا على تنظيم الاستعمار وعدم الدخول في مواجهات . وتنزل ذلك الاتفاق في أوربا وانتج مجموعة من الاتفاقات في الأوربية على الأراضي الافريقية مثل : التعاون الحبشي الفرنسي 1897-1898 والاتفاق البريطاني الالماني 1 يوليو 1890 والبريطاني الايطالي 1891 والبريطاني البلجيكي 24 مايو 1890 والبلجيكي مع القوات المصرية بجنوب السودان واتفاق الكونغو وبريطانيا 12 أبريل 1894 لعزل فرنسا والاتفاق البلجيكي الفرنسي اغسطس 1894 الذي جب الاتفاق البلجيكي البريطاني وهكذا.

    كانت المهدية واعية بذلك وقد علق الخليفة مستغرباً :( بأن الناس لايستطيعون مع الأسف التوقف عن تقسيم أرض لا يملكونها) . وكانت الدول الإفريقية المحيطة بالسودان واعية بذلك ولكنها اتخذت طرقاً مختلفة للتعامل مع هذا الواقع.

    فعلى سبيل المثال كانت مصر عديمة الحيلة فقد تم احتلالها قبل مؤتمر برلين نفسه وتم قمع حركة عرابي الوطنية . أما إثيوبيا فقد بادرت في بداية المهدية لدعم المنشقين على المهدية وأمدتهم بالسلاح ووفرت لهم الملجأ والملاذ كلما إضطروا للهرب بل وعاونتهم عسكرياً. فقد دعمت تمرد صالح شنقة وغيره. ثم قامت بغارات اختطفت فيها النساء والأطفال وقتلت الرجال. و تعاونت الحبشة مع بريطانيا ومصر ضد المهدية وتم إخلاء جزء من الحاميات المصرية عبر الحبشة ولما إضطُرت تحت ضغط المخاطر الاستعمارية لتهدئة الأمور مع المهدية قبِل الخليفة ذلك بشروط منها إرجاع الأسرى وتسليم المنشقين أو عدم السماح لهم بالاعتداءات.

    ثم في مرحلة لاحقة وبعد الحرب مع إيطاليا تحالفت إثيوبيا مع فرنسا وفي تلك الأثناء وقفلاً للجبهة الشمالية الغربية مع السودان عرضت إثيوبيا السلام على المهدية. قبل الخليفة ذلك وأكرم رسل الحبشة وتمت مفاوضات دونتها كل المصادر التاريخية وكانت نقطة الخلاف أن الخليفة كان يرى أن يكون التحالف إفريقياً لا تسمح إثيوبيا فيه للأوربيين بالتدخل ولا تقيم معهم علاقات. وكانت إثيوبيا في حاجة للحماية الفرنسية وكانت قد عقدت معها اتفاق بل ولما جاء الوفد الإثيوبي الأخير في أبريل 1998 للسودان عارضاً رد الملك الاثيوبي جاء حاملاً عرضاً فرنسياً بأن يرفع الخليفة علم فرنسا وحسب مؤتمر برلين يصير السودان أرضاً فرنسية فلا يحق لبريطانيا دخولها.

    رفض الخليفة العرض لأنه إستبدال إستعمار باستعمار و ولكنه لم يقفل الباب أمام علاقة حسنة مع الحبشة.

    بل وأكثر من ذلك في تلك الأثناء كان منليك قد وقع اتفاقاً مع بريطانيا تعهد فيه بمنع مرور السلاح للسودان بل وقدم خريطة يدعي فيها ملكية مناطق تصل حتى النيل الأبيض والخرطوم كما رأينا في فصل سابق.

    ذريعة الرق

    ذكرنا دوافع محمد علي في غزو السودان، وذكرنا أنه استجاب للضغوط الأوربية لمحاربة تجارة الرقيق، كما ذكرنا الأسباب الاقتصادية التي دعت الأوربيين للتخلي عن الرق والانتقال لطور اقتصادي جديد. وسنضيف أمثلة جديدة على عدم جدية الأوربيين في محاربة الرق حتى بعد أن دخلوا في هذا الطور الجديد.

