|
Re: مساء اليوم الخميس 28 يناير 2016 الفنان النوب� (Re: محمد عبد الله حرسم)
|
على سبيل البحث في الفن النوبي الدنقلاوي ( الاندادي ) في منتديات دنقلا وأحبب نقله إلى الحوش .. وكان البحث على ضوء حلفة الفنان دولا الذي زرع فينا الطرب والجمال ..
التحية لك ، أديبنا عمدنتود .. شنو التواضع ده .. من غيرك يفتح نوافذ البحث والتفكير لكي تدخلنا في عالم إستحضار جلسات البوقانا في ساقيتنا ( النوريمار) وكأني أتخيل شخصايتهم وأشكالهم قبل اكثر من نصف قرن من الزمان أتخيل أصواتهم الشجية وهم يرددون أغاني كان الكثير منها بالعربية لأن تراث الأندادي يعتبر فقير من ناحية الغناء على عكس التراث المحسي المزدان بأجمل الألحان والكلمات فكان دهب وحسين لالا والخليل ووردي .. أما في ليالي البوقانا فكنا نسمع ونطرب لأغنية مثل : الله لي وو توما .. توما يا فتيلة المايقوما .. ثم نسمع بعد ذلك يرددون أغاني الراوية ( عبدالسيد شروشورة) .. يا بنوت ألقية لابسه الدبلة مع الوقية يابنوت سمجكن تيرقن توب كفنكن كنا نسمع أيضاً يرددون غناء إدريس العربي : من بيت نعمة للبيارة أرتقاشا لي خبارة أرصد يا جميل الصورة وكنا نسمع أيضاً اغاني منسوبه لإبن عوف صائد التماسيح المشهور وكانت تعتبر من أغاني الرواويس وهم كانوا اكثر عمقاً ولحناً وأجمل عزفاً وكذلك أكثر أناقة في الملبس ..ً " أغاني أبن عوف صائد التماسيح" :- أحمد الله أنا ما ني ندمان أحمد الله أنا ما ني صرمان الدهب راقد لي كيمان الضهر في كرمة صليت العصر في كريمة صليت أبوحمد قبل النوم مشيت وحداء الرواويس الاشهر هي هذه الابيات : أي ترن أي إسمان ترا إسمان حجنتود ترا كتي بو جريل أي ترا أريه جوم هليل أي ترا ..... إلخ القصيدة وهي قصيدة طويلة ومشبعة بكل معاني الفخر والاعزاز وكذلك اللحن .. وكان يتردد إلى مسامعنا ( النمه ) أو كلقيه بالمحسية ولكن بالاندادي كلقيه هو البكاء على الميت أو المرثية .. ولدى المحس الدوبيت عبارة عن مطارحة شعرية .. أما بالاندادي فهناك الكثير وكمثال لذلك فهذا نموذج مشبع بالقيم التي كانت تردد من خلال الاشعار والدوبيت : كسر دول أوقجي دول كرموا سلام دول أوقجي دول كري والمقصود أن العمة الكبيرة لا تجعل الرجل كبيراً ولكن كبير المقام هو من يلقي التحية بصوت عالي ( إذا تكلم أسمع ) وليس من جر إزار بطراً فهذه واحدة من القيم والاخلاق النبيلة ودرس مجاني لكل من اراد التطاول على الناس .. فمثل هذه العبارات كانت تأتي إلينا مموسقة وملحنة بأجمل الالحان فتدخل القلوب والعقول وتستقر فيها وتكون جزءاً من السلوك والتربية المأصلة لأن الكلام الملحن والمغنى حتى في كل ديانات كانت الأقرب إلى القلب والشعور كدلالة ( مزامير داؤود ) .. فلم يكن النم والدوبيت عند أهلنا يجنح إلى القتل وقطع الرقاب والهمبتة وغيرها ..
فكانت بحق بيئة مترعة بكل أنواع الفنون وخاصة في ليالي الصيف ليس خصماً على العمل والانتاج .. ولكن عندما تسمح الظروف كان لا بد من فسحة للنفس والخروج من وعثاء العمل والإنهاك إلى ترويح النفس ولكن بدون ضجيج أو إزعاج .. فكانت الوقانا تقام في أبعد بيت في الساقية ..
للحديث بقية ...........
|
|
|
|
|
|
|
|
|