نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: مراهقة الأدب النسوي (Re: انصاف ابراهيم عبدالعزيز)
|
تحياتي استاذ بلة محمد الفاضل و ضيوفه الكرام . لا اود أن اكتب عن الانطباع الذي صدّره لي كاتب المقال و لكني فقط احب أن اعرض جانب يسير من اسهامات كاتبة سودانية واحدة و هي الاستاذة هادية حسب الله لأني اري أنّها قد قدّمت ردود موضوعية اكثر وضوحًا عن تلك التشوّهات التي اصرّ علي الصاقها بالمرأة و بالكتابة النسوية صاحب المقال ، و الشكر موصول للصديق صبري الشريف الذي اهداني كتاب الاستاذة هادية حسب الله ضمن هداياه الثقافية التي خصّ بها العديدين ، فله الشكر و للاستاذة هادية و للمجموعة السودانية للديمقراطية اولًا و التي اسهمت ( بحسب معرفتي ) في نشر الكتاب .
في كتابها: الكتابة النسائية - حرية ام رقصًا بالقيد . ذكرت الاستاذة هادية حسب الله :- يقدّم الشيخ النفراوي للباب الثاني عشر من كتابه ( الروض العاطر في نزهة الخاطر ) ، و هو كتاب يتعرض للعلاقة الجنسية مع المرأة ، بحكاية تقول أنّ امرأة يقال لها المعبرة ، و كانت احكم اهل زمانها و اعرفهم بالامور ، سألوها عن اين تجدن العقل معشر النساء ؟ فأجابت ( بين الافخاذ ) . و في موضع آخر من ذات الكتاب يذكر ان بعض الحكماء قالوا : الم تعلم أنّ النساء دينهن فروجهن. و لهذا تظهر المرأة في صورة الجسد الخاوي من العقل ، و لذلك ينتصر في الكتاب المهابيل و المجانين علي النساء . و قد يرد في خاطرنا أنّ السلطة الذكورية تجرّد الجسد الانثوي من العقل لتصفه بالبراءة و السذاجة و الخضوع لما يراد منه . و لكن الحقيقة أنّ القصص تشير الي شيطانية الجسد المؤنث ، و لا نجد اي قصة عن العفاف و الحكمة عند النساء ، فالمرأة ( المعبرة ) هي الحكيمة الوحيدة في الكتاب و هي التي ابلغتنا موقع العقل عند النساء .
تشير الكاتبة في موقع آخر الي جزء من حديث للعقاد عن المرأة فتقتبس منه . يقول العقاد مثلًا : إنّ المرأة لها تكوين عاطفي خاص ، لا يشبه تكوين الرجل لأنّ ملازمة الطفل الوليد تستدعي شيئًا كثيرًا من التناسب بين مزاجها و مزاجه ، و بين فهمها و فهمه .
ثم تنتقل الكاتبة للحديث عن بعض القضايا المجتمعية في السودان و التي تؤسس الي دونية المرأة ابتداءً من عادات بعض المجموعات السودانية في التعامل مع مشيمة المولودة الانثي و التي يتم دفنها في الدار او في المطبخ و تحت صمت كامل او باشراف عدد قليل من النساء ، بعكس مشيمة المولود الذكر و التي يتم الاحتفاء بها ثم دفنها خارج المنزل و الاعلان عنها ، و حتي أنّ بعض المجتمعات الامدرمانية كانت تقوم بشراء دحلوب ( جرة فخارية مخصصة لذلك ) توضع بداخلها ذريعة و بلح و سكر و ملح و يتم ذلك تحت الزغاريد و ترديد الغناء ( يا عمار البلد انحلت جابت ولد ) و من ثم يتم تكليف احدي النساء ( المُستَرَقّات ) و اللائي كان يطلق عليهن في ذلك الوقت خدم ، فتقوم بحمل الدحلوب علي رأسها ، و كأنّما المجتمع يقول له انه فوق كل النساء و اولهن المرأة التي تحمله فوق رأسها إجلالًا . و يكون بذلك الذكر في فضاء واسع كالنهر ، اما البنت فيتم في هدوء دفن مشيمتها من قِبَل نساء المنزل داخل حوش الدار التي يفترض بها الا تتخطّي حدودها ماديًا و معنويًا .