    أما فيما يلي السودان، فكما رأينا فقد كان هدف مهمة غردون الأولى (1873-1879) هو إكتشاف منابع النيل تمهيداً لغزو السودان وإن تدثرت بمحاربة الرق. قال سمروف:

    1) عقب حفر قناة السويس 1859-1869 وبغرض السيطرة على أقطار شرق أفريقيا الواقعة جنوب السودان إزداد اهتمام بريطانيا لاحتلال السودان..... ولأن بريطانيا كانت عازفة عن تحدي تركيا فقد أخفت رغبتها في السيطرة على السودان تحت ستار مساعدة مصر على محاربة تجارة الرقيق) وقال عن بعثة غردون: ( ولم تقم البعثة بإلغاء تجارة الرقيق بطبيعة الحال كما لم تنصرف نيتها وقتئذٍ إلى شيء من ذلك) وهذا ما عضده جمال الشريف اذ قال: إن تجارة الرقيق كانت حجة لإستكشاف منابع النيل ، غردون طيلة السنوات التي أمضاها حاكماً لللإستوائية 1873-1879 لم يبذل أي جهد لمحاربة تجارة الرقيق وقد إتهمته جمعيات محاربة الرقيق بالفشل. وان بعثته كانت لاكتشاف منابع النيل وعمل خرط وقد اصطحب معه جغرافيين ومهندسين) وقال هولت: ( وحتى حينما حاول الخديوي اسماعيل القضاء على تجارة الرقيق استمر تزويد الجيش بجنود من هذا المصدر)

    والأدلة على عدم جدية غردون في محاربة الرق كثيرة قال جيديون ميلر: (وفي أثناء محاولته تكوين تحالف داخل السودان ضد جيش المهدي فقد قدم تنازلات كبيرة لصالح الذين يؤيدون تجارة الرق في الاقاليم الجنوبية إلى أولئك العرب في الشمال. وبينما واصل في معارضة تجارة الرق علناً شعر بأن القضاء على تجارة الرقيق يتطلب تقديم تنازلات مع تجار الرقيق على المدى القصير بل لقد زادت تجارة الرقيق في العقد الأخير من القرن التاسع عشر. هذه الحقائق مثلت لدى البعض أن أسطورة غردون ما هي إلا غطاء مقنع للارساليات. ودافعهم الانساني لايرتبط بالساعين لإلغاء الرق بقدر ما هو مرتبط بصانعي الانقسام بين الشمال والجنوب ونشر الديانة الغربية) . ومن دلائل عدم جديته محاولته الاستعانة بالزبير وهذا يدل على ان الهدف ليس محاربة الرقيق اذ الزبير في رأيهم تاجر رقيق.

    ولم يقتصر الأمر على غردون فحينما تبنت الهند منع الرق في 1843 و قُدم مقترح تطبيق النموذج في مصر نصح ايفيلين بيرنق (أي كرومر فيما بعد) قائلاً( سيكون أبعد شيء عن الحكمة في الوقت الحاضر محاولة إدخال هذا الإصلاح الجذري، إنني اتعاطف تماماً مع النظرة التي تبناها الإنجليزعموماً في هذا الصدد ولكن من الضروري اعتبار القضية من وجهة نظر الظروف المحلية والرأي المحلي ) وكان ذلك رأي عدد من كبار المسؤلين البريطانيين.

    وقال : (هناك القليل من الاهتمام بسياسات محاربة الرق بين قيادات حكومات الليبراليين والمحافظين...... ليس هناك في النخبة السياسية من يهتم بموضوع تجارة الرقيق وقد شكا غردون من ذلك. ...لم تكن سياسة محاربة الرق جزءاً من الاصلاحات التي اقترحتها بريطانيا على تركيا ومصر في سبعينات وثمانينات القرن التاسع عشر).

