لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدونيس غداة تسلمه جائزة في ألمانيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 02:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-21-2016, 09:52 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49030

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون (Re: Yasir Elsharif)

    أوّل الجسد آخر البحر


    أدونيس

    - 1 -

    أدونيسخَرَجَ الوردُ منْ حوضِه
    لملاقاتها،
    كانتِ الشمسُ عُريانةً
    في الخريفِ، سِوَى خَيْطِ غيمٍ على خَصْرِها.
    هكذا يُولَدُ الحبُّ
    في القريةِ التي جئتُ مِنْها.

    - 2 -

    نهضتُ أسْألُ عَنْكِ الفجْرَ: هَلْ نَهضَتْ؟
    رأيتُ وجهَكِ حولَ البيتِ مرتَسِماً
    في كلِّ غصْنٍ. رميْتُ الفجرَ عن كَتِفي:
    جاءَتْ
    أمِ الحلمُ أغواني؟ سألتُ ندىً
    على الغصونِ، سألتُ الشمسَ هَلْ قَرأَتْ
    خُطاكِ؟ أينَ لمسْتِ البابَ؟
    كيفَ مَشى
    الى جوارِكِ ورْدُ البيتِ والشجرُ؟
    أكادُ أشطرُ أيّامي وأنْشَطِرُ:
    دَمي هناكَ وجسمي هَا هُنا - ورقٌ
    يجرُّهُ في هَشيمِ العالَمِ الشَّررُ.

    - 3 -

    صامتٌ ليلُنا.
    مِنْ هُنا زهرٌ ينحني
    مِـنْ هنـالك ما يُشبـه التَّلَعثُمَ.
    لا رَجَّةٌ. لا افْتِتانْ.
    ليلُنا يتنهّد في رئتَيْنا
    والنوافذ تُطبِق أهدابَها.
    - تقرأين؟
    - ضع الشايَ. ضوءٌ
    يتسرّبُ مِنْ جسدينا الى جسدينا
    ويغيّر وجْهَ المكانْ.

    - 4 -

    هكذا - في عناق الطّبيعةِ والطَّبْعِ، نعصفُ أو نَهْدأُ
    لا قرارٌ، ولا خِطَّةٌ، - عَفْوَ أعضائِنا،
    ننتهي، نَبْدأُ.
    جسدانا
    كوكبٌ واحِدٌ.
    نتبادَلُ أحزانَنا
    نتبادل أحشاءَنا،
    جسدانا دَمٌ واحِدٌ.
    نحن صِنْوانِ في الجرحِ، مفتاحُ أيّامِنا
    ومفتاحُ أفراحِنا وأَحزانِنا،
    جَسدانا.

    - 5 -

    فَكَّتِ الأرضُ أَزْرارَها، وسارَتْ
    حُرَّةً في خُطانَا،
    عندما سألَتْنا وقلنا:
    نعرف الحبَّ يا أرضَنا. جَبَلْنا
    طينَنا مِن هَباءِ مسافاتِهِ، وجَبَلْنَا
    فتنةَ القمر المتشرّد في طَمْثهِ بأوجاعِنا،
    ورسَمْنا
    كُلَّ ما لا يُرى مِن تقاطيعهِ،
    بتقاطيعِنا.
    هي ذي أرضُنا، -
    نتوقّعُ أن يعشقَ الحبُّ أسماءَه
    كيفما دُوِّنَتْ
    في دفاتر أيّامِها.

    - 6 -

    نَهَرٌ - مِنْجَمٌ
    نهرٌ غامرٌ
    يتلبّس أعضاءنا
    ويسافر فيها -
    يدخلُ البحرُ فيه
    تخرجُ الأرضُ منه،
    والبقيةُ لا تُفهَمُ.
    لا أحدّدُ لا أرسمُ
    الدخول الى ليل حبي مضيءٌ
    والخروج هو المعتمُ.

    - 7 -

    علَّمتني مراراتُ أيّاميَ الرائيهْ:
    ليس للحبّ إلاَّ طريقٌ عموديةٌ
    لا تُسمَّى،
    وإن قيل عنها
    لغةٌ في الهبوط الى آخر الليل،
    في ناره العاليهْ.