لا يفوتني ان اشير الي أنّ الاستاذة هادية حسب الله بنقاشها العميق لهذه القضية قد لفتت نظري الي قضية كنت لا أقف عندها كثيرًا و هي وصف المرأة المذكورة في كتاب الشيخ النفراوي ، بأنّها حكيمة . و هذه الحكمة كما تراها الاستاذة هادية فإنّها لم تتم الاشارة اليها الّا لأنّ تلك المرأة حطّت من قدر النساء ققد اشارت حسب قول الكاتب الي أنّ عقل النساء بين افخاذهن ، كما أنّ الاشارة الاخري التي وردت في نفس الكتاب و التي حطّت ايضًا من قدر النساء ، فهي نفسها قد نسبت الي بعض الحكماء . فالشخص يصير حكيمًا اذا حطّ من قدر المرأة ، و المرأة التي تقلّل من شأن اخواتها النساء توصف ايضًا بالحكمة دون ان نري لحكمتها تلك مكانًا رفيعًا بالمجتمع تسهم من خلاله في حل قضايا الناس فيما يتعلّق بالتنشئة و الحفاظ علي الحقوق او التمسك بالسلوك القويم و الاخلاق و كأنّ حكمة المرأة حكمة محدودة تقتصر فقط علي تشويه صورة النساء . و بالطبع لا تخفي علي المدقّقين في الامر - ملامح الصياغة الذكورية المتطرّفة لنشر و تثبيت مثل هذه الأقوال و الافعال . كما لفتت نظري الاستاذة هادية الي محاولة العقاد الحط من وضع المرأة من خلال المقاربة بين عقلها و عقل طفلها الوليد - ادّعاءً منه أن تلك المقاربة شرط تفرضه طبيعة مصاحبة الأم لطفلها الوليد ، و يبق السؤال المهم هو : هل سيصير عقل الرجل ايضًا مقارب لعقول الاطفال اذا التزم مصاحبتهم بالمنزل كما يفعل ذلك بعض الرجال لظروف قد تخرج عن ارادتهم ؟ آم أنّ المقاربة ( العقّادية تلك ) تخص النساء وحدهن و لا تتجرأ لتتعدّي لتصل الي عوالم الرجال ؟
قد اشارت ايضًا الاستاذة هادية حسب الله الي بعض قصص التراث السوداني و التي توسس لدونية المرأة و منها قصة فاطنة السمحة التي هربت من رجل هو اخوها فارس القبيلة ، و الذي وجد خصلة شعر اطول من ذيل حصانه و اقسم أن يتزوّج صاحبتها ايًا كانت ، و عندما اكتشفت ان الخصلة تخص فاطنة اخته لم يتراجع عن قسمه . فهربت فاطنة بمساعدة صديقاتها من القبيلة و انطلقت بعيدًا خوفًا من فضيحة زواجها من اخيها ..... لتتعلم الطفلة اول الدروس من فم الجدة التي تثق بها : إنّ الهرب هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة المشاكل ، و ليضرب المجتمع بذلك عزلة قاسية علي المرأة ، بأن لا تأمن لأي رجل حتي و إن كان اخاها .
من الاشارات المهمة التي تناولتها الاستاذة هادية قولها بأن جسد المرأة يوحي للرجال بالكتابة ( و هنا احسبها تعني تقسيم الادوار داخل المجتمع بين المرأة و الرجل ) ثم تقول فمن المعيب أن تفصح المرأة عن حاجتها الجسدية او شعورها باللذة مع زوجها ، فجسد المرأة يجب ان يظل صفحة بيضاء يملكها الرجل و يسطر فيها وحده .
هذه الاشارة الاخيرة تخرس كاتب المقال في حديثه عن مراهقة الكتابة النسائية ، فاكثر الذين يكتبون عن جسد المرأة هم الرجال و ليس النساء . فإن كانت الكتابة عن جسد المرأة توحي بالمراهقة فيجب ان يوصف بها الرجال و ليس المفعول بهن قلمًا و سيفًا و بطشًا ( معاشر النساء ) .