    ولم يقتصر الأمر على بريطانيا بل كان هذا نسقاً أوربياً، قال: ( ومنذ السبعينات زادت الشكوك المؤرخين حول المزاعم الانسانية واستراتيجيات محاربة الرق) وقال:( سوزان ماير في دراستها الأكثر تفصيلاً حول دبلوماسية بريطانيا لمحاربة الرق جادلت بأن سياسة محاربة الرق وتجارة الرق تتحدد بصورة كبيرة بالمصالح السياسية فقد استخدمت كوسيلة لتبرير التوسع الامبريالي لجمهور الناخبين الذين كانوا، حتى ثمانينات القرن التاسع عشر (على الأقل) يتشككون في إمتلاك المستعمرات " ولم يدَعْ الأشخاص الذين كانت مهمتهم الدفاع عن المصالح البريطانية في الخارج للنزعة الانسانية أن تملي عليهم سياستهم)

    وفي سياق حديثه عن الاستعمار وأفريقيا (جادل "لفجوي" أن النظم الاستعمارية صارت مدافعة عن الرق وأكبر عائق للتحرر الكامل)

    ( كان صناع القرار في بريطانيا قلقين من أن سياسة محاربة الرق قد تؤذي المصالح البريطانية وتخل بالاتزان في الاقتصاديات المحلية وقد تفتح الباب للقوى الأخرى لاكتساب النفوذ... كانت عملية إنهاء الرق بطيئة وكان ذلك مقصوداً في كثير من الأحيان...كانت الدوافع في كثير من الاحيان غامضة وصيغت لتناسب المصالح التجارية والسياسية)

    المهدية والرق:

    لن نطيل الحديث حول هذا الموضوع ولكن نقول باختصار الحقائق التالية:

    1. صحيح أن الرق كان موجوداً في السودان قبل الغزو التركي المصري ولكنه زاد بفعل سياسات ذلك الحكم كما أوضحنا.

    2. كانت المهدية حركة دينية اجتماعية لها برنامج إصلاحي معين، اهتم برنامجها الاجتماعي بالعدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس، وقامت فلسفتها على الزهد وحياة التقشف حتى أن ذلك كان أحد أركان بيعة الولاء للمهدية وقائدها.

    3. عاش قادة المهدية ومناصروها وكل رعايا الدولة حياة تقشف ولم يعمل أي من قادتها البارزين بالتجارة، فضلاً عن تجارة الرقيق.

    4. في دراسة الخلفية الاجتماعية التي أجراها باحثان أمريكيان وشملت 140 قائداً مهدوياً كان تجار الرقيق السابقون يشكلون أقل من 4%. بل لقد أوضح ونجت/ أوهروالدر : ( أن تجار الرقيق الذين أزعجهم تضييق الحكومة المصرية على تجارتهم وتوافدوا على المهدي بدأوا يدركون أن وضعهم صار أسوأ مما كان عليه)

    5. الملاحظ أن علاقة المهدية بجبال النوبة والجنوب كانت طيبة وسلمية في أغلب الأحوال كما سنوضح، وأن المهدية سمحت لهم بالرجوع إلى مناطقهم ومحاربة الأتراك وأن أنظار المهدية كانت متجهة إلى الشمال في سبيل تحرير مصر وإلى الشرق في سبيل تأمين نفسها من الخطر الأوربي المصري الحبشي.

    6. كانت المهدية محاطة بالأعداء في أغلب فترتها وكانت كل الموانيء وطرق التجارة بيد أعدائها فكيف يستقيم أن تقوم تجارة رقيق يصدر للخارج؟ وإذا كانوا يتحدثون عن تجارة داخلية فقد كان كل المجتمع كما أسلفنا مستنفراً للجهاد والدفاع عن الدولة كما لم تكن أيديولوجية الدولة تسعى نحو التجارة وكنز الأموال دعك من الأيديولوجية التحررية والعدالية الثائرة على طلاب الدنيا . هذا لا ينفي بالطبع وجود رقيق في ذلك المجتمع وهو وضع موروث وسنرى أنه تقلص في المهدية عما سبقها.