    - 8 -

    كيف لي أن أسمّيَ ما بيننا ماضياً؟
    "ليس ما بيننا قصةً،
    ليس تُفَّاحَ إنسٍ وجِنِّ
    أو دليلاً إلى موسمٍ،
    أو مكانْ
    ليس شيئاً يؤرَّخُ": هذا
    ما تقول تصاريفُ أحشائنا.
    كيف لي أن أقول، إذاً، حبُّنا
    أخذته إليها تجاعيدُ هذا الزمان؟

    - 9 -

    تركتِ في جسدي ورداً، تركتِ ندىً
    تركـتِ غـابـةَ ألوانٍ، تُـراهُ غدي
    يُضيئها؟ أم ترى أمسي يُضيِّعها؟
    أفي عروقيَ ورْدٌ آخرٌ؟ شهقتْ
    إلى ترابكِ أعضائي - نمازجه
    نفيضُ فيه، ونستقصي، ونبتكرُ
    دمٌ هَوىً لهبٌ ماءٌ مدىً - أبدٌ
    لا بالحياة ولا بالموت يُختَصَرُ.

    - 10 -

    ربّما،
    ليس في الأرض حبٌّ
    غيرُ هذا الذي نتخيّلُ أنّا
    سنحظى بهِ، ذات يومٍ.
    لا تَقِفْ
    تابع الرَّقصَ يا أَيُّها الحبُّ، يا أيُّها الشِّعر،
    حَتَّى وَلو كان مَوْتاً.

    - 11 -

    لا أحبُّ الرسائلَ، كلاَّ
    لا أريدُ لحبّيَ هذا الأرقْ
    لا أريدُ له أن يُجَرْجَرَ في كلماتٍ.
    لا أحبُّ الرسائل، كلاَّ
    لا أريد لأعضائنا
    أن تسافرَ في مركبٍ من ورقْ.

    -12 -

    آهِ، كلاَّ
    لا أُريد لعينيّ أن تَسْبحَا في فضاءٍ
    غير عينيْهِ. كلاَّ
    لا أُريد لحبّي وأشيائه وضوحاً
    لا أُريد انتماءً ولا نَسَباً أو هويّهْ.
    لا أُريد سوى أن نكونَ لغاتٍ
    للجموح، وأعضاؤنا أبجديّهْ.

    - 13 -

    لا تَقُلْ، لا تُسمِّ:
    الخليقةُ يا حبُّ، أشياؤها وأعمالُها
    صُوَرٌ في كتاب من الظَّنِّ. خُذْني
    أعطني أنْ أسافر في الوهم،
    في ما تخيّلتُ أو أتخيّلُ -
    أن أتمادَى
    وأُشَهّيَ شَكّي بِنَفْسي
    وبتمزيق ما تَنْسُجُ الكلماتُ وما أتَقرّاهُ فيها،
    وما أَشْتَهيهِ
    وأَنْذرُ جِسْمي لِمعراجِهِ.
    أعْطِني أن تكون حياتي طريقاً إلى لا قرارٍ.

    - 14 -

    جالسٌ قربها
    والستار الذي نسجتْه تباريحُنا مُسْدَلٌ.
    قَامةُ الأفق مكسـورةُ الخصرِ،
    والشمسُ تمضي الى نومِها.
    مِشْطها، قلمُ الحبر، كرسيُّها، الفراشُ
    على الأرض، أكداسُ أوراقِها -
    كتباً ودفاترَ، بستانُ وردٍ
    تتناثر أكمامهُ.
    أتذكّر حتَّى كأني أرى الآنَ: ها بيتُها
    يَتنهَّدُ، هَا شُرفاتُ النوافذ تُسلم أحضانَها
    للمُريدِ المولَّه،
    والشمس في أوّل اللَّيل،
    تخلع آخر قمصانها.

    - 15 -

    لا الزمانُ سريرٌ ولا الأرضُ نومٌ،
    شجرُ الحبِّ عارٍ
    والمكان الذي شاءه الحبُّ دونَ غطاءٍ.
    أتُرَى، أيقظَ اللَّيلُ أحلامَهُ
    وهي الآنَ تركضُ في شارعِ الشمسِ؟ ظَنِّي
    أنّ هذي الشموسَ التي تَتَثاءبُ
    فِي فلكِ الحبِّ
    ليسَتْ على الأرض إلاَّ جراحاً.
    سأُغنّي لهذا المكان المُضاءْ
    بحُطامِ المحبّين قبلي،
    ليسَ هذا الوجودُ سوى فُسْحةٍ للغِناءْ.

    - 16 -

    يدها في يدي
    وكلانا غريبٌ
    وكلانا غداً ميّتٌ
    في فراشٍ بعيدٍ.
    سَرْبلينا بأوهامنا
    وبأشباحنا،
    يا أساطيرَ أيّامنا،
    واضطربْ واقتربْ
    أيُّهذَا البعيدُ الجميلُ الأَحَدْ،
    أيُّهذا الجسدْ.

