|
Re: وداعا هيكل الصحافة (Re: Ahmed Yassin)
|
رحم الله هيكل و غفر له مقتبس من لقاء الراحل مع مثقفين سودانيين بمكتبه بالقاهرة
Quote: كان قد مضي من الوقت أكثر من ساعة ونصف الساعة والأستاذ هيكل ينصت كعادته في يقظة واهتمام لحقائق الأوضاع المتدنية في السودان وقتئذ، بينما كان حرصه كذلك علي تدوين المعلومات التي رآها مهمة وجديدة عبر توالي حديث ضيوفه من أهل السودان و..عندئذ انبري يقول: أولا أؤكد أنكم لستم أول من فاتحني بشأن الكتابة عن السودان.. إبراهيم شكري وعادل حسين ويوسف الشريف علي سبيل المثال. لقد زرت السودان أول مرة عام 1951 وقابلت السيدين عبدالرحمن المهدي وعلي الميرغني إثر إلغاء النحاس باشا اتفاقية عام 1936، دفعني إلي ذلك الكاتب الشاعر كامل الشناوي وقال لي: أنت بتكتب عن الحرب في كوريا وعن مشاكل العالم ولا تعرف السودان!. كنت مأخوذا جدا بالسيد عبدالرحمن المهدي، إذ كان يتحدث معي بلغة صريحة وكلام واضح لا لبس فيه، خاصة فيما يتعلق بمطلب استقلال السودان، بينما السيد علي الميرغني لم يكن واضحا مثلا، وكأنه لا يريد الحديث عن السياسة معي!.
السودان بالنسبة لي يمثل شحنة عاطفية في شبابي، كان إخواننا السودانيون يشكون آنذاك من عقدة «الضم» و «التاج»
لدرجة أن هناك في مصر من قال إن عبد الناصر منع حقنا في السودان، وحقيقة إنني ترويت في الكلام في السودان لا لشيء رغم أنني مدرك للمصالح المتبادلة وللبوابات الحيوية، ومدرك حتي من الناحية المصرية البحتة أن السودان هو حامل الحياة.. ليس الماء فقط، بل ومحورا من قوي لا نستطيع أن تقامر به، لكن عندما تأتي لتواجه مشكلة مشحونة بحساسية وتتحدث عن روابط مصالح، فضلا عن تركيبة السودان الإنسانية، فالأمر إذن يحتاج إلي تدقيق في الحسابات، علما بأننا أسأنا التعرف في مرات كثيرة، وليس أدل علي ذلك من إدارة علاقاتنا مع السودان عن طريق أجهزة خاصة، وعندئذ يجد الإنسان نفسه محاطا بدوائر مغلقة، أنا رد فعلي ليس عن عدم اهتمام، أو قلة تقدير، لكنني أود أن أكتب في وضوح بعيدا عن الغموض.
أذكر مرة كنا في طريقنا إلي الرباط علي طائرة واحدة كانت تقل الرئيس جمال عبدالناصر وبرفقته الرئيس جعفر نميري، وأنا كانت لدي اهتمامات وقتئذ بالثورة الليبية واتجاهاتها القومية، ولم أكن حقيقة أتابع ـ بنفس القدر ـ ما يدور في السودان، وحين سأل عبدالناصر نميري: هل تعرف هيكل؟.. قال: نعم.. ولكني آخذ عليه تجاهله لثورة السودان وكان حينها يقرأ في مجلة «المصور».