    7. عملت المهدية على تحرير الرقيق وفتحت الباب أمامه للترقي السياسي والاجتماعي حيث تم تحرير كل من انضم للجهادية، بل لقد تقوى الرقيق على أسيادهم بسياسات الدولة المهدية ، قال أوهروالدر/ ونجت: ( كان للرقيق – تحت نظام المهدية – طرق كثيرة متنوعة للانتقام لأنفسهم من سادتهم وكانوا لا يفلتون الفرصة أبداً حين يجدونها)

    8. منع الخليفة تجارة الرقيق ومنع صيده وتصديره وكانت هناك دوريات لمراقبة ذلك كما منع الخليفة امتلاك السلاح الناري الذي تم حصره على الجيش فقط.

    9. والخلاصة أن المهدية كانت أفضل من النظم التي سبقتها فيما يتعلق بالرق وهناك شهادات كثيرة سنورد بعضها فيما يلي حول علاقة المهدية بمناطق صيد الرقيق التقليدية أثناء الحكم التركي وحول محاربة المهدية للرق ومنع تجارته:

    سياسة الجنوب في المهدية

    جاء البريطانيون بهدف محاربة الرق في زعمهم ( بيد أن الوقائع التاريخية الثابتة دحضت هذه المفاهيم لأن كلاً من الجنوبيين والمهديين حاربوا جنباً إلى جنب) . فمنذ فترة مبكرة تجاوبت القبائل الجنوبية مع المهدية، قال هولت: ( وقد بدأت الحركة المهدية في بحر الغزال أواخر عام 1881 عندما زار جماعة من شيوخ الزنج المهدي في جبل قدير وحلفوا له يمين الولاء. وقد أعيدوا لأقاليمهم لطرد الأتراك ووعدوا بممارسة حرية كاملة في أراضيهم)( بايعوا المهدي ونصحوا بالعودة إلى ديارهم لطرد الأتراك ووعدوا بأن تكون لهم الحرية المطلقة) . وقد رأى الجنوبيون في المهدية حركة تمنحهم الحرية، قال شقير: ( لما بلغ مشايخ الجانقي والجور خبر المهدي ونصرته على رجال الحكومة في أبا وقدير هاجروا إليه وبايعوه فأمرهم بالعودة إلى بلادهم وقال لهم : " إذهبوا وأخرجوا الترك من بلادكم فإن الله ناصركم ومتى أخرجتموهم فلتكن بلادكم لكم لا ينازعكم فيها منازع " وكان هذا جل ما يتمناه السود أي الحرية والإستقلال لأنهم لم يتخلصوا من " البحارة" قبل عهد الحكومة حتى وقعوا في الجباة الباشبوزق في عهدها فعادوا إلى بلادهم وجمعوا جموعهم وجاهروا بالعصيان) ثم أخذ شقير يعدد ثورات القبائل الجنوبية حتى تحدث عن هجومهم على لبتون قائلاً : ( فلم يتم لبتون بناء الزريبة حتى أقبل الجانقي علينا مهاجمين وكان الدراويش قد علموهم أن يكرروا عند الهجوم قولهم " الدايم الله الدايم هو")

    وقال سمرنوف عن ذلك التعاون المشترك: ( فقد أدرك المهدي كما أدرك الخليفة أيضاً أن على جميع سكان السودان محاربة العدو المشترك في جبهة موحدة ومن ثم نظر إلى النيليين باعتبارهم حلفاء طبيعيين لإجلاء الغزاة المستعمرين وكان اتجاه السلطة المركزية يهدف إلى تقوية وتطوير الصداقة بين الشمال والجنوب) ( وبالرغم من خطأ بعض التصرفات الصادرة من السلطة المركزية بأمدرمان إلا أن علاقات المهديين اتسمت بالود والصداقة والتعاون مع النيليين). وبالمثل ساهمت قبائل الشلك مثل الديمبو واللير في الحرب مع المهدية . وفي الحرب ضد البلجيك: كانت قوات المهدية مكونة من 700 مقاتل ومؤيدة بقبيلة زاندية بزعامة رنزي . وحاربت قبيلة الباري في صفوف المهدية (وكتب لبتون في هذا الصدد: المهدي المنتظر حظر الاعتداء على الجانق وقد أرسل بعض الدراويش لمعاقبة من قاموا بعصيان أمره) وعن تأييد قبائل الجنوب للمهدية والعلاقة الطيبة معهم قال هولت في صدد حديثه عن متاعب لبتون مع القبائل الجنوبية: ( وبرغم أن القوة الموجودة بهذا الإقليم لم تكن من المسلمين أو العرب إلا أن المهدية استطاعت أن تكسب تأييدهم سريعاً) وقال سمرنوف ملخصاً سياسة المهدية (ومهما يكن فقد كان اتجاه السياسة المهدية متسماً بالمرونة فقد أراد الخليفة في البداية توحيد الزعماء والسلاطين وشجَبَ تجارة الرقيق وحظر السلب والنهب في الغزوات الحربية) وقال : ( لم يسع – امير المهدية في الجنوب- لتجنيد الجنوبيين قسراً في صفوف الجهادية)