قد يلحظ القارئ الكريم أنّ صاحب المقال سعي بدرجة ما الي جعل الكتابات النسائية جميعها كتابات ( بورنو ) و كأن المرأة لا هدف لها سوي تسويق كتاباتها من خلال ربطها بالرذيلة و الجنس و قد نسي او تناسي كاتب المقال التراث الأدبي للعرب و الذي يحمل بين طيّات مكتباته كتب لا تستطع المكتبة العربية محوها من ذاكرة الشعوب مثل كتابات الشيخ جلال الدين السيوطي ( سوي التي كتبها او المنسوبة اليه ) و منها الوشاح في فوائد النكاح ، رشف الزلال في السحر الحلال او الكتاب المنسوب له نواضر الايك . هذا بالاضافة الي كتاب نزهة الالباب فيما لا يوجد في كتاب . لصاحبه شهاب الدين احمد او رجوع الشيخ الي صباه لصاحبه احمد بن سليمان او كتاب ابي حكيمة راشد بن اسحق و غيرها من الكتب العربية التي تناولت الجنس بدرجاات متفاوتة ، هذا غير كتابات ادوار الخراط و يوسف ادريس و نجيب محفوظ و غيرهم من كتاب اثروا المكتبة العربية بأدب جميل . خلاصة القول أن الجنس جزء من حياة البشر و لا تثريب علي الأدباء إن كتبوا عنه فالأدييب لسان مجتمعه و الواقع يشير الي أنّ الكتابة في المجتمعات الشرقية ظلّت فعل ذكوري بالدرجة الاولي ، اذ ليس للمرأة سوي اسهامات محدودة في هذا المجال و هناك مجالات في الكتابة ينفرد بها الرجل دون ان تشاركه في ذلك الامر النساء مثل مجال الفقه و التدوين و حتي في النثر و الشعر و الأدب الروائي نفسه نجد أن المرأة تقل مساهمتها كثيرًا عن اسهامات الرجل و لكن يبدو لي كما اشارت الاستاذذة هادية من قبل الي أنّ الرجل يسعي لأن يكون جسد المرأة صفحة تخصه وحده لأجل الكتابة عليها . و حين تكتب المرأة عن جسدها توصف كتابتها بأنها مراهقة او شبق او دعوة صريحة لممارسة الجنس . تلك باعتقادي هي القضية الذكورية غير المعلنة و التي تؤسس لفرضها بعض الأقلام .
لك التحايا استاذ بلة محمد الفاضل علي نقل المقال فهو حقًا جدير بالمناقشة و التحليل .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 01-13-16, 08:44 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | Abuzar Omer | 01-13-16, 09:17 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | عائشة موسي السعيد | 01-13-16, 11:11 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | Sinnary | 01-13-16, 11:22 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 01-16-16, 10:19 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 01-14-16, 09:21 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 01-14-16, 08:55 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 01-14-16, 09:15 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | أبوبكر عباس | 01-14-16, 02:59 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | أبوبكر عباس | 01-14-16, 03:06 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 01-16-16, 10:28 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | علي عبدالوهاب عثمان | 01-14-16, 03:18 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 01-18-16, 10:37 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 01-16-16, 10:25 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | أبوبكر عباس | 01-18-16, 12:07 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | Mohamed Mohamed | 01-18-16, 12:52 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | nour tawir | 01-19-16, 10:42 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 02-09-16, 08:18 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 02-09-16, 08:15 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 01-23-16, 05:47 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | احمد الشيخ | 01-23-16, 07:06 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 02-09-16, 08:19 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | Osama Mohammed | 01-31-17, 03:35 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 01-31-17, 07:40 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | محمد عبد الله الحسين | 01-31-17, 07:53 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | AMNA MUKHTAR | 01-31-17, 12:50 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | انصاف ابراهيم عبدالعزيز | 02-01-17, 09:26 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | انصاف ابراهيم عبدالعزيز | 02-01-17, 09:47 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | وليد زمبركس | 02-02-17, 02:43 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 02-08-17, 02:52 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 02-04-17, 10:57 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 02-04-17, 10:47 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 02-02-17, 09:04 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | محمد عبد الله الحسين | 02-02-17, 09:29 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | AMNA MUKHTAR | 02-04-17, 11:18 AM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 02-08-17, 03:12 PM |
Re: مراهقة الأدب النسوي | بله محمد الفاضل | 02-08-17, 03:01 PM |
|
|
|