البطحاء - غبيرا - وبالعكس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2016, 09:00 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البطحاء - غبيرا - وبالعكس

    08:00 AM Feb, 10 2016

    سودانيز اون لاين
    عبدالرحمن أحمد السعادة-المملكة العربية السعودية
    مكتبتى
    رابط مختصر





    ليس ثمة بصات عامة على طريق الملك فهد السريع، وإنما يتوفر اللموزين وأشباهه.
    سيارتان ترابضان في خفاء المخالفين عن الرقيب بجانب محطة وقود، تتبعان إلى الباحثين عن الرزق ليلاً ونهارا.
    تتفرس أعينهم كل راجل من حيث يدري ومن حيث لا يدري بنظرات مفترس إلى فريسته.
    وصل المحطة مع أذان المغرب، فألقى أهل المحطة فرشًا على باحتها فعدد المصلين عادة ما يفوق سعة مسجدهم الصغير.
    وبعد أداء الفريضة نهض وهو ينعم بارتياح ولكن دون أن يصلي النافلة.
    تلفَّت يمنة ويسرة ينتوي الذهاب إلى البطحاء فالتقطته سيارة مع آخرين وانطلقت بهم وسط الزحام الكثيف.
    دفع للسائق الذي ظهر حريصًا ورقة من فئة خمسة ريالات قبل الوصول. وعندما اقتربوا من موقف متعارف عليه،
    وما إن ديست الفرامل حتى قفز من السيارة قفزة رياضية وضرب على جيبي بنطاله الأمامين وجيب ثالث خلفي ثلاث
    ضربات سريعة دقيقة كعازف إيقاع خبير خرج مع كبار الفنانين باتحاد فن الغناء الشعبي.
    وما تلك الضربات على الجيوب إلا تفقدًا لما بداخلها فهي حرزه الأمين حيث يختزن بالجيب الأمامي اليمين مفاتيحه
    وبالجيب الشمال هاتفه الصغير وبالجيب الخلفي حافظة نقوده.
    وهو في عجلة من أمره يريد أن يشتري ملابسًا، وقد أزف أذان العشاء فسابق الوقت ببال رهين بين صوت الأذان وموعد إقفال المحل،
    فانعطف يسارًا بمنعطف ضيق مكتظ بالعابرين والمتجمهرين والمنادين لاختطاف زبائنهم، ومع انعطافه الخاطف صدمه شخص بان
    بحكم موقعه أنه لا يبصر الآتي من وجهة معاكسة، فقال بضيق :
    - أستغفر الله، ألا ترى.
    لم يتحرَّ إجابة من صادمه ولم يبد اهتمامًا، ومر قائلاً :
    - أعوذ بالله.
    وصل إلى مقصده وضيَّعته البناطيل والفنلات بألوانها وأشكالها وأسعارها، فهو يخشى مجانبة التوفيق التي ربما تفتح عليه أبواب النقد
    فيصبح من المسرفين.
    وفي نهاية التردد مع تصاعد عقارب الساعة اختار مثنى مثنى وتوجه خارجًا تحت حث عاملي المحل فالنداء قد ارتفع وارتفع معه
    ضجيج الأبواب وهي تقفل فأتم حسابه وقال للمحاسب :
    - إذا كان المقاس غير صائب هل بوسعي الاستبدال؟.
    فرد عليه المحاسب :
    - في ظرف يومين كأقصى حد.
    فدلف إلى المسجد القريب وصلى بطرف الصف قبل الأخير قرب الحائط تمامًا حيث دس صرة مشترياته بأثر توهم خفاف اللصوص
    و خوفًا من النسيان.
    وبعد الفراغ وبلا شفع ولا وتر انطلق بين الناس يمشي كما تمشي إبرة الخياطة بيد خياط ماهر سالكًا شارع البطحاء العام باتجاه
    سوق الثياب النسائية السودانية فتفاجأ بعمارة جديدة ماثلة أمامه إذ غاب عن هذا الطريق طويلاً، وسأل بخاطر ضائع :
    - يا ربي، إلى أين أمشي؟.
    وأجاب عن نفسه لما رأى كبري مشاة حديدي أمامه :
    - « أنا ماشي غبيرا ».
    ثم تجاوز الكبري واصطف مع الناس وجاء من خلفه اثنان يقصدان ما يقصد والكل يلوح للسيارات فقال أحدهما :
    - إن لم أجعل لنفسي سيارة فلن أرتاح.
    فقال له رفيقه :
    - لو جعلت لنفسك طائرة فلن تنعم بالراحة، نحن من تعب إلى تعب.
    ركبوا ثلاثتهم بصحبة رابع إلى شارع غبيرا العام فنزلوا متفرقين ونزل هو أمام سوبر ماركت كبير قرأ لافتته بصوت مسموع :
    - « أسواق بحيرة الغزال ».
    فتساءل بنفس احتجاج :
    - أكان هذا الاسم قبل الانفصال « أسواق بحر الغزال »؟ أم أنا مخطيء؟ فإن كان كما أظن فلم نحن ننسى بيسر؟ أين الود القديم ؟
    أين الوفاء الحميم؟ أين تبادل الشعور بقارتنا؟ انفصل الجنوب نعم، تغير بخريطة خاصة نعم ولكن هل يبرح مكانه على الأرض؟.
    ودخل معرضًا للمنتجات السودانية وسلم سلام زبون دائم فقابله التاجر بحرارة من يعرفه ويعرف كيف يفكر قائلاً :
    - كل سنة وأنت طيب والعام القادم حكومة جديدة ورئيس جديد.
    فتبسم وقال :
    - آمين، آمين.
    وتأمل الأصناف الشعبية المرصوصة وقال :
    - حتمًا لديك الجديد.
    فرد التاجر كمن يفاخر :
    - قديم ما عندنا.
    فابتاع منه ما استطاع وقفل بذات الدرب ينوء بأكياسه.

    عبدالرحمن السعادة
                  

العنوان الكاتب Date
البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-10-16, 09:00 AM
  Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-10-16, 11:03 AM
    Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-10-16, 02:48 PM
      Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عمر عثمان عبد الوهاب02-10-16, 02:52 PM
        Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-10-16, 05:46 PM
          Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-11-16, 08:16 AM
            Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس آدم صيام02-11-16, 08:36 AM
              Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عمر عثمان عبد الوهاب02-11-16, 09:16 AM
                Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-11-16, 02:32 PM
                  Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-12-16, 11:30 AM
                    Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-14-16, 08:33 AM
                      Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس بريمة محمد02-14-16, 01:24 PM
                        Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-15-16, 08:04 AM
                          Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس أيمن دياب02-15-16, 09:36 AM
                            Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس ولياب02-15-16, 10:07 AM
                              Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-16-16, 08:06 AM
                              Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-16-16, 11:53 AM
                                Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس يازولyazoalيازول02-16-16, 12:21 PM
                                  Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عمر عثمان عبد الوهاب02-16-16, 12:36 PM
                                    Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس يازولyazoalيازول02-16-16, 12:40 PM
                                      Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عمر عثمان عبد الوهاب02-16-16, 01:00 PM
                                        Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-16-16, 01:04 PM
                                      Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس بريمة محمد02-16-16, 01:08 PM
                                        Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-16-16, 03:21 PM
                                          Re: البطحاء - غبيرا - وبالعكس عبدالرحمن أحمد السعادة02-17-16, 12:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de