    وكذلك كان الحال بالنسبة لجبال النوبة قال ونجت/ أوهروالدر: ( استسلم النوبة بشرط أن يظلوا أحراراً وأن يعيشوا في جبالهم فوافق المهدي على ذلك )

    وعن حظر تجارة الرق في المهدية قال سمرنوف ( وقد أصدر الخليفة منشورات حظرت بشدة على رعايا الدولة المهدية صيد الرقيق بين القبائل النيلية) وأشار إلى الحظر الرسمي الوارد من الخليفة وخلص إلى النتيجة التالية: ( لعبت أعمال الرقيق قبل ثورة المهدية دوراً بارزً في اقتصاد البلاد ولكن تضاءل نظام الرق خلال المهدية)

    وقد أورد هيليلسون في كتابه (نصوص بعامية السودان) خطابين للخليفة باللغة العامية وجههما إلى عبد الرؤوف زعيم الدينكا والجابوري ملك النوبة، وقد خلا الخطابان من أية لغة تهديد وإنما اقتصرا على الترغيب في الجهاد والحضور لأمدرمان. والمذكوران من عمال المهدية على مناطقهما.

    وقد مررنا على شواهد أخرى تؤكد منع المهدية تجارة الرقيق في الفصل المخصص للشهادات عن الخليفة عبد الله ونختم بخطاب الامام المهدي فقد كتب أحمد سليمان أمين بيت المال خطاباً يذكر فيه أن عدد الرقيق الذي وجد بالخرطوم ( مقر غردون الذي يريد محاربة الرق ) كبير جداً وأنه صرف على قوتهم ما يزيد على ألفي ريال ويشكو من كثرة تكاليفهم وينصح ببيعه أو توزيعه على جهات لتصرفه. وقد رد الامام المهدي بالآتي:

    (بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم وبعد، فمن العبد المفتقر إلى الله محمد المهدي بن عبد الله إلى خليله وصديقه خليفة الصديق.

    حبيبي، كما ذكر أحمد أوافق أن تكتب إلى أحمد أمين بيت المال تأمره بأن يوزع الرقيق على الجيش ولو يكن للعشرة أنفار والعشرين نفر رأس حسب الموجود وتوزيعه على الجيش حكم تنزيل المجاهدين بالدفاتر أو ما يناسب وأظن أن هذا أقرب إلى الراحة من البيع وخلافه)

    الهوامش:

    شبيكة السودان سابق ص 42

    أبو شامة سابق

    RICHARD H. DEKMEJIAN and MARGARET J. WYSZOMIRSKI, op.cit

    روجيه غارودي: حوار الحضارات ص 44 وما بعدها

    نفسه ص 54

    .د. جمال حمدان: استراتيجية الاستعمار والتحرير ص 57

    Bevans Steven: Christian complicity in colonialism/globalism

    Andrews, Edward (2010): Christian Mission and Colonial Empire Reconsidered: A Black Evangelist inWest Africa (1766-1816)

    The Vanguard of Colonialism: Missionaries and the Frontier in Southern

    Africa in the Nineteenth Century

    فرانز فانون سابق

    Role of Missionaries in Colonization of Africans, Global black history

    بعد مرور أكثر من مائة عام على تلك الأحداث بدت أفكار شوق الدرويش رجعية عنصرية تبريرية استعمارية مستلبة. مائة عام إعتذر فيها الاستعماريون عن استعمارهم ، حقاً وصدقاً أو نفاقاً ومخاتلة وتبديلاً للجلد في كل مرحلة، واعتذر العنصريون عن عنصريتهم وظهر لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية في مقابل اللاهوت الاستعماري وإدانة له.