    - 17 -

    غالباً أتفقَّدُ بَيْتِيَ في اللَّيلِ أُشعِلُ ضوءَ المصابيحِ،
    لكنّها لا تُضيءُ/ النوافذُ؟ أبدأ فتح
    النوافذِ لكنَّها لا تُضيءُ/ لعلِّيَ في البابِ
    ألقى ضياءً، أقولُ لِنفسي،
    وأُسرعُ للبابِ أَرْجوهُ،
    لكنَّهُ لا يُضيءُ/ الظَّلامُ هنا مثلُ جُرحٍ
    يظلُّ، على بُرئه، نازفاً،
    يقولُ ليَ الحبُّ -
    يا حُبُّ مِنْ أيـنَ يـأتي الضِّياءْ،
    والسَّماءُ تخونُ السَّماءْ؟

    - 18 -

    ها هو السَّهرُ المُرُّ يأتي ويُشعِلُ قِنْديلَهُ.
    هل أُعيدُ رسائلَ حُبّي إلى حِبرها؟
    هل أُمَزِّقُ تلكَ الصُّوَرْ؟
    أقرأ الآنَ جِسْمي،
    وأملأُ بالحُزْنِ قِنْديلَ هذا السَّهَرْ.

    - 19 -

    أفتحُ الباب، يأتي هواءٌ يزورُ الرسومَ التي تتدلّى
    ويُداعِبُ أَطْرافَها.
    بَغْتةً، يتثاءَبُ، يمضي حانياً ظهرَهُ.
    لَمْ يكُنْ حُبُّنا هنالِكَ، أطيافُهُ
    حملَتْ كلَّ ما رَسَمَتْهُ
    في السَّريرِ، وَفَوْقَ الوسائدِ، في قبضةِ البابِ،
    في قُفْلِهِ وغابتْ.
    أَتَخيّلُ؟ لكنْ
    كلُّ هذا تؤكِّده غيمةٌ -
    غيمةٌ تعبُرُ الآنَ، غابتْ.
    لا هواءٌ يزور، ولا مَنْ يقولُ لِتلكَ الرسومْ
    كيفَ تُروَى أساطيرُنَا
    كيفَ يُكْتَبُ تاريخُ هذي الغيومْ.

    - 20 -

    ما الذي سوفَ يبقى
    ويُشعِلُ للعاشقين قناديلَ أيّامِنا؟
    ما الكلامُ الذي سوفَ يَبْقى
    من مَعَاجِمِ أحشائِنا وأعضائِنا
    مِنْ أساطيرِنا البعيدهْ؟
    ما الذي سوفَ يَبْقى
    غَيرُ ما قاله قاتِلونا:
    كَتَبْنا بحبرِ مَرَارَاتِنا هَوانا
    وعِشْنَا بلا حِكْمةٍ
    وَسَكنّا قَصِيدَهْ.

    - 21 -

    سأزورُ المكان الذي كان صيفاً لنا
    بعدَ تَرْحالِنا
    بَيْنَ شطآن يوليسَ، في ليلِ دِلفي،
    وفي شمسِ هِيدْرا.
    وسأمشي مثلما كُنْتُ أمشي
    هائماً بينَ أشجارِهِ.
    سأذكّرُ أزْهارَهُ ورياحينَهُ
    بأريجِ لقاءَاتِنَا.
    وأكيدٌ سَتَسأَلُني عَنْكِ: ما صِرْتِ؟
    أينَ تكونينَ؟ ما وجهكِ الآنَ؟ لكنْ
    ما تُراني أقولْ؟
    والفصولُ مَحَتْها الفُصولْ؟

    الحياة 2003/09/25

                  

العنوان الكاتب Date
لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدونيس غداة تسلمه جائزة في ألمانيا Yasir Elsharif02-21-16, 04:47 AM
  Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون Yasir Elsharif02-21-16, 05:14 AM
    Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون Yasir Elsharif02-21-16, 06:38 AM
      Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون Yasir Elsharif02-21-16, 08:33 AM
        Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون Yasir Elsharif02-21-16, 09:00 AM
          Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون Yasir Elsharif02-21-16, 09:23 AM
            Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون Yasir Elsharif02-21-16, 09:38 AM
              Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون Yasir Elsharif02-21-16, 09:52 AM
                Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون Yasir Elsharif02-23-16, 07:12 PM
                  Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون Elmoiz Abunura02-23-16, 07:40 PM
                    Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون Yasir Elsharif02-24-16, 05:45 AM
                      Re: لقاء الـ DW الألمانية بالشاعر والمفكر أدون Yasir Elsharif02-24-16, 05:51 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de