أنا مقدر جدا لهموم وشجون أهل السودان، واتصور أن لدي شحنات عاطفية ورغبة معرفية تجعلني أضع السودان بالقرب مني حتي وأنا علي البعد منه، وأذكر بالمناسبة عندما حدث انقلاب الجبهة الإسلامية إنني تحدثت مع الدكتور أسامة الباز بالتليفون، والباز كما تعلمون كان يعمل معي في وقت سابق، وسألته عن الانقلاب.. قلت له أنتم تتحدثون وكأنكم أنتم الذين أحدثتم التغيير، إذ كانت الصور والمقالات التي تملأ الصحف تكاد توحي بذلك!. حقيقة إذن لدي مبررات من خلال تعقيدات وغموض الواقع الراهن في السودان، كذلك فإن تشابه وتضارب الاختصاصات حول السودان، ومن هنا أصبح الحديث محفوفا وشائكا عندما نتحدث عن مقدراته، والشاهد أن هناك تعقيدات تحول بيني وبين المعلومات الصحيحة، مثال ذلك مجئ الرئيس عمر البشير إلي مصر مؤخرا، وحدوث لقاءات علي مستويات عليا شوشت الصورة أمامي، وهذه الضبابية هي التي تجعلني أشعر بمسئولية كبيرة تجاه ما أكتب، أنا لا أود أن ألمس حقل ألغام، وليس لدي القدرة علي الحديث بوضوح.
رحم الله الأستاذ إبراهيم فرج، فقد طلب مني أن أكتب عن السودان إيمانا بوحدة وادي النيل، لكنني قلت له إنني أريد أن أذهب أولا للسودان حتي أكتب عنه عن قرب وبحرية كاملة ـ ماذا أفعل؟ ـ هذا ليس اختياري أن أمارس ديكتاتورية الصمت عن السودان!. د. علي أبوسن: أعتقد إذن أن الرد ايجابي!. هيكل: أنت تتصور أنني متجاهل السودان وأمره.. هذا ليس صحيحا، أنا أكتبت رأيي وحددت مواقفي من عدة دول وقوي سياسية من خلال معرفة موثقة، محاذيري معروفة بالنسبة للسودان حين تختلف القضية، ستقول لي إنك بعدت أو تخوفت وقد زالت الأسباب الآن، وأنا أقول ليس لدي معلومات. فأخر مرة رأيت فيها السودان عام 1997 عند عقد القمة العربية بالخرطوم، بينما المرات المؤثرة كانت عام 1956، الأوطان عندي ليست جغرافيا، إنما بشر، ومن هنا ولأهمية الموضوع وحساسيته وحيويته ومواقف وسياسات القوي والجبهات المتباينة، لا بد وأن تكون لدي معلومات، فمثلا لا أتصور مقابلة مبارك للبشير إلا أن كان يعلم أن هذا النظام ليس منتهيا، وعلي ما يبدو أن الجملة الأخيرة في حديث هيكل كانت مفاجأة انتهي بعدها الكلام المباح وغير المباح.. وإذ الأيام تؤكد علي صدق نبوءة الأستاذ هيكل.
|
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
وداعا هيكل الصحافة | طلحة عبدالله | 02-17-16, 11:24 AM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | طلحة عبدالله | 02-17-16, 11:26 AM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | طلحة عبدالله | 02-17-16, 11:27 AM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | طلحة عبدالله | 02-17-16, 11:30 AM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | عبد العزيز محمد عمر | 02-17-16, 12:03 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | محمد حمزة الحسين | 02-17-16, 12:30 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | أبو الحسين | 02-17-16, 12:31 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | طلحة عبدالله | 02-17-16, 12:38 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | عبدالله عثمان | 02-17-16, 01:15 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | متوكل حسن | 02-17-16, 01:44 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | محمد الكامل عبد الحليم | 02-17-16, 06:20 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | Mirghani Taitawi | 02-17-16, 06:30 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | عوض محمد احمد | 02-17-16, 06:36 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | معاذ الفحل | 02-17-16, 06:59 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | Ahmed Yassin | 02-17-16, 07:15 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | جلالدونا | 02-18-16, 01:10 AM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | مصعب عجاج | 02-18-16, 01:27 AM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | Basamat Alsheikh | 02-18-16, 04:38 AM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | طلحة عبدالله | 02-18-16, 07:50 AM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | ياسر منصور عثمان | 02-18-16, 11:31 AM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | عبدالله عثمان | 02-18-16, 08:31 PM |
Re: وداعا هيكل الصحافة | علاء سيداحمد | 02-19-16, 11:17 PM |
|
|
|