    جمال حمدان سابق ص121

    نفسه 122

    زلفو سابق ص 175

    جمال حمدان ص 123

    ذكرناه تحت عنوان علماء لا دراويش

    سمرنوف سابق ص 12

    زلفو ص

    نفسه ص 196

    هولت ص 238

    سمروف سابق ص 11، ص 14

    هولت سابق ص

    Gideon Mailer, The Origin of Humanitarian intervention in Sudan: Anglo American Missionaries after 1899 In: Brendan Simms, David Trim (eds). Humanitarian Intervention. A History. p 287-288

    William Mulligan (2011) 'British anti-slave trade and anti-slavery policy in East Africa, Arabia, and Turkey in the late 19th century' In: Brendan Simms, David Trim (eds). Humanitarian Intervention. A History. p 266-267

    Ibid p 263

    Ibid p 258- 259

    Ibid p p 260

    Ibid p 262

    سمرنوف ص 80

    هولت سابق ص 70

    شقير سابق ص 411- 412

    نفسه ص 414

    سمرنوف ص 200

    نفسه ص 85

    نفسه ص 196

    نفسه ص 178

    نفسه ص 89

    سمرنوف ص 182

    نفسه ص 184

    Wingate op. cit

    سمرنوف ص 130

    1) كراسة هيليلسون نصوص بعامية السودان اعداد أ. عثمان جعفر النصيري ص 20-.21 ومن عنصرية هليلسون أنه جعلهما تحت عنوان ( خطابين من الخليفة لزعماء الزنج) . والمعروف أن هيليلسون عمل بالمخابرات في الحكم الثنائي

    أبو سليم سابق ص 306

                  

العنوان الكاتب Date
المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدرويش.. دكتور عبد الرحمن الغالي عمر عبد الله فضل المولى03-01-16, 09:05 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-01-16, 09:09 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-01-16, 10:16 PM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� محمد أبوجودة03-02-16, 05:20 AM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-02-16, 07:48 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-03-16, 08:25 AM
        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-03-16, 10:00 PM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� محمد حيدر المشرف03-04-16, 05:08 AM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-05-16, 04:49 PM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-06-16, 04:37 PM
        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-07-16, 03:32 PM
          Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-08-16, 06:11 PM
            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-09-16, 08:27 AM
              Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-10-16, 10:21 PM
                Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-12-16, 11:25 AM
                  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� مني عمسيب03-12-16, 11:29 AM
                    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-14-16, 11:17 AM
                      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-14-16, 11:27 AM
                        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-14-16, 11:32 AM
                          Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-15-16, 07:29 PM
                            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-16-16, 08:00 PM
            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-30-16, 04:00 PM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-17-16, 09:25 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-17-16, 07:26 PM
        Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-19-16, 07:49 PM
          Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-20-16, 04:04 PM
            Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� حماد الطاهر عبدالله03-21-16, 04:14 PM
              Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-22-16, 08:42 AM
                Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-22-16, 07:45 PM
                  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-23-16, 11:09 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى03-31-16, 09:21 AM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� Ammar Makki03-31-16, 10:18 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� Ammar Makki04-03-16, 07:38 AM
      Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى04-20-16, 04:56 PM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى04-05-16, 04:03 PM
    Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى04-10-16, 09:44 AM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� عمر عبد الله فضل المولى06-02-16, 05:07 PM
  Re: المهدية: قراءة في أطروحة رواية شوق الدروي� sadig mirghani06-04-16, 03:03